اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: برلمان يخاف من الشعب

العمود الثامن: برلمان يخاف من الشعب

نشر في: 9 أكتوبر, 2022: 12:14 ص

 علي حسين

يغالبني الضحك وأنا أقلب صفحات كتاب يتضمن إرشادات عن كيفية استغلال الوقت كتبه كاتب أمريكي ربما لم يزر بغداد هذه الأيام، وهي تشهد انعقاد جلسات مجلس النواب، ومطالبة "فخامة" محمد الحلبوسي من السادة النواب بالحفاظ على سيادة العراق، ليدرك هذا الكاتب "الإمبريالي" أن الوقت في بلاد الرافدين بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

إسمحوا لي أن أقر لكم بعض نصائحه عن الطريقة التي ستقضي بها وقتك وتتلخص، فيما يقول الكاتب، بأن لا تدع الآخرين يقررون بالنيابة عنك.. تنتابي ضحكة سوداء، إذا كان الآخرون يقررون بالنيابة عنا ويغيرون القوانين ويتدخلون في كل شيء، فكيف لنا أن نتحكم في أوقاتنا التي ضاعت بين خطب العلامة إبراهيم الجعفري وطلة عالية نصيف وفلسفة جمال الكربولي في الحكم الرشيد؟.

أعود للمؤلف الأمريكي الذي يخبرنا بأن اليوم 24 ساعة، والساعة 60 دقيقة، والدقيقة 60 ثانية، يعني اليوم فيه 86400 ثانية بالتمام والكمال ومع ذلك لا يكفي، حسب رأيه، لا يكفي ماذا؟.. ونحن نشعر بأن حياتنا ضائعة نلهث خلفها لدرجة انقطاع أنفاسنا. تخرج في الصباح للذهاب إلى مكان العمل، فتجد أن بغداد قد تحولت إلى غابة من السيطرات، وتسأل قيأتيك الجواب بأن السادة النواب يجتمعون لتحويل العراق إلى بلاد تنافس اليابان وتتفوق على الإمارات وتسخر من سنغافورة.واننهم قطعوا الجسور خوفا من ان يتطفل عليهم هذا الشعب الجاحد .

ماذا ستقول أيها القارئ العزيز وأنت تقرأ مثل هذه الكتب ؟، بالتأكيد البعض سيتهمني بالبطر، بل وبخيانة المبادئ، وسيكتب؛ هل من المعقول أن تستشهد بكاتب امبريالي ولدينا اهم موسوعة في الحكم كتبها " العلامة " ابراهيم الجعفري ؟، ماذا نفعل ياسادة ونحن نجد أنفسنا بعد سنوات من الخراب أسرى بيد مجموعة من المغامرين والفاشلين؟. تسعى الحكومات "الكافرة" إلى أن تضع مواطنيها في مكان لائق، فيما تصر أحزابنا "المؤمنة"، على السير بنا إلى مجتمع الغابة وثقافة القطيع .

والآن أتريد أن تسأل: هل كثير علينا أن يخرج أحد النواب ، ليقول إننا نخاف من مواجهة هذا وهل من حقنا أن نعرف أنحن رهينة أمزجة بعض الذين يتخذون من السياسة مهنة للتربّح والتجارة؟.

أعود للكتاب أقرأ في كتابه "اتخذ قراراً وقم بالعمل على ضوء هذا القرار"، حاضر يا أستاذ.. سأغلق الكتاب وأستعد لتنفيذ وصيتك ، طبعاً يمكن للبعض منا أن لا يستجيب لوصايا المؤلف خصوصاً إذا كانت في انتظاره على الطريق سيطرة تقول له " انت من ياعمام ؟ " .

بغداد بلا سيطرات ،هذا اقصى ما نُفرح به هذا الشعب ، انسوا ان البرلمان الذي يُصرف عليه مليارات الدنانير لم يقدم انجازا واحدا طوال سبعة عشر عاما .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram