اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > من الرسوم المتحركة المصنوعة باليد الى الرسوم الكومبيوترية

من الرسوم المتحركة المصنوعة باليد الى الرسوم الكومبيوترية

نشر في: 28 سبتمبر, 2022: 11:30 م

ترجمة: عباس المفرجي

- 2 -

ريتشارد ويليامز، مبدع “ مَنْ إبتكر روجر رابيت “، هو الحلقة بين العصر الذهبي للرسوم المتحركة المصنوعة باليد والرسوم الكومبيوترية اليوم. بمناسبة بلوغه الثمانين، يروي لنيكولاس رو كيف حوّل صفوفه الدراسية العليا عن الكارتون الى برامج كومبيوتر في منتصف الخمسينات إنتقل ويليامز الى لندن للعمل على ما سيصبح فوزه الأول بجائزة البافتا "الاكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون" “الجزيرة الصغيرة“، الذي موّله بالعمل في الدعاية لشركات التلفزيون المنطلقة حديثا.

(( عندما أتى جماعة مستر ماغوو [ مسلسل كارتوني كلاسيكي ] لصنع بعض الاعلانات بدأت معهم كمازج ألوان، وفي غضون ستة أشهر كنت أصنع رسوما متحركة وخلال ستة أشهر أخرى كنت أقوم بالإخراج. وتلك غدت حي غيرة “ بكونه (( مناقشة فلسفية تدوم نصف ساعة، وفيلم لشاب غض جدا، إستغرق مني صنعه ثلاث سنوات ونصف وفي المراحل المبكرة ذهبت لمشاهدة “ بامبي “ [ فيلم كارتون كلاسيكي ] وفكّرت، يا له من هراء عذب. ذهبت لمشاهدته ثانية حين إنتهيت من “ الجزيرة الصغيرة “ فخرجت أمشي على أربع من الذهول. كما حدث مرات عديدة منذ ذلك الحين، أدركت أنني لا أعرف شيئا. كيف فعلوا ذلك؟ الجواب كان أن ميلت كال، وكل اولئك الآخرين العظام، كانوا يعملون فيه.))

عندما زار ويليامز هوليوود أول مرة، يقول انه كان مرعوبا بمرأى الغرفة الخلفية للرسامين اكثر مما كان بلقائه مع نجوم السينما. (( كانوا مخلصين بعضا لبعض، لكن ايضا مع قسوة حقيقية. سئل بيتر استينوف ذات مرة عن العمل في ديزني وأول شيء تذكّره كان ’ كل اولئك الرجال العجائز الذين يعملون ويتحركون بسرعة. ‘ ))

قال ويليامز أنه كان يعمل مع كين هاريس لسبع سنوات قبل ان يقول هاريس، (( ربما يمكنك أن تكون صانع رسوم متحركة )). وقتذاك كنت أتجاوز الأربعين من العمر، قائدا لستوديو في أوربا وحائزا على اكثر من مئة جائزة عالمية. لم أكن بلغت بعد الخمسين من العمر حين قال لي أنني يمكن أن أصبح صانع رسوم متحركة ’’ جيد ‘‘. لكنه كان محقا في ذلك لأنك لا تعرف أبدا ما لا تعرفه. ولهذا السبب كان العمل مع اولئك الرجال مفيدا جدا. آرت بابيتن كان معلما بالفطرة. كنت وقتها وفرت مالا كثيرا من الدعايات بحيث أقفلنا الستوديو وصار هو يعطي دروسا عن الرسوم المتحركة. كان أمرا مثيرا جدا، إذ كان يقدم لنا كل الكليشيهات التي كانوا يعملون وفقها في الثلاثينات. كانت طريقة غريبة في إدارة شركة، وكان الأغرب منه أن ادعو المنافسين للمشاركة في هذه الصفوف، لكن في النهاية نتج عن هذا شيئا من إزدهار الرسوم المتحركة الانكليزية.))

ربما كانت ذروة هذا الطريق نجاح “ من ابتكر روجر رابيت “. يقول ويليامز أنه كان في رأسه فكرتان عندما وقف على المنصة حاملا زوجا من الأوسكار. (( واحدة كانت عن أمي. كانت حقا رسامة جيدة، لذا أنا مدين لها بمهنتي. فكرتي الأخرى كانت، ’ الآن صار لي المال اللازم لعمل “ اللص “ ‘.))

كان المال يتزايد، لكنه لم يكن أبدا كافيا، وحين أُبعِدَ ويليامز عن المشروع كانت الحقوق مملوكة لأشخاص مختلفين في أجزاء مختلفة من العالم، وكانت نُسَخه تستخدم بالكامل رسامين آخرين. كان ويليامز يتجنب مشاهدتها. (( لم أكن مهتما، لكن إبني، الرسام أيضا، قال لي لو أني اردت القفز من جسر فعليّ إذن إلقاء نظرة.))

كان الفشل لطمة شخصية ومهنية موجعة لويليامز، الذي إنسحب الى جزيرة على مبعدة من فانكوفر، مع زوجته مو سوتون. ((تلقيت عرضين مغريين من هوليوود، لكن فكّرت، إن لم أكن أنجزت “ اللص “، الذي كان له دعاية قوية حقيقية كما كان شيئا أردت دائما أن أصنعه، فلا جدوى من هذا كله. وحين تعاني من هزيمة مثل تلك، عليك مغادرة أرض المعركة. )) كانت فانكوفر هي المكان الذي بدأ فيه صفوفه الدراسية. إنتقل هو ومو عائدين الى المملكة المتحدة، حيث عملا معا على الكتاب، وفيما بعد أقراص الدي في دي والآن الآي باد. يسكنان في بريستول ولهما مكتب في ستوديوهات آردمان، حيث تمّ إنجاز فيلم “ والاس وغروميت “ [ فيلم ستوب موشن كوميدي بريطاني ]. إنه المكان لذي نصّب فيه ويليامز مكتبه المائل من ستوديوهات ديزني – (( إشترى والت الكثير منها حين بدأ المال يتدفق بعد فيلم “ سنو وايت “، وهي لا زالت تعمل )) – والمكان الذي ينشئ فيه صلاتا مع ماضيه ومستقبله معا.

يستفيد هو ومو من التطورات التقنية لإحياء أرشيفاته على نحو ديجتالي. كما يعمل على ’’ فيلم كبير ‘‘ جديد ( (( العنوان الفرعي هو: ’ هل سيمتد بي العمر حتى أنجزه ‘ )) ). يقول أنه في أتّم الصحة، رغم عملية القلب قبل بضعة سنوات. في بادرة شكر الى فريقه الطبي، رسم صورا متحركة لبعض من تخطيطات بانكسي – فنان آخر من بريستول – لأطبائه كي يعرضوها في مؤتمر طبي. فيها يتعرّض مشاغب بانكسي المقنّع لنوبة قلبية بينما هو يرمي بحزمة من الزهور، (( وقال أطبائي أنها من أكثر النوبات القلبية التي رأوها أصالة. لكن عليّ القول أيضا انه يستعيد عافيته في نهاية الكارتون. ))

هو راغب عن الحديث أكثر عن موضوع ’’ الفيلم الكبير ‘‘ – (( كان لفيلم “ اللص “ الكثير من الدعاية لكنه في النهاية مُني بالإخفاق )) – لكنه يقول انه سيكون مؤلفا من فصول – (( بحيث لو وقعت ميتا سيكون ما زال لدينا شيئا )) – وأن عملا تمهيديا له من ست دقائق، هو فيلم قصير قائم بذاته، سيكون جاهزا قريبا. (( ما يشغلني هو ان لا أحد كان قادرا على معالجة الواقعية. هذا أمر مخجل تماما. لذا أنا أنجز واقعية غرافيكية، هذه الأشياء هي من الواضح رسوم متحركة، لكنها تدخل في حقل الناضجين وستضم أساليبا مختلفة. أنا أريد شيئا يكون مروّعا، لكن أيضا فكه وداعر وجنسي. لا أستطيع ان أقول كم انا مستثار بهذا الفيلم. لا أحد كان قادرا على عمل هذا وأنا أعرف أنه يمكنني القيام به. كل ما أحتاجه هو بعض الوقت وخمسة أو ستة مساعدين يستطيعون الرسم ببراعة. ))

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!
سينما

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!

يوسف أبو الفوزصدر للكاتب الروائي السوري، المبدع حنا مينا (1924- 2018)، الذي يعتبر كاتب الكفاح والتفاؤل الانسانيين، في بيروت، عن دار الآداب للنشر والتوزيع، عام 1978، كتاب بعنوان (ناظم حكمت: السجن… المرأة.. الحياة)، يورد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram