TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الحلبوسي وحكاية لا تنتهي !!

العمود الثامن: الحلبوسي وحكاية لا تنتهي !!

نشر في: 27 سبتمبر, 2022: 12:03 ص

 علي حسين

منذ سنوات، وأنا أحاول في هذه الزاوية المتواضعة، ان اقدم للقراء موضوعات لا تجلب "الهم والغم" ولا تحاصرهم بمزيد من الأسى، غير أنني أخجل أيضاً من أن أشغل القارئ بحكايات "المقاولة" وحدة الجميلي ونكات عزت الشابندر وطلة ابراهيم الجعفري الاخيرة ،

وأحاول وأنا أكتب مقالاً أن أعود فيه إلى بعض الكتب التي حالفني الحظ وقرأتها، فأجد أن "العم" ماركس كان قد أخبرنا قبل أكثر من مئة عام بأنّ التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة. ولأننا عشنا مآسي كثيرة في هذه البلاد ، فقد قرر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أن يقدم لنا الفصل الهزلي من تاريخ العراق ، وقد وضع له عنوان "الاستقالة" ليخرج علينا مشجعوه، مصرين على أن العراقيين بحاجة إلى الحلبوسي للحفاظ على هيبة الدولة، فيما نبهنا البعض إلى أن استقالة الحلبوسي تثبت للمغرضين من امثالي أنه رجل استثنائي. ولعل المشهد الاكثر هزلية حين يخبرنا الحلبوسي بأن أحد أسباب استقالته هو نظريته حول الاحتجاجات، لان "فخامته" اكتشف مؤخرا أن "التظاهر حق مكفول دستورياً، ولا مشكلة بدخول المتظاهرين إلى مبنى البرلمان وتعطيله لأن التظاهرات حق كفله الدستور". وينسى السيد الحلبوسي مقتل 700 متظاهر في احتجاجات تشرين دون أن يصدر بيان إدانة من البرلمان الذي كان يجلس على كرسي الرئاسة فيخ أو يقدم استقالته أو يتضامن مع المحتجين. ولأننا نعيش عصر المهزلة، الذي لايريد له أحد أن ينتهي، فقد أخبرنا ائتلاف دولة القانون مشكورا أن سفينة البلاد أبحرت نحو المستقبل.

وما بين استقالة الحلبوسي وسفينة دولة القانون ، يعيش المواطن العراقي في بلد الفوضى الدائمة حروب دفاعا عن الكراس ودولة بلا قرار، ووطن بألف قرار سياسي. ، فيما سفينة الوطن تبحر بنا في بحر هائج من المعارك والصولات.. لتغرقنا معها في صراع الشك والنميمة والانتهازية واحتقار المواطن .

اليوم المواطن المغلوب على أمره مثل "جنابي" يحق له أن يسأل؛ متى يطمئن ركاب سفينة الوطن على حياتهم ومستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح وحيتان الفساد؟، فيما المواطن المسكين حائر تتخبط به الأمواج والخطب والشعارات، بينما لا شاطئ هناك ولا ضوء بعيداً يهتدي به وإليه.

يسعى البرلمان بقيادة السيد الحلبوسي إلى أن يهرب بسفينة الوطن إلى الخلف، يتجاهل الاحتجاجات والاعتصامات، محاولاً أن يوهمنا جميعاً بأن معركة العراق الحقيقية ليست، مع الخراب والوصولية ونهب البلاد ، وإنما في حصول الحلبوسي على ثقة برلمان منتهي الصلاحية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram