اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يسجل هدف الفوز.. البرلمان أم احتجاجات تشرين؟

العمود الثامن: من يسجل هدف الفوز.. البرلمان أم احتجاجات تشرين؟

نشر في: 1 أكتوبر, 2022: 10:55 م

 علي حسين

لن تجد عراقياً يشعر بالراحة والسعادة في بلاد الرافدين باستثناء السياسيين وعوائلهم ومقربيهم والتابعين لهم. ظن العراقيون أنهم سيعيشون أسعد أيام حياتهم في ظل ساسة يؤمنون بالديمقراطية، ولم يكونوا يتوقعون أن البرلمان سيتحول إلى سوق للمناكفات والصفقات وتصدير كل ما هو فاشل وارتجالي.

منذ سنوات والساسة ومقربوهم أبدلوا ملفات مثل التنمية والعدالة الاجتماعية وانتخابات نزيهة، وحكومة مستقلة بملف آخر اسمه حكومة التوافق، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد؛ هل سيتركنا السياسيون في حالنا؟ ليلحقه سؤال آخر؛ وهل سيقبلون بالاعتزال والاعتذار عن سنوات الخراب؟ وليجد الجميع أنفسهم أمام لعبة جديدة اسمها لعبة الإطار التنسيقي أم تحالف إنقاذ وطن والتي حتى هذه اللحظة لا يعرف أحد كيف تُفك ألغازها. من كان يصدق أن التغيير الذي قدم من أجله العراقيون على مدى أكثر ثلاثة عقود تضحيات جسام يمكن أن ينتهي إلى أن تتحكم في مصير العراق مدفعية طهران وطائرات تركيا، فيما يصر ساستنا على أن ليس بالإمكان أحسن مما كان .

اليوم نتساءل جميعاً هل ما وصلنا له كان بفعل وتخطيط مسبق أم أنه نتاج سياسات عشوائية أفرزت كل هذا الواقع المرير؟. بغض النظر عن الإجابة فالنتيجة واحدة وهي أننا بعد أكثر من تسعة عشر عاماً على التغيير فإننا لا نجد شخصين إلا ويتفقان على شيء واحد هو هل ستعتذر أحزاب السلطة عن سنوات القتل ونهب المال العام وتخريب مؤسسات الدولة؟. أكاد أن أجزم أن معظم السياسيين ومقربيهم يضحكون كل صباح وهم يتابعون انشغال الناس بقضية تعيين رئيس وزراء جديد.

وكأننا أيها السادة وبعد استشهاد آلاف العراقيين، نعود إلى نقطة الصفر حيث ترفض الكتل السياسية أن تتعلم من تجربة التسعة عشر عاماً التي مارست فيها لعبة الانتهازية والمحاصصة وفرض الأمر الواقع، وكأن القوى السياسية أمام خيارين لا ثالث لهما، الفوضى أو السكوت، وبوضوح أكثر، يمكن القول إن القوى السياسية تعتقد أنها بتنصيبها لرئيس وزراء ستسجل هدفاً في مرمى المتظاهرين، بينما الأحداث تقول كلما تعنت ساسة الخضراء، فإن ساحات الاحتجاج تسجل أكثر من هدف مشرف وقاتل.

أيها السادة في الوقت الذي كانت فيه بعض القوى السياسية تتعارك على المناصب، كانت أجيال جديدة تبحث عن بديل تستظل به للتخلص من ظلم الساسة، وسوء استخدام السلطة، بديل لديه حصانة ضد ثقافة التدجين واقتسام الغنائم التي أتقنها العديد من المسؤولين، ولا يحصر معارضته في خطابات أو مؤتمرات صحافية رنانة ليعود بعدها إلى الصمت، في هذا المناخ انبثقت حركة احتجاجية تطالب بإعادة ترتيب الوضع السياسي في العراق، تحت شعار واحد، عراق حر بلا فساد وطائفية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram