علاء المفرجي
أندريا أنجل بوتشيلـّي الحائز على وسام استحقاق الجمهورية الإيطالية ووسام استحقاق دوارتي وسانشيز وميلا (من مواليد 22 سبتمبر 1958)، هو مغني أوبرا إيطالي، وكاتب أغانٍ، ومنتج تسجيلات. قالت عنه سيلين ديون: «إن كان للإله صوت غنائي، فلا بد أن يكون شبيهًا جدًا بصوت أندريا بوتشيلـّي»، وغالبًا ما يصف ديفيد فوستر، منتج التسجيلات، صوت بوتشيلـّي بأنه أجمل صوت في العالم.
عن هذا الموسيقار الإيطالي صدر الترجمة العربية لكتاب (موسيقى الصمت) وهو سيرة ذاتية لبوتشيلي عن دار المدى بترجمة دلال صادق،
يقول المخرج: مايكل رادفورد: رويت حياة أندريا بوتشيلي من خلال قصة عاموس باردي. عاموس هو فتى يتمتع بصوت قوي وعينين عرجتين، وقد أصبح أعمى تمامًا بعد تعرضه لحادث. بدافع من الرغبة في عدم الاستسلام وشغف كبير بالغناء، سيكون قادرًا على تحقيق أول نجاح له على المسرح، تمهيدًا لمهنة ستقوده إلى الأداء في أعظم المسارح في العالم.
السيرة الذاتية لظاهرة موسيقية، بدأت من إيطاليا، وقد حازت على إعجاب وعاطفة جمهور هائل في جميع أنحاء العالم. مع الرقة والتقدير اللذين يميز انه، يعهد أندريا بوتشيلي بقصته إلى عاموس، فتى ذو قيم عميقة الجذور، وقوة عريقة، ورابطة عميقة بأرضه، وطبيعته وحياته في الهواء الطلق، ولكن أيضًا من عالمه الداخلي. وعميق. من خلال هذه الشخصية التي يتأمل فيها ويتعرف على نفسه، يفتح أندريا أبواب حياته على مصراعيها، ويأخذ القارئ بيده، مما يدفعه إلى اكتشاف حساسيته الخاصة، وإخلاصه، ومثابرته. نزع سلاحه في إخبار العلاقة مع والده، والاجتماع مع فيرونيكا، شريكة حياته، في وصفه لا يتزعزع روح النقد الذاتي التي تميزه دائمًا، يأسرنا بوتشيلي ويجرنا معه، أولاً إلى Lajatico، إلى منزل العائلة القديم، ثم إلى المدرسة الداخلية، والجامعة، إلى أشهر المراحل، للتعرف على قوة الأرض، تجعلنا نحلم ونتشوق في كل خطوة. معه.
في هذا الكتاب، يسترجع بوتشيلي حياته ومهنته في شكل قصة طويلة ومؤلمة ومثيرة. النص هو قصة طفل صغير برغباته ومخاوفه وأحلامه، عليه أن يواجه عقبة العمى الهائلة. المعركة صعبة: سيكون حلفاء الصبي الموسيقى والغناء، وبفضل ذلك سيتمكن من تحقيق أحلامه.
يعتريني خجل صادق أثر عودتي للكتابة بعد هجراً طويلاً، رغم أني خصصت لها ساعات طويلة بهيجة في سنوات شبابي.
خجل يعود لعدم وجود مسوغ للكتابة، كتبت فيما مضى واجباتي المدرسية ورسائل لرفاق بعيدين أحيانًا، وبعض القصائد ومحاولات شبابية مشابهة، هدفي من كتابة هذا الكتاب هو (أتمنى ان يكون هذا المبرر كافياً لمن قرر ان يصبح كاتباً فجأة وهو في مثل عمري) استغلال بعض اوقات فراغي، والهروب من مخاطر العطالة، وسرد قصة حياتي المتواضعة.
اعترف ان اعظم مخاوفي ليس تثاؤب قارئ منكود الحظ قاده حظه لقراءة هذه الخربشات التافهة وترك الكتاب جانباً ونسيانه، بل وجود عينين تراقبان تسلسل افكاري وانا اكتب؛ عينا رجلٍ كهل، بهي الطلعة، ذي ابتسامة مورابه لانه محيط بكوميديا الحياة، فغدا منفصلا وعازفاً عنها، وهارباً من اعمال العقل، مما جعله يحكم علي بقسوة اشعر تحت ناظريه بالحماقة والمخافة والعجز عن فعل اي شي رغم كوني جريئاً وواهماً قبل برهة، كطالب يحسب نفسه من سدنة الحقائق المطلقة القائمة على مفاهيم الفلسفة الاربعة التي تعلمها في المرحلة الثانوية.
لكني لاحظت مع مرور الزمن حناناً نادراً بل وحتى شيئاً من السخرية على وجه الكهل الطيب. سأل نفسي حينها: لماذا لا يترفق بي كما يترفق بالاخرين؟ لماذا لا يأخذني على محمل الجد؟
ايها القارئ الكريم، لا بد أنك قد خمنت هوية ذلك المحقق وخمنت ان عينيه تراقباني في كل لحظة من لحظات يومي تراقبان كل افعالي وقراراتي.