علي حسين
يقول تقرير نُشر مؤخراً عن منظمات دولية ومعها نقابة المعلمين العراقيين، إن العراق يتسيد القائمة الخاصة بنسبة الأمية، قد يكون متقدماً على الصومال أو بموازاة أفغانستان، لكن إذا كان معدل الأمية قد ضرب أرقاماً قياسية في السنوات الأخيرة، فهذه كارثة،
وإذا كان الفقر والبطالة وتهجير الناس من مناطقها من ضمن الأسباب فالكارثة أعظم، وهناك ما هو أشد وأعظم؛ أن يعتاد العراق على أن هذه الأرقام هي الطبيعية، أو أن الإمبريالية العالمية تتآمر علينا وتضعنا، دائماً، في آخر قائمة الدول السعيدة.
الجزء الأكبر من أخبارنا مؤسف إن لم يكن مضحكاً، وما بين انقلاب مؤشر حنان الفتلاوي وتحويل بوصلة مصالحها ، ونظرية أبو مازن في "الحكم الرشيد" وعودة جمال الكربولي الميمونة ، ووسط أزمة سياسية كبيرة، خرج علينا السيد المالكي ليطالبنا، جميعاً، بأن ننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة بشرط ان تكون بيضاء !! ء، ولا أدري هل نحن بحاجة إلى إعادة مؤشر العداد من جديد لنبدأ مع ساستنا من الصفر ونعتبر العشرين سنة الماضية مجرد بروفات للكوارث والمآسي والنهب المنظم؟.هذا أقصى ما يوعد به الشعب، العودة إلى نقطة الصفر ولا يهم الخراب الذي حل بالوطن، ولا الشهداء الذين سقطوا بسبب الفشل الأمني وعصابات داعش، ولا المليارات التي تتجول في بنوك العالم ، ولا البرلمان الكسيح الذي تحول اعضاءه الى اثرياء الزمن الاغبر .
الطبقة السياسية التي تريدنا أن ننسى العشرين سنة الماضية، هذه الطبقة نفسها أهملت التعليم وظلت برغم الميزانيات المليارية تشكو الإفلاس، فلا مدارس حديثة، ولا تعليم متطور، ولاحقوق لصغار الطلبة مثل باقي بلدان العالم، وأموال طبع الكتب ظل يتقاسمها النائب الهمام مثنى السامرائي مرة مع جماعة أسامة النجيفي ومرات مع أصحاب سليم الجبوري، ومرة تمنح لمساعدة مطابع لبنان .. بلد يعاني فيه التعليم من إهمال وغفلة ونضع على رأس سلطته التعليمية، "وزارة التربية"، مسؤولين ينتمون إلى أحزاب دينية تطالب بفرض الحجاب على الصغيرات في المدارس، لابد له من أن يكون في المراكز الأولى على لائحة الفساد العالمي حيث يتعيّن على كل مواطن أن يقدم رشوة كلما خطت قدماه باتجاه إحدى مؤسسات الحكومة .
في المرات التي أعيد فيها قراءة مذكرات السنغافوري لي كوان، تمر أمامي صورة هذه الجزيرة التي كانت حتى عام 1965 تسمى جزيرة الامية والفقر ، ويوم ودّع لي كوان الحياة قبل سبعة اعوام ، كانت سنغافورة على مقاعد الدرجة الأولى في العالم في مجال التعليم ، فيما المواطن السنغافوري يتمتع باعلى نسب الرفاهية ، مجرد جزيرة مهملة تحولت إلى ورشة عمل شعارها بث السعادة والطمأنينة في نفوس المواطنين.
جميع التعليقات 1
نوزاد عبد الرحمن محمد صالح
اخي كتاب المقال الان العراق لايحسب كدولة وفق معيار جودة التعليم الذي يعتمد في قياس اداء النظام التعليمي ولا في معيار التنافسية العالمية لقياس اداء الاقتصاد. وبالتالي اقول لولا النفط لا انتهى العراق كليا