TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اعتقال جسر الجمهورية

العمود الثامن: اعتقال جسر الجمهورية

نشر في: 11 سبتمبر, 2022: 11:50 م

 علي حسين

لا يعرف أحد ماذا يحدث فوق جسر الجمهورية، غير أن الرواية التي تتناقلها الألسن تقول إن قيادة عمليات بغداد قررت أن تعتقل الجسر حتى إشعار آخر. عفواً ياعزيزي القارئ، أدرك أنه من ضروب الرفاهية التي يعيشها جنابي أن أرهقك بحكايات عن الجسر وأترك حكايات الناس التي لا تزال عالقة من أجل عيون البرلمان.

فقط أردت أن أقول لك إنهم يضعون بوابات على مدخل جسر الجمهورية لحماية المنطقة الخضراء من الفضوليين أمثالك وأمثالي، فقد فكرت قيادة عمليات بغداد وخططت ونفذت مشروع إبعاد جسر الجمهورية عن أقدام الفضوليين الذين يعتقدون أن جسر الجمهورية حق مشاع لجميع المواطنين، وهو الجسر الذي حمل ذكريات وأحلام وتطلعات الملايين لعراق مزدهر، وسفكت على إسفلته دماء عشرات الشباب ، كان ذنبهم الوحيد أنهم طالبوا بوطن يحترم أحلامهم.

لعلّ الجزء الأكبر من أخبار هذه البلاد مثير للأسى، رغم أن هناك أخبار كوميدية يطلقها علينا بعض نواب الصدفة ، وكان آخرها الهجوم الثوري الذي قامت به "المناضلة" عالية نصيف على نادي الصيادلة لأنه يقدم مشروبات كحولية، فنحن في بلد مؤمن يُسمح فيه للنائب والمسؤول أن يسرق ويقتل ويهجّر، لكن أن نقدم مشروبات "يا للهول" على حد تعبير المرحوم يوسف وهبي الذي تتقمص عالية نصيف شخصيته في كل ظهور لها على الفضائيات.

إذا كان لا يحقّ لأحد أن يُصادر حقَّ النواب في أن يعبروا عن قناعاتهم وأن يروا في أنفسهم ما يشاؤون، فإنّ من حقّنا أن نطالب المسؤولين عن الجريمة التي ارتكبها جسر الجمهورية في حق الشعب العراقي ليتم اعتقاله أن يقدموا لنا الدليل على أنّ جسر الجمهورية يُنفّذ أجندات خارجية! وأنه مشمول بالاجتثاث استناداً إلى قرار صادر عن هيئة المساءلة والعدالة، لأننا نريد أن نعرف كيف استطاع هذا الجسر الشرّير أن يخدعنا كلّ الوقت، ويُقنعنا بأنه مع العملية السياسية، فيما هو يريد أن يقف بوجه الإصلاح الذي تقوده عالية نصيف.

قد يتآمر البعض ويتوقف بالتفكير قليلاً في المقارنة بين حجم ودرجة اهتمام بعض الحكومات الغربية "الكافرة" حين يسقط لديها ضحية أو ضحيتان، وبين ردّ فعل ساستنا على عشرات الضحايا الذين سقطوا على جسر الجمهورية ، وهي مقارنة لا تجوز، لأسباب عدة ليس من بينها أن المسؤول الغربي لديه ضمير، فيما نحن نعيش في ظل ساسة ومسؤولين أُصيبوا بمرض مزمن في الضمير، بل لأن "الروزخون العراقي" تحول من حامي لمصالح الناس، إلى سمسار للمنافع والمناصب .

لست أفهم لماذا يخافون من جسر الجمهورية؟، يجب أن نخاف جميعاً ليس من الاحتجاجات، بل من نسبة الخراب الذي يزحف على مؤسسات الدولة، ومن غياب أية محاولة جدية لعمل سياسي حقيقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    (إعتقال) جسر الجمهورية بتهمة إنتماءه للشعب !!

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: صيف المالكي

العمود الثامن: براءة نور وتابعه هيثم !!

العمود الثامن: نشيد عالية وأخواتها!!

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

العمود الثامن: ألف حزب وحزب

العمود الثامن: من أين لك هذا ؟

 علي حسين ينظر المواطن المسكين مثل جنابي الى بلده العراق ، ويشعر بالأسى على بلدٍ كان يراد له أن يلتحق بقطار العصر، فارتدّ بهمّة خطب سياسييه، إلى الوراء، إلى مجرد احزاب سياسية تضحك...
علي حسين

كلاكيت: كيليان مورفي وأشياء صغيرة كهذه

 علاء المفرجي مثل مواطنه دانيال دي لويس، جاء الممثل الايرلندي "كيليان مورفي" الى السينما من بوابة المسرح، ومثل لويس تماما كتب أسمه بحروف ناصعة بين ممثلي السينما الكبار منذ أول دور له، حتى...
علاء المفرجي

الصوم.. في التحليل السيكولوجي

د.قاسم حسين صالح انشغل علماء النفس بدراسة الصوم بيولوجيا وسيكولوجيا وانتهوا بموقفين متضادين: ألأول، يتبناه كتّاب وأطباء نفسانيون عرب،يرون ان الصوم يؤدي الى انخفاض مستوى الجلوكوز في المخ،فينجم عنه اضطراب في عمل الدماغ، واختلال...
د.قاسم حسين صالح

إرباك هائل بسبب دراسة خاطئة

إبراهيم البليهي ليس أسهل من دفع الناس في اتجاه الخطأ خصوصا إذا خوطبوا باسم العلم والبحث العلمي وتم تخويفهم بأن صحتهم في خطر.. ففي عام 1951 نشر الباحث الأمريكي أنسيل كيتس دراسة زعم أنه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram