اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من اجتماع الى اجتماع!!

العمود الثامن: من اجتماع الى اجتماع!!

نشر في: 6 سبتمبر, 2022: 11:38 م

 علي حسين

إذا أردت أن تعرف كيف تُدار السياسة في بلاد الرافدين، فإن عليك أن تتابع جولات الحوار الوطني التي تقام في الغرف المغلقة، وهي اجتماعات تحضرها قوى سياسية لاخلاف بينها، فيما يصر القائمون على الحوار على استبعاد القوى المدنية .

لا أعرف تفاصيل الاجتماعات، ولا ندري لماذا تستبعد بعض القوى السياسية، لكن وقائع ما يجري في المؤتمر تؤشر بوضوح إلى أن القوى السياسية لم تفهم الشعب حتى هذه اللحظة، وتصر على أن تحشر العراقيين في زاويةٍ ضيقةٍ تجعلهم يقولون: ليس في الإمكان أحسن مما كان!!.

ليس صحيحاً أن فكرة إجراء اللقاء ولدت من أجل معالجة حالة الاحتقان السياسي التي تمر بها البلاد، بل إن القصة بأكملها محاولة لمنح العملية السياسية العرجاء جرعة حياة.. رغم أن النظام السياسي سقط منذ اللحظة الأولى التي سقط فيها أول شهيد في إحدى ساحات الاحتجاج.

وبحسب البيان الذي قيل لنا إنه ناقش خارطة، فإن نقطة واحدة تفسح المجال لممثلي احتجاجات تشرين ومعهم القوى المدنية والحزب الشيوعي العراقي غابت عن خارطة الطريق، التي أُريد لها أن لا تختلف باللون والطعم والرائحة عن وثائق كثيرة عشنا خلال السنوات الماضية .

السادة المجتمعون يصرّون على العمل بموجب الديمقراطية العراقية التي تقتضي أن يربحوا الانتخابات كما ربحوها من قبل، والديمقراطية التي يتمسك بها ساسة العراق، لم يضعها أفلاطون في جمهوريته، وإنما وضعها المفكر عادل عبد المهدي الذي ظل يصرّ على أنّ الاحتجاج والتظاهر هما، نوعان من أنواع الإرهاب يجب أن يُضرب أصحابه بالرصاص الحي، وبقنابل من صناعة "الطرف الثالث".

الذين أحكموا الخراب على العراق وأقاموا دولة الفساد وسدوا كل الأبواب والنوافذ أمام المستقبل، والذين طاردوا المتظاهرين الشباب في الشوارع والساحات، والذين قالوا إن هذا الشعب مجموعة رعاع ومكانهم القبر، والذين هرّبوا المليارات، والذين تصدّروا المشهد السياسي بفضل أصوات البسطاء من الناس، أصروا على أن يجعلوا منا أقواماً كسيحة وفقيرة وعاجزة، تتلفت حولها، تتوجس من جارها، وتخشى مصافحة الآخرين لأنهم لا ينتمون إلى نفس الطائفة .

19 عاماً وتجمعاتنا السياسية تفترض أننا مجموعة من المختلّين عقلياً .

19عاماً ونحن نعيش في دولة أحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام، فيما المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمِّن له حياته وينشر الأمل والتسامح .

19عاماً ولم يعط النظام السياسي الجديد، العراقيين ما يمكن أن يتعلّقوا به أكثر من مصطلحات عن الانبطاح والتوازن والأغلبية والتوافقية.

19عاماً أمضيناها معهم في معارك طائفية، ليست بينها معركة واحدة من أجل المستقبل.

19عاماً من العمرمضت مع الفشل والخراب .. والعمر به كم 19 عاماً ياسادة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram