اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تصريحات مجانية !

العمود الثامن: تصريحات مجانية !

نشر في: 12 أكتوبر, 2022: 12:10 ص

 علي حسين

تستيقظُ صباح كل يوم في انتظارك مسلسل جلسات البرلمان الذي لا يملك المواطن وسيلة لمواجهتها سوى الدعاء الى الله ان يبعد عنا هذه الوجوه ، نحن في هذا الجزء من العالم وأنا واحد منه، لا نزال نحلم ببرلمان حقيقي يهتم بالمواطن، ويترك المناكفات السياسية، ويشرّع قوانين حقيقية للتعليم والسكن والصحة والتنمية الاجتماعية، لكننا للأسف بدلاً من ذلك نعيش مع نواب يريدون أن ينافسوا السيد فوكوياما ونهاية تاريخه، ليكتبوا نهاية تاريخ لهذه البلاد .

بعد سنين طويلة سوف يذكر التاريخ أن بلداناً خاضت ملاحم إنسانية كبرى لإسعاد مواطنيها، وأن سياسييها قرروا أن يقولوا للعالم إنه لا قيمة أغلى وأهم من الإنسان، من دون الاعتبار للدين والطائفة، وليذكر الإنسان العراقي أن في هذه البلاد عاش مدّعو السياسة والباحثون عن المنافع والمصالح، تركوا هموم الناس البسطاء، وانشغلوا بالدفاع عن مصالحهم وكراسيهم وامتيازاتهم، إضافة إلى إشغال المواطن العراقي بأمور تنغّص عليه حياته، بعضها يمكن احتماله، وبعضها أشبه بالقدر الذي لا فكاك منه، مثل التصريحات الغريبة والعجيبة للمرشح لمنصب رئيس الوزراء. ففي لفتة اقتصادية "عميقة" طالب السيد محمد شياع السوداني بأن لا يلتزم العراق بقرارات منظمة أوبك "العميلة" التي تريد أن تحرم المواطن العراقي من خيرات النفط ومن المشاريع العملاقة التي تقام على أرض بلاد النهرين. وأعود لتصريح السيد السوداني الذي يقول فيه أن "العراق لا يمكنه تحمّل خفض إنتاجه النفطي كجزء من تحرك أوبك لخفض الإنتاج لان البلاد بحاجة إلى الأموال لتعزيز اقتصادها المتعثر". ولأنني لست خبيراً في الاقتصاد، ومثل "الأطرش في الزفة" فيما يتعلق بصادرات العراق النفطية، فقد بحثت و"بحوشت" فوجدت أن الحصة الإنتاجية للعراق هي 4.651 مليون برميل يومياً، إلا أنّ العراق لم ينتج طوال الفترة الماضية أكثر من 4.525 مليون برميل يومياً، ما يعني أنّ إنتاجه مخفض من الاساس بـ126 ألف برميل يومياً، وبعد قرار أوبك خفض إنتاج النفط، ستكون على العراق كمية تخفيض تبلغ 220 ألف برميل يومياً، ما يعني أن على العراق تخفيض 94 ألف برميل يومياً فقط، في المقابل فأن ارتفاع أسعار النفط سيعوض هذا النقص بمرات أكثر.

نعرف ان اللعب بالارقام لعبة سياسية مستمرة منذ أن أقسم السيد الشهرستاني بأنه سيجعل العراق في مقدمة البلدان المصدرة للنفط وأطلق تصريحه الشهير عن ثمار الزيادة في صادرات النفط، ، طبعا الفقراء في العراق لا يشغلهم كم تبلغ نسبة صادرات النفط ، وهل زاد الانتاج أم حدث انخفض ، كل ما يشغلهم عجزهم الشخصي عن تلبية احتياجات أسرهم، وأن يملكوا مالاً كي يروا ثمار واردات النفط في حاضر آمن وسعيد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram