اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: محكمة نعم.. محكمة لا

العمود الثامن: محكمة نعم.. محكمة لا

نشر في: 8 سبتمبر, 2022: 12:02 ص

 علي حسين

ماذا كان يضير المحكمة الاتحادية لو أنها لم تدس أنفها في السياسة منذ عام 2010 عندما وضعت تفسيراً للكتلة الأكبر، كان الغرض منه سد الأبواب أمام أياد علاوي في تشكيل الحكومة، في ذلك الوقت حصل علاوي على 91 مقعداً بينما حصل المالكي على 89 مقعداً، فوجدنا المحكمة تصدر قراراً غريباً،

ساهم في انهيار البلاد.. وأتمنى أن لا يتصور البعض أنني أدافع عن أياد علاوي، ولكن ما فعلته المحكمة الاتحادية في ذلك الوقت فتح الباب أمام القضاء ليتحول من مؤسسة مهمتها الحفاظ على القانون وتطبيقه إلى مؤسسة سياسية.

على مدى سنوات استهلك العراقيون طاقتهم ومعها ثرواتهم في جدال عقيم حول الكتلة الأكبر، هل هي التي تتشكل في البرلمان أم التي تفوز في الانتخابات، لتخرج علينا المحكمة الاتحادية وبعد 12 عاماً على قرارها الأول بقرار جديد يقول إن الكتلة الأكبر هي التي فازت بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات النيابية. وكأن مصائر البلاد والعباد مجرد لعبة تشبه لعبة "الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة".

ما يحدث اليوم يثبت أن المحكمة الاتحادية أدخلت البلاد في مرحلة صعبة لا يعرف أحد نتائجها. وكنت أتوقع أن المحكمة الاتحادية ستكون أكثر جدية وحرصاً بعد احداث المنطقة الخضراء، وأن أرواح الضحايا سترفرف داخل قبة المحكمة من أجل إصدار قرار يعيد للناس الأمل بالاستقرار والطمأنينة.

أما وقد أعادتنا المحكمة الاتحادية إلى نقطة الصفر مشفوعة ببعض العبارات من عينة الدستور والخدمات، فان الغريب والعجيب أن تخبرنا المحكمة بانتشار الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة، وكأن المواطن مطلوب منه أن يشكل محاكم ويعين مدعياً عاماً لمتابعة ملفات الفساد ومحاسبة حيتان الرشوة ونهب الثروات.

أدرك جيداً أن التجاوز على سلطة القضاء مرفوض ومدان ونقف جميعاً ضده، لكن للأسف القضاء ومنذ سنوات أحب لعبة الاشتباك مع السياسة، ولهذا فالناس كانت وما زالت تريد من المحكمة الاتحادية أن تساهم في مساعدة البلاد على دخول المستقبل، وبناء دولة تقوم على أساس حق المواطنة لا حق الساسة، وعلى العدالة والمساواة لا على توزيع الغنائم بين الأصحاب والأحباب، ومع التسليم الكامل بأن وجود مجلس نواب ضرورة سياسية، فإن المنطق يقول إننا بحاجة إلى مجلس نواب حقيقي خال من نواب الصفقات ، مجلس نواب مهمته خدمة الناس لا خدمة الكتل السياسية ، مجلس نواب غير مصاب بفايروس الانتهازية.

وإذا كان هناك حرص حقيقي على الدماء التي سالت من أجل الوطن وتقدير للأثمان الباهظة التي يدفعها المواطن العراقي كل يوم ، فليس اقل من تشييع الوجوه الكالحة لكل نواب الصدفة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سعد محمود

    السابق و الحالي كلاهما من ( جماعتنا )

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram