بغداد/ نبأ مشرق
أعربت أوساط بصرية عن سخطها الشديد من استمرار تأخير تشييد ميناء الفاو الكبير، لافتين إلى ان الجهات المختصة انشغلت ببناء كاسر الأمواج ولم تنجز الأرصفة رغم تقليص عددها لغاية الوقت الحالي.
وقال النائب السابق عن البصرة وائل عبد اللطيف، في حديث مع (المدى) إن "ميناء الفاو الكبير تم التخطيط له في عام 1985، لأن العراق كان منشغلاً حينها بالحرب مع إيران ومن ثم تم تأجيله".
وأضاف عبد اللطيف، أن "ملفاً استثمارياً كاملاً قد تم تقديمه عام 2003 عندما كنت محافظاً للبصرة من شركة بريطانية، مع شركة ساندة مصرية".
وأشار، إلى أن "الإدارة المحلية حينها أرادت أن تعطي للبصرة مشروعاً يليق بها، وكان ذلك ميناء الفاو الكيبر".
وشدد عبد اللطيف، على أن "هذا المشروع قد تعاقب عليه عدد من رؤساء حكومات، أي منهم لم يتخذ قراراً بشأنه وكأن الموضوع لا يعنيهم".
ونوه، إلى أن "بعض القوى السياسية تعطل ميناء الفاو الكبير لصالح الجانب الكويتي أو إيران أو الامارات أو مصر".
ويجد عبد اللطيف، أن "هؤلاء السياسيين يفضلون هذه الدول على مصالح العراق"، منوهاً إلى أن "تعطيله حصل عن قصد منذ عام 2003 ولغاية الوقت الحالي".
ورأى، أنه "باستمرار وجود هذه القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة ميناء الفاو لن يكتمل خصوصاً بعد أن تم تقليصه من 108 أرصفة إلى 90 رصيفاً وما تبقى لم ينجز أي منه".
ويسترسل عبد اللطيف، أن "الجهات المختصة انشغلت بكاسر الأمواج الذي لا يقدم ولا يؤخر، وكأن الذي يريد أن ينشئ داراً يبدأه بالسياج، ولا يضع الأساس له".
وانتهى عبد اللطيف، إلى أن "وزارة النقل التي تعتبر بتشكيلاتها خمس وزارات، قد تعاقبت على إدارتها شخصيات لا علاقة لهم بها وكان لذلك أثر واضح على عدم إكمال ميناء الفاو".
من جانبه، ذكر المستشار السابق في محافظة البصرة محمد الزيداوي، أن "ميناء الفاو يعد مطلباً شعبياً منذ سقوط النظام السابق".
وتابع الزيداوي، في تصريح إلى (المدى)، أن "المشروع تعرض إلى انتهاك واضح وصارخ وشابه الكثير من المفاسد".
ولفت، إلى أن "المشروع تحول إلى فرصة لسرقة الأموال وتأخر تنفيذه، فيما خرجت تظاهرات كبرى طيلة السنوات الماضية".
ونوه الزيداوي، إلى أن "وزارة النقل قامت بخطوات بعيدة عن الواقع، في وقت يحتاج العراق إلى هذا المشروع بوصفه المحطة الاقتصادية الأهم بعد النفط".
وتحدث، عن "قضايا إقليمية فرضت على العراق بعض المعرقلات لتنفيذ المشروع، مع عدم وجود إرادة داخلية بالنظر لعدم امتلاك السياسيين العقلية الاقتصادية التي من شأنها أن تُنشئ هذا الميناء لتشغيل الايادي العاملة وتعزيز الاقتصاد الوطني".
وأكد الزيداوي، أن "الجهات الرسمية لم تنجز لغاية الوقت الحالي سوى كاسر الأمواج وبعض الأبنية البسيطة وأمور لا ترتقي إلى مستوى التفكير الحقيقي بإنشاء المشروع، والخطوات ما زالت متأخرة".
وتحدث، عن "وجود منافسة اقتصادية بين العراق ودول الجوار وظهر ذلك واضحاً من خلال بناء الكويت ميناءً مقارباً ومقابلاً للفاو، المتمثل بميناء مبارك، وقد ساعد في ذلك تواطؤ بعض الجهات الداخلية".
وكان رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي قد أعلن العام الماضي، البدء بمشروع ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط والتي تسهم بتمويل موازنة العراق المالية بمعظم مواردها.
وقال الكاظمي أثناء حفل وضع الأساس للمشروع: "نعلن اليوم البدء بمشروع ستراتيجي مهم انتظره أبناء البلد سنوات طويلة".
وأضاف أن "الميناء سيوفر فرصا كبيرة للعراق ويعزز مكانته الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل البصرة وباقي المحافظات، وسيسهم في تطوير المحافظة".
وأشار الكاظمي، إلى أن جهات كثيرة لم يسمها "راهنت على إفشال المشروع ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، والبلاد واجهت تحديات عديدة في هذا الاتجاه، لكن المشروع ينطلق اليوم رسميا بعد أن انتهينا من مراحل التخطيط والمفاوضات، وموّلنا المشروع من موازنة هذا العام".