TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عن المليارات التي تطير في العراق

العمود الثامن: عن المليارات التي تطير في العراق

نشر في: 16 أكتوبر, 2022: 10:36 م

 علي حسين

لن أُحدّثك اليوم عن الاكتشاف الخطير الذي أعلنته كتلة دولة القانون وهي تسمي ما جرى من سرقة لأموال الضرائب بـ"الفضيحة"، ولن أردد مع السيدة حنان الفتلاوي وهي تقول: "في أية دولة محترمة يُكتشف بها سرقة بأقل من ربع هذا المبلغ تستقيل حكومات بل تودع السجن".

ولن أنتظر ما سيقوله أحمد الجبوري "أبو مازن" عن النزاهة والقانون، أو ما سيتحفنا به السيد جمال الكربولي، بل أنا متلهف لما سيقوله أيهم السامرائي حين يندب حظه لأن ما سرقه أقل من نصف المبلغ الذي سُرق من أمانات دائرة الضرائب، وحتماً سيسخر منا الحاج فلاح السوداني لأننا نصبنا له محاكمة بسبب لفلفة مئات الملايين من أموال الحصة التموينية، وسينظر إلينا حسين الشهرستاني بازدراء لأننا لم نحمد الله ونشكره على نعمة الديمقراطية، فالرجل صرف على الكهرباء "80 مليار دولار"، فقط لاغير .

ولأن نعيش زمن المسامح كريم، فلن نعثر على رقم واحد وحقيقي للمبالغ التي نهبت من بلاد الرافدين ، فاللعب بالأرقام سياسة حكومية مستمرة منذ أن أقسم السيد حازم الشعلان ان 800 مليون دولار التي ضاعت من صفقات السلاح ، هي مكافأة نهاية الخدمة ، بعدها بدأت سلسلة النهب المنظم ، احدهم اخبرنا بانه سيجعل العراق في مقدمة البلدان المصدرة للنفط وأطلق تصريحه الشهير عن ثمار الزيادة في صادرات النفط،، ثم اخذنا نسمع من الجميع ان العراق سيتفوق على دول المنطقة في الرفاهية ، وتحقق الحلم حتى سمعنا ذات يوم العلامة نعيم عبعوب يسخر من دبي ، ويعلن ان البنى التحتية لبغداد افضل من نيويورك .

والآن هل تريد أن تسأل: من سرق اموال الضرائب ؟ ايها المواطن المسكين عليك ان تسأل من هو المسؤول الذي لم يسرق .. وانت لا نتتظر ان يُقدم السراق الى المحاكمة بتهمة القضاء على آمال العراقيين ومستقبلهم.

كنا جميعا نعتقد ونمني النفس بان ندخل بعد عام 2003 عصر التغيير الحقيقي: تحديث الحياة وفتح باب الازدهار الاقتصادي والصناعي والزراعي للجميع وتشجيع الكفاءات . لكننا بدلاً من ذلك أصبحنا نختلف على من هو الاشطر في السرقة ، ، ونصمت ونحن نقرأ ونسمع أن جهات متنفذة تسرق العراق في وضح النهار .

من يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا لم يقدم مسؤول كبير الى المحاكمة حتى الآن، ولماذا ؟، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وأكتفي بالبيانات التي تشجب وتستنكر ، فيوماً يستولى سياسي صدفة مثل حمد الموسوي على ست مليارات دولار ، ويوما نجد الدولة عاجزة عن محاسبة مدير ضريبة قرر ان يتقاسم " المليارات مع شخصيات نافذة ، وأياماً كلّها "فرهوووود".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. اسماعيل خلف

    من هو الراس الذي بدا هذا و ( اطره )

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram