TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العميلة كهرمانة!!

العمود الثامن: العميلة كهرمانة!!

نشر في: 20 سبتمبر, 2022: 11:52 م

 علي حسين

منذ أن صدرت طبعتها الأولى في بلاد الإنكليز عام 1706، أصبحت أشهر الحكايات في تاريخ البشرية، لا نعرف كم مؤلفاً كُتب عنها. من كتبها؟، كيف جُمعت؟، لماذا هي ألف ليلة وليست تسع مئة؟ أسئلة شغلت الباحثين، فمنهم من اعتقد أن أصلها ليس عربياً، وكان صاحب هذا الرأي المصري حسين فوزي في كتابه (حديث السندباد القديم)،

فيما انتهت سهير القلماوي إلى أن الليالي نصفها عراقي والآخر مصري، وظلّ عدد هذه الحكايات ألفاً وواحدة بالتمام والكمال، حتى ظهر العلّامة العراقي محسن مهدي ليقول لنا إننا عشنا مع ألف حكاية من الخيال، وإن السيدة شهرزاد لم تسهر مع شهريار سوى 282 ليلة فقط لاغير، لكنّ المفاجأة الأهم التي فجّرها المرحوم مهدي، وهو يقدم نسخته المحققة من الليالي، هي أنّ علي بابا ومعه الحرامية "الأربعون"، وعلاء الدين ومصباحه السحري لم يتنزّهوا في شوارع بغداد، من أين جاءوا إذن؟ وهل يعقل أن هذه البلاد التي انتشر فيها مئات علي بابا هذه الأيام، لم تكن هي الراعي الرسمي لهذه الماركة من السرّاق خفيفي اليد والظل، من أمثال أيهم السامرائي وفلاح السوداني وصاحب المصباح "النووي" حسين الشهرستاني الذي أخبرنا قبل أكثر من عشر سنوات أننا سنصدِّر الكهرباء للصين، وبما أننا نتحدث عن الوهم فلا حديث لصفحات التواصل الاجتماعي في بلاد الرافدين هذه الأيام سوى أخبار جلسة البرلمان القادمة ومتى تعقد ، وهل ستعقد ؟ . إذا سألت رأيي، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف ما اهمية البرلمان في هذه البلاد ؟ وأيضا لا ندري سر هذا الاهتمام بعقد جلسة لبرلمان كسيح .

أتساءل: لماذا يصرّ البعض من ساستنا ومسؤولينا على أن يتحول إلى خطيب "مفوّه" عندما تسأله عن الخراب الذي يمر به العراق، فيصرخ بوجهك: لا حل إلاّ بأن يتولى فلان المسؤولية ، فيما آخر يطالب بأن يتسلم " علان " مسؤولية هذه البلاد ، لأن هؤلاء، وحدهم، القادرون على السير بهذه البلاد إلى بر الأمان.. الساسة "المتحاصصون" يتصورون أن العيش في ظل حكاية كنز علي بابا، أفضل من بناء دولة مؤسسات، ما هو هذا المنجز الكبير الذي نباهي به شعوب العالم؟، وماذا يعني إيهام المواطن البسيط بأن النجاحات التي حققتها العملية السياسية في العراق ، هي أكبر مشكلة للامبريالية التي تتأمر علينا ، وهي تشاهد آخر انجازاتنا في تترميم تمثال المسكينة كهرمانة لأنها اصرت على حرق اللصوص .ماذا يعني أن على العراقيين أن يتحملوا فشل البرلمان ؟ وهل هناك نظام سياسي حقيقي يعتبر الخراب والأزمات دليلاً على النجاح؟، وكيف يريدون من العراقيين أن يؤمنوا بأن كهرمانة متامرة ويجب ان تُعاقب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    تشويه معالم تمثال كهرمانة بحجة ترميمة دليل على رثاثة الطغمة الحاكمة

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram