محمد حمدي
اختتمت في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي أعمال كونغرس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الـ/AIPS/، في نسخته رقم /84/ بمشاركة واسعة ربّما تكون الأكبر من جميع الدورات السابقة للاتحاد وسط اجماع ورغبة بالتغيير نحو الأفضل في ظاهر القول والتحضير،
كون هذا الاتحاد كبير بعنوانه وضعيف جداً بمحتواه الذي لا يوازي طموحات العاملين في الوسط الرياضي الإعلامي الصحفي الذي يتوجّب عليه أن تكون مخرجاته كبيرة وتوازي حجم الاهتمام بالرياضة وأخبارها وتسليط الضوء على العاملين فيها لاسيما في المناطق الخطرة أو حتى ضحايا العنف من الإعلاميين الرياضيين الذين لم يتكفّل الاتحاد الدولي أو الاتحادات القاريّة ذكرهم في منهاجه .
وشهدت أجندة الكونغرس الحالي العديد من الأعمال ذات الصلة بالصحافة الرياضية الدولية الشكليّة وفي طليعتها انتخابات المكتب التنفيذي، وانتخابات الاتحادات القارية ومنها قارة آسيا، التي حسمت بالتوافق وزرع المناصب وكانت الاجتماعات على مدار ثلاثة أيام ناقش خلالها المندوبون والمراقبون والضيوف قضايا ذات صلة بالصحافة الرياضية وإدارتها.
وهذه القضايا ذات الصلة لا تعدو أو تتجاوز إطار الشكليّات لملء الفراغ وما سواها يتعلّق بتوزيع المناصب والفوائد واللجان المُتخمة بالفائدة الضيّقة إذ مثّلت البطولات الكبرى وتغطياتها والدعوات الشرفيّة هو الشُغل الشاغِل لكروبات ميرلو الذي ضَمِنَ مُسبقاً إعادة انتخابه مُنفرداً لرئاسة اتحاد دولي للصحافة الرياضية خارج عن المضمون وعاجز فعلاً وقولاً سوى من اليافطة التي تمثله .
ولابدّ لنا والحديث عن اجتماع الكونغرس اليوم من الإشارة الى أوّل الشكليّات الإعلانيّة بعد أن بدأت فعّاليات الكونغرس باجتماع لأعضاء اللجنة التنفيذية للـ/AIPS/ ومن بعدها اللقاء الخاص بالصحفيين مع ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الـ/يويفا / بإشراف جياني ميرلو، رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
وربّ سائل يسأل ما الجديد من هذا اللقاء الشكلي وما هي الإضافة والرجل لديه يوميّاً لقاءات قد استهلكت تماماً وما دوره الفعلي من حضور المؤتمر، والإجابة لابدّ أن تكون واضحة للعيان وهي ببساطة حملة انتخابيّة شكليّة لا تنطلي على أحد سيكون أبطالها ميرلو وعدد من مناصريه في الاتحادات القاريّة الذين ضمنوا مقاعدهم في المكتب التنفيذي أيضاً.
ثلاثة أيام حفلت بالاستعراضات واللقاءات وتواجد النجوم الكرويين العالميين للاستعراض والتهويل ولا شيء غير ذلك، ومجلس جديد لكونغرس الصحافة لن نشهد منه شيئاً يذكر سوى تذكّر عنوانه في محافل وبطولات دولية رياضيّة مُقبلة وانتفاع لاشخاص معينين فقط.
الحقيقة أن الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية هو نسخة في ظاهره من الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية الذي رأسه سطام السهلي ثم تسلّم من بعده الكوري الجنوبي هي دونج والمتتبّع بدقة لجدول أعمال الاتحاد الاسيوي الذي شهد دورة انتخابية جديدة في روما وحسمت أصلاً الى شرق القارة هذه المرّة أن السهلي توقّع وصوله على السجّادة الحمراء الى المكتب التنفيذي الدولي، لكن ما كلّ ما يتمنّاه المرء يُدركه!
إن الاتحاد برمّته دولياً كان أم قاريّاً لا يعدو عن اتحاد شكلي لمجموعة تتداول سلطات ضيّقة محدّدة بكبار مسؤوليه، وما يُعلن عنه من تطوير قدرات الإعلاميين والمراسلين الشباب وغيرها من البرامج هي إما حبر على ورق أو لذرّ الرماد في العيون، والجانب الأكبر من العمل هو مُجاملة البلدان الغنيّة وذات الشأن العالي في تضييف الأحداث الرياضيّة وكيل المديح لها والظهور بمظهر الداعم والمساند ولا شيء غير ذلك.
انتهى مُلتقى الكونغرس بأيام روما الصاخبة ووزّعت المناصب الجديدة بطبخات ناضجة جداً وسيبقى الإعلام الرياضي مادّة للتجارة واستنباط الوسائل النفعيّة من قبيل إصدار الباجات وجني الأموال، ولن تكون له فعّاليات ساندة أو مهمّة تستحقّ الذِكر، وليتذكّر كلامي هذا من له رأي آخر!