اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اول بشائر الديمقراطية!!

العمود الثامن: اول بشائر الديمقراطية!!

نشر في: 10 أكتوبر, 2022: 12:14 ص

 علي حسين

كان الفيلسوف اليوناني سقراط يقول لكل من يراه في شوارع أثينا: الشر جهل والفضيلة معرفة، والخير عبادة.. ما هي أعلى مراتب الخير؟ يخبرنا سقراط أنها في نشر الحقيقة : "سأظل أسأل كل من ألقاه مالي أراك يا صاحبي تعنى بجمع المال والشهرة ولا تنشد من الحقيقة وحب الخير إلا أقلها ألا يخجلك ذلك؟".

لا تحتاج الحوادث الكارثية التي حصلت خلال السنوات الماضية، إلى ذكاء لكي نكتشف أن العراقيين دفعوا ثمن غياب الحقيقة ، والأهم أنهم دفعوا ثمن غياب المسؤولية الوطنية، وإعلاء شأن الطائفية والحزبية، وقد بدا ذلك واضحاً في الطريقة التي تعامل بها البعض من مسؤولينا مع الأحداث الجسيمة.

في كل يوم نجد من يخرج علينا ليحذرنا من النظر إلى المسؤولين وإزعاجهم ، وينبهنا إلى ضرورة الابتعاد عنهم، فالمسؤول " حفظه الله ورعاه " يضع أسواراً بينه وبين الناس ، وأفواجاً من الحمايات تضاف لها قوانين وتشريعات تُحرم توجيه أي نقد له، فهل يعقل أن مسؤولينا من طبقة البشر، يخطئون ويتغثرون ؟ .. لا ياسادة إنهم ملائكة مهمتهم إسعاد هذا الشعب.

في لفتة ديمقراطية من الوزن الثقيل تقدم المرشح لمنصب رئاسة الوزراء، محمد شياع السوداني، بدعوى قضائية ضد الكاتب والإعلامي محمد نعناع، إثر تصريحات تلفزيونية، تحدث نعناع فيها عن المرشح السوداني ، وعن فشله في اداء مهمته ايام كان وزيرا .. والمثير أن السيد المرشح انتفض وثار وبدلا من ان يرد عبر الفضائيات ، طالب بتعويض وقدره "500" مليون دينار، عداً ونقداً، وأن يتحمل الكانتب المسكين مصاريف الدعوى وأجور المحامي الذي يدافع عن المرشح.. تخيل جنابك.. الرجل لم يجلس على كرسي رئاسة الوزراء ويطالب بتعويض نصف مليار، ماذا لو أصبح رئيسا للوزراء؟.. حتما سيكون التعويض بالتريليونات،

اليوم نجد من يطالب باعتقال اي راي مخالف ويحذر من خطر اسمه "الحديث عن معاليه " "، وكيف أن وجوده الكتاب والصحفيين المشاغبين يهدد الحياة السعيدة التي تعيشها مدن البصرة وميسان والحلة، وقرأنا سيلاً من البيانات والشتائم تطالب بتطهير العراق من كل الذين يوجهون النقد لأنهم خطر على مستقبل البلاد، وسعى بعضهم إلى إيهام الناس بأن المشكلة ليست في غياب الأمن ولا في أرتال الفاسدين الذين يعششون في معظم مؤسسات الدولة، ولا في غياب أبسط شروط العيش، وإنما في أعداء النجاح المتربصين للانقضاض على المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية.

الدعوى التي تقدم بها المرشح محمد شياع السوداني تطالب باسكات الكاتب محمد نعناع ، لن تكون الاولى ولا الاخيرة من قبل السيد السوداني ، ما دام هناك من يعتقد ان المسؤول والسياسي فوق المسائلة ، وممنوع الاقتراب منه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram