ذي قار/ حسين العامل
عاود قطيع من الذئاب البرية المفترسة الهجوم على قرية آل بو جمعة في قضاء سيد دخيل (20 كم شرق الناصرية) واوقع 13 اصابة بين السكان المحليين.
ويعدّ هذا الهجوم الثاني من نوعه خلال ثلاثة أيام، فيما قامت ادارة مستشفى الناصرية (التركي) باحتجاز 4 صحفيين لأكثـر من ساعة عند اجراء لقاءات اعلامية مع الضحايا.
ويأتي هجوم الذئاب ليستكمل ثالوث المعاناة التي يواجهها سكان القضاء اذ يعاني السكان على مدى عدة عقود من لدغة افعى سيد دخيل المميتة وشحة المياه الناجمة عن جفاف شط آل ابراهيم المغذي لمعظم قرى قضاء سيد دخيل.
وشن قطيع من الذئاب يومي الاربعاء والجمعة المنصرمين هجومين متتالين على دور السكان المحليين في قرية آل بو جمعة واصاب 13 شخصا بينهم نساء واطفال بجروح متوسطة وخفيفة نقلوا على إثرها الى مستشفى الناصرية التعليمي (التركي) لتلقي العلاج.
وقال والد أحد المصابين، إن "قرية آل بو جمعة تعرضت لهجمة شرسة من قطيع ذئاب ليومين متتالين واصاب عددا من سكان القرية من بينهم ولدي"، لافتا الى ان "مهاجمة الذئاب للعوائل وهم في دورهم سابقة خطيرة لم تحصل من قبل".
وأضاف، أن "الذئاب كانت في السابق لا تتجاوز حدود القرية بل تتواجد عند تخومها او في الحقول والبساتين المحيطه بها"، متابعاً أن "أحد الهجومين وقع نهارا فيما وقع الاخر في الحادية عشرة ليلاً".
ومن جانبه، دعا ابو عباس وهو أحد سكان القرية، "الحكومة المحلية والقوات الامنية لتنظيم حملة لحماية القرى من هجمات الذئاب"، معربا عن قلقه على "حياة اسرته وابناء قريته من الهجمات المتكررة التي يقوم بها قطيع الذئاب المفترسة".
واكد ابو عباس "تواجد مجاميع من الذئاب في المناطق المحيطة بالقرية"، عازياً "زحفها باتجاه التجمعات السكانية الى موجة الجفاف الشديدة التي تمر بها المنطقة". ومن جانب آخر وإثر توجه الاعلاميين للقاء ضحايا الهجوم قامت ادارة وحمايات مستشفى الناصرية التعليمي باحتجاز 4 صحفيين لمدة ساعة في احدى غرف المشفى.
وذكرت مصادر إلى (المدى)، أن "عناصر الحماية اشترطوا على الصحفيين حذف محتوى التصوير الذي بحوزتهم لقاء الإفراج عنهم".
وتابعت المصادر، أن "مجموعة من متظاهري ساحة الحبوبي تدخلت باتجاه الضغط على ادارة المستشفى للإفراج عن الصحفيين".
وقال الاعلامي راسم كريم في حديث مع (المدى)، ان "مجموعة من منتسبي المستشفى قاموا بمنعنا من مواصلة تصوير ضحايا هجوم الذئاب، الراقدين في المستشفى ومن ثم احتجازي وزملائي في غرفة بالمشفى وتحت حراسة امنية مشددة".
وتابع كريم، أن "المسؤولين في المستشفى اشترطوا الافراج عنهم في حالة مسح التصوير وانهم رفضوا المساومة".
وكشف كريم عن توجه الاعلاميين لـ "إقامة دعوى قضائية ضد ادارة المستشفى ودائرة صحة ذي قار كونها قامت بانتهاك حقوق الصحفيين وحالت دون وصولهم للمعلومة".
فيما اشار مراسل قناة المسرى نور السعيدي الى تعرضه وزملائه لـ "تجاوزات غير مقبولة من قبل منتسبي المستشفى ومساومات لغرض مسح التصوير"، مؤكداً في حديث مع (المدى)، ان "الجهات التي اشتركت باحتجازنا تتمثل بعناصر من ادارة وحماية المستشفى والامن الوطني وعناصر أخرى". وبدوره أكد مراسل قناة آفاق أزهر الازرقي الافراج عنه وعن زملائه بمساعدة مجموعة من متظاهري ساحة الحبوبي. وذكر الأزرقي، في حديث مع (المدى)، أن "مجموعة المتظاهرين تدخلت بعد ان تباطأ المسؤولون في التدخل للإفراج عنا".
ولفت، إلى أن "الصحفيين الذين دخلوا إلى المستشفى لم يتعرض إليهم أحد في بادئ الأمر، لكن بعد مباشرتنا بالتصوير تدخلت عناصر أمنية واحتجزتنا".