 بغداد/ المدى

كشفت القيادة العسكرية الإيرانية عن استمرار عملياتها في إقليم كردستان لملاحقة من وصفتهم بإرهابيين يشكلون خطرا على أمنها، مؤكدة مراقبتها للقواعد الأميركية، مهددة بالتحرك على أي تحرك ضدها من الأراضي العراقية.

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الإيرانية، الفريق أول محمد باقري، في تصريح نشرته صحيفة (Iran Front page)، الإيرانية، إن "القوات المسلحة الإيرانية تراقب القواعد الأمريكية في إقليم كردستان العراق"، مضيفاً أن قوات بلاده "ستواصل العمليات العسكرية هناك".

وأضاف باقري، أن "إيران تعرف بالضبط موقع القواعد الأمريكية، وعدد القوات المتمركزة هناك وكذلك ما تفعله في المواقع العسكرية".

وأشار، إلى أن "إيران من الآن فصاعداً، سترد على أي تحرك من جانب الولايات المتحدة في العراق لمواجهة الطائرات الإيرانية بدون طيار".

وتحدث باقري، عن ما اعتبره جماعات إرهابية مناهضة لإيران تتواجد داخل الأراضي العراقية، مؤكداً ان بلاده لن "تتسامح مع وجود 3000 جندي مسلح مجهزين بالقنابل خلف حدودها وستواجههم". وأشار الجنرال باقري إلى أن إيران ستواصل عملياتها خارج الحدود.

ومضى باقري بحسب الصحفية الإيرانية إلى أن حكومة بلاده "أبلغت إقليم كردستان العراق أن أمامها خياران: نزع سلاح تلك الجماعات أو طردها من المنطقة". وتقر الصحيفة الإيرانية، وفقاً للتقرير الذي ترجمته (المدى)، بأن قوات بلادها "قصفت في عدة مرات جماعات وصفتها بأنها معادية لها في إقليم كردستان، واتهمت تلك الجماعات بأنها متورطة في اضطرابات وأعمال شغب داخل الأراضي الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة".

يأتي ذلك بالتزامن مع وصول مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي إلى إيران قبل يومين لبحث الملفات الأمنية المشتركة ولقائه مع وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان.

وقال الاعرجي بحسب وسائل إعلام إيرانية إن "الدستور العراقي لا يسمح بأنشطة الناس والحركات التي تهدد الدول المجاورة".

وأضاف الاعرجي، أن "أية إجراءات معادية للأمن ضد إيران ستقابل بإجراءات الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان"، مشدداً على أن "العراق يعتبر أمن إيران أمنه".

من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيراني على "أهمية توسيع العلاقات مع العراق في جميع المجالات لاسيما التعاون الأمني"، داعياً إلى "ضرورة التعامل مع من وصفهم بالإرهابيين المسلحين داخل الأراضي العراقية".

وأشار عبد اللهيان، إلى أن "العلاقات بين البلدين ستراتيجية ومتميزة"، معتبراً أن "أمن العراق أمن إيران"، موضحاً: "بالنظر إلى العلاقات الطيبة بين الجمهورية الإسلامية وجمهورية العراق، فإننا لا نتوقع أن تكون أراضي إقليم كردستان العراق مكاناً لأعمال إرهابية وتهديدات ضد إيران".

وطالب السلطات العراقية بأن "تتحمل كامل المسؤولية في التعامل" مع من أسماهم بـ "الجماعات الإرهابية والانفصالية التي تهدد أمن إيران من إقليم كردستان العراق".

وأضاف عبد اللهيان، أنه "لطالما أردنا عراقا مزدهرا وحرا ومستقلا ولا نريد سوى الخير للحكومة والأمة العراقية، لكننا لن نتسامح مع استمرار الوجود المسلح للإرهابيين في إقليم كردستان وأعمالهم ضد أمن إيران".

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت نهاية الشهر الماضي عن استدعاء السفير الإيراني في بغداد، وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، بشأن قصف الحرس الثوري الإيراني لمواقع داخل إقليم كردستان.

وحصل هذا الاجراء، بعد أن أفادت مصادر في دائرة صحة أربيل بمقتل سبعة أشخاص وإصابة 24 آخرين جراء قصف إيراني استهدف مناطق متفرقة في إقليم كردستان.