TOP

جريدة المدى > سياسية > الزيارة الأربعينية تهدد بخرق «الهدنة» وفريق «إطاري» يدعو لتأجيل عودة البرلمان للشهر المقبل

الزيارة الأربعينية تهدد بخرق «الهدنة» وفريق «إطاري» يدعو لتأجيل عودة البرلمان للشهر المقبل

نشر في: 12 سبتمبر, 2022: 12:05 ص

 بغداد/ تميم الحسن

تدخل الهدنة غير المكتوبة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي في أخطر مرحلة مع تصاعد عدد الزائرين في اربعينية الامام الحسين.

وخلال ذلك حذر مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري من حدوث «ما لا يحمد عقباه» فيما لم يتم ابعاد الاجنحة المسلحة لكلا الطرفين من القيام بـ «واجبات امنية» خلال الزيارة في كربلاء.

ويخشى خلال الزيارة التي يتوقع ان تشهد حضورا كبيرا بعد انتهاء ازمة «كورونا» من تجدد الاشتباكات بين «التيار» و»الإطار» على خلفية احداث المنطقة الخضراء الشهر الماضي.

فعلى الرغم من التهدئة الحذرة بين الطرفين المتخاصمين فان هناك شكوكا متبادلة بوجود «تحركات مسيسة» في تفويج الزوار وخاصة القادمين من إيران.

وحتى الان هناك أكثر من مليوني زائر ايراني عبر الحدود الى العراق فيما يتوقع ان يصل عدد القادمين من الجمهورية الاسلامية الى 5 ملايين شخص.

في تلك الاثناء قفزت الخلافات مجددا داخل «الإطار» بسبب اعلان جزء من التكتل الشيعي نيته عقد جلسة للبرلمان عقب انتهاء الزيارة.

ويدفع هذا الاعلان الفريق الذي يوصف بـ «المعتدل» داخل الإطار التنسيقي الى محاولة تأجيل الجلسة الى وقت اطول لإعطاء مساحة جديدة من التفاوضات.

بالإضافة إلى عدم اطمئنان «الإطار» من تكرار مشهد اقتحام أنصار الصدر مرة جديدة للبرلمان في حال استئناف الجلسات، وسط انباء عن اجراءات غير مسبوقة لحماية المنطقة الخضراء.

ويبدو ان سوء تنظيم دخول الزائرين الايرانيين، بحسب مسؤولين في طهران، دفع سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري وفصائل من الحشد الى التدخل في ترتيبات تفويج الوافدين.

وابتدأ ذلك مع اعلان الحشد قبل ايام، انه اعتقل ما قال إنها «خلية بعثية» تريد التشويش على الزيارة، ثم انتشار صور «السرايا» وهم ينقلون الزوار بعجلات تابعة للفصيل من الحدود مع إيران.

واظهرت صور افتراش عدد من الزائرين الايرانيين الارض لاكتظاظ الاماكن المخصصة لاستضافة الزائرين، ونقص حاد في مياه الشرب وباصات النقل.

وتتهم قنوات اخبارية على «تليغرام» تابعة للتيار الصدري، بعض فصائل «الإطار» بتمرير اجندات سياسية خلال نقل الايرانيين، حيث شارك الحشد في عمليات النقل وتأمين الطريق.

بالمقابل ان قنوات اخرى تابعة لخصوم الصدر، تتهم الاخير بانه يعمل ضد الوافدين من طهران، رغم ان زعيم التيار قد فتح قاعة كبيرة قرب مقر اقامته في الحنانة لاستضافة الإيرانيين والعراقيين.

ووزع أنصار الصدر في كربلاء وفي الطرق المؤدية الى المدينة منشورات باللغة الفارسية ترحب بالضيوف، كما منع الصدر التعدي على الزوار غير العراقيين.

وشكا جمهور الصدر من وجود جهات مجهولة تقوم بتوزيع رايات خاصة بـ «سرايا السلام» على الزوار الايرانيين، مع صدور اوامر من زعيم التيار بمنع حمل اية راية لحزب او فصيل.

ويبدو ان تلك الاحداث دفعت الصدر الى محاولة خفض اي «سيناريو» للاحتكاك بين جمهور الطرفين، حيث أصدر 10 وصايا خلال الزيارة من ضمنها ابعاد طرفي النزاع عن مشهد الزيارة.

وأبرز ما قاله الصدر في تغريدة على «تويتر»: «إبعاد تشكيلات الحشد وسرايا السلام عن مسك الأرض أو السيطرات أو القيام بأي عمل أمني هذا العام»، محذرا: «وهذا أمر ضروري قد لا تحمد عقباه إن تمّ ذلك».

وبلغت حصيلة الاشتباك الذي جرى في آب الماضي في المنطقة الخضراء، بين اتباع الصدر و»فصائل اطارية» بحسب رواية الصدريين، الى مقتل ما لا يقل عن 30 وجرح العشرات، قبل ان يدخل الطرفان في التهدئة التي فرضتها اجواء الزيارة الاربعينية.

وليس بعيدا عن احتجاجات الصدريين دعا زعيم التيار في تغريدته الاخيرة من أسماهم «محبي الاصلاح ممن ثاروا ضد الظلام والفساد السير نحو قبلة الاصلاح (كربلاء)».

ودعا الصدر الى عدم رفع: «رايات خاصة لفئة أو جهة أو عسكر أو انتماء أو حزب أو حتى طائفة..»، ومنع «رفع الصور مطلقاً» او «ارتداء الاكفان» وهو زي اعتاد اتباع الصدر على ارتدائه في الفعاليات السياسية والدينية.

كما دعا زعيم التيار الى «عدم كيل التهم للآخرين ووصفهم بالبعثية أو الإرهابية أو المليشياوية أو غيرها من الأوصاف في هذه الزيارة ممنوع بل هو حرام وإرجاف»، وهي اشارة فهم منها التعليق على اعلان الحشد مؤخرا اعتقال مجموعة «بعثية».

ورفض الصدر: «التعدّي على الزوار الأجانب: (غير العراقيين) وبالأخص: (الإخوة الإيرانيين) باليد أو اللسان أو المنشورات أو بأي طريقة كانت أمرٌ ممقوت وقبيح وممنوع بل محرّم ومخالف لكل الأعراف».

كذلك حرم زعيم التيار بشكل قاطع: «حمل السلاح بكافة أصنافه بل كل آلة جارحة.. ومن يخالف ذلك فأمره موكول الى الجهات الأمنية البطلة».––––-

نار مستترة!

ويخبئ رماد الهدنة المفترضة بين «التيار» و»الإطار» ناراً قد تشتعل بأي وقت خصوصا مع اعلان أطراف في «التنسيقي» بأنهم بصدد عقد جلسة للبرلمان عقب انتهاء مراسيم الزيارة بداية الاسبوع المقبل.

ويرفض الصدر بكل الاحوال استئناف جلسات البرلمان، حيث كان قد طرح على شركائه فيما كان يعرف بـ «التحالف الثلاثي» والمستقلين تقديم استقالات جماعية لإسقاط شرعية المجلس.

ويزعم الإطار التنسيقي بان هناك أكثر من 180 نائبا قدموا تواقيعهم الى رئاسة البرلمان من اجل عقد جلسة جديدة، يعتقد انها ستحدد في 20 ايلول الحالي.

لكن مصادر مطلعة تحدثت عن «وجود خلافات داخل الإطار التنسيقي» ترفض الاستعجال في عقد جلسة خوفا من غضب الصدر.

المصادر القريبة من «الإطار» اكدت لـ(المدى) ان «آراء داخل المجموعة الشيعية تقترح ان يتم تأجيل بحث الجلسة الى شهر تشرين الاول المقبل، خصوصا مع وجود زيارة دينية الى النجف (وفاة الرسول) نهاية ايلول الحالي».

ويخشى في تلك الزيارات التي عادة تشهد تدفق اعداد كبيرة لزيارة المقامات الدينية من تحولها الى اشتباكات، فضلا عن انشغال قادة القوى الشيعية بالمشاركة الرمزية في المواكب.

ويسعى اصحاب هذه الآراء والذين يطلق عليهم «الفريق المعتدل» داخل الإطار التنسيقي، الى اعطاء المزيد من الوقت للتفاوض مع الصدر، خصوصا وان هناك مساع لتمثيل الاخير في لجنة «خارطة الطريق» التي شكلت بعد اخر قمة سياسية جرت في القصر الحكومي الاسبوع الماضي، لدراسة الانتخابات المبكرة وتغيير المفوضية.

لكن هذه المقترحات تصطدم بمخاوف أطراف اخرى داخل «الإطار» التي تعتقد ان مفاجآت قد تحدث بعد الزيارة، منها احتمال اقتحام أنصار الصدر البرلمان مرة اخرى في حال انعقاده، وأن التأجيل ليس في مصلحة الجميع.

القيادي في منظمة بدر بزعامة هادي العامري، معين الكاظمي يرى ان الحكومة والقوات الامنية هي «الضامن الوحيد لعدم تكرار ما حدث في نهاية آب الماضي».

الكاظمي وهو نائب حصل على مقعده عقب استقالة الصدريين في حزيران الماضي، قال لـ(المدى) ان «حدوث اقتحام جديد للبرلمان يعني اننا نعيش ضمن قانون الغابة».

وجرت تسريبات بان اغلاق جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء، نهار اول أمس لنحو 5 ساعات، بانه بسبب انشاء بوابة حديدية كإجراء جديد لمنع اي اقتحام جديد للمنطقة الحكومية.

وكان بيان قيادة عمليات بغداد قد برر القطع بسبب اعمال صيانة، فيما جرت العادة ان امانة بغداد او مديرية المرور هي من تعلن عن القطوعات في حالات اصلاح الشوارع.

ونقلت صور عن اعمال لوضع اعمدة حديدية على جوانب الجسر في المنتصف، كما ان الكتل الكونكريتية التي استخدمت في اخر اغلاق للجسر الشهر الماضي، مازالت موجودة على الارصفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»
سياسية

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»

بغداد/ تميم الحسن تنتظر الفصائل مدى جدية المعلومات حول تهديدات "ترامب" للجماعات المسلحة في العراق للمضي في مشروع انتخابي جديد. جربت الفصائل السياسية، التي تمتلك جناحًا سياسيًا، حظوظها في الانتخابات لأول مرة عقب تراجع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram