محمد حمدي
ردّت السُلطات المصرية، وإدارات الاتحادات فيها على مدى ثلاث سنوات ما يقارب تسعة وفود عراقية، ومنعتها من دخول الأراضي المصرية للمشاركة في بطولات العرب للملاكمة والدراجات وألعاب رياضية أخرى بذرائع مختلفة لا يمكن قبولها، وليس لها أي مبرّر يمت الى الروح الرياضيّة بصلة وصل.
مع ذلك تصرُّ اتحاداتنا وأنديتنا على تحيّن الفرصة وإعلان نفسها كأوّل المشاركين في أية بطولة تضيّفها الشقيقة مصر، وهنا نسجّل اعتراضنا على المؤسّسات الرياضيّة العراقيّة الراعية لحفظ كرامة الرياضة العراقية التي تتعرّض لظُلم واضح من دون أن تكون ردّات الفِعل موازية لما يحصل.
ونُذكّر هنا بعدد كبير من بروتوكولات التعاون المشترك الموقّعة بين مؤسّساتنا وأوّلها وزارة الشباب والرياضة مع نظيراتها المصريّة، ولنا أن نتصوّر لو أنّ ما حصل مع العراق قد أعيد بنفس الكيفيّة مع أي بلد خليجي ترى ما الذي سيحدث؟
وقاحة غير مُبرّرة
يجتهد بعض الزملاء الإعلاميين في الإعلان عن برامجهم الرياضيّة في القنوات وهو حقٌّ مشروع إذا ما رافقته المهنيّة في الطروحات وتنوّع المواضيع الشيّقة، ولكن اللجوء الى لغة الاتهامات بالعموم المُطلق بحقّ الصحفيين الرياضيين والإعلاميين واتهامهم بتُهم مُخجلة هو تجاوز غير مشروع على جميع القامات الإعلاميّة الكبيرة التي نفخر بها، والحلّ الأمثل أزاء بعض التصريحات الأخيرة من هؤلاء هو المقاطعة التي تضعهم عند حدّهم وتقف لتجاوزاتهم بالمرصاد، مع العلم أنها في الغالب تصدر من اسماء مُريبة عرفت بمواقفها المُتقلّبة ورقصها على الحبال حتى تصوّرت أن الجميع يشاركها ذات الأسلوب.
مقاطعة الإعلام لوفود خليجي 25
مع الحاجة الفعليّة لتواجد الإعلام الرياضي مع الوفود الخليجيّة التي تزور البصرة لمرّات متتالية خلال الأشهر القليلة المُنصرمة وتواجد إحداها حالياً في البصرة، وضرورة أن ينقل إعلامنا الى الجمهور والعالم أجمع حجم الاستعدادات لبطولة خليجي 25 المُزمع انطلاقها مطلع العام المقبل، يصرُّ القائمون على ملفّ البطولة سواء من الاتحاد الكروي أو وزارة الشباب والرياضة على تهميش دور الإعلام الرياضي العراقي وإبعاده عن ساحة الحدث بشتّى الطرق دونما سبب يُذكر، وقد أشرّ الزملاء هذه الحالة الغريبة التي لا تنطوي سوى على رؤية غير سليمة وشكوك ليس في محلّها أو أنّ هناكَ في الخفاء ما هو أعظم ولا يريدون الافصاح عنه حول مستقبل البطولة.
تجمعهم المناسبات وتفرقهم الرياضة
عادت حرب التصريحات الى الواجهة في الخفاء والعلن بين مؤسّساتنا الرياضيّة (وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية من جهة، وبين المؤسّسات والاتحادات الرياضيّة من جهة أخرى) وهو صراع أزلي لن تكتب له النهاية في يوم من الأيام مُطلقاً، ولن تحضر فيه النيّات السليمة وإن يغلفون أقوالهم بالقانون لهذا وذاك، فالكلّ يُكيّف وضعه بحسب ما يُريحهُ هو واتجاه مصالحه الخاصّة، ودون أن أدخل في تفاصيل مؤتمر المكتب التنفيذي والهيئة العامة للأولمبية أو تصريحات مسؤولي وزارة الشباب فإن روح الشِقاق تتعزَّز يوماً بعد آخر، والنتيجة الطبيعية هي تدهور رياضتنا الى مستويات قياسيّة.
مُناشدات
مُناشدات كثيرة تطلقها وسائل الإعلام لمساعدة نُخبة من الرياضيين الأبطال الروّاد وبعضهم يرقد في المستشفيات بحالة بائسة والآخر ينتظر دوره في مشهد متكرّر ومُعيب بحقّ العراق وأبطاله، والنتيجة أن المناشدات التي تأخذ صداها إعلاميّاً وجماهيريّاً يُقابلها المسؤول في جفاء مبالغ فيه وينتظر مرور العاصفة وتناسي ما قيل ويقال، كم كنتُ أتمنّى أن تبادر المؤسّسات الرياضيّة بنفسها في تتبّع أخبار وأحوال الأبطال، ولكن التمنّي شيء والحقيقة شيء آخر.