اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: طبق الأصل!!

العمود الثامن: طبق الأصل!!

نشر في: 17 أكتوبر, 2022: 11:26 م

 علي حسين

على الصفحة الأولى من معظم صحف فرنسا أمس، صورة الفائزة بنوبل للآداب وهي ترفع يدها في تظاهرة كبرى شهدتها باريس ضد غلاء المعيشة. السيدة التي تبلغ من العمر 82 عاماً، وفي رصيدها جوائز تجاوزت قيمتها المليون دولار،

وجدت نفسها أمام مسؤولية أخلاقية وهي ترى أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة يعانون بسبب سوء الإجراءات الاقتصادية، ولم تنفع معها تغريدات الرئيس الفرنسي ماكرون وهو يشيد بها بعد أن قطفت جائزة نوبل، فلا مجال للمساومة بين سلطة غائبة عن الوعي كما سمتها، وملايين من الناس تعاني من أزمة اقتصادية.

في حوار معها تقول السيدة إرنو ان ما يجري اليوم هو محو لكل ما هو اجتماعي. " لقد بات الشعب بمثابة الشبح بالنسبة للسياسة، باستثناء فترة الانتخابات " .

أدرك جيداً أن لا أحد من قراء العمود الثامن مستعد هذه الأيام أن يقرأ تنظيراً لسيدة تكتب روايات قصيرة ، فلا شيء يعلو على صوت المحاصصة التي كشفت لنا عن أن القوى السياسية "متعودة" على أن تمارس الخديعة، مثلما تصرخ عالية نصيف بأنها راعية النزاهة ونصيرة للفقراء، ومن لا يصدق أحيله إلى ما كانت تقوله أيام حكومة المالكي الأولى والثانية عن النهضة التي يعيشها العراقيون في ظل "أبو الخبزة". ومع كل هذه المنغصات اسمحوا لي أن أنقل لكم طلبات أحد فصحاء الفضائيات في العراق الديمقراطي من رئيس الوزراء الجديد، فالرجل يبدو قد تأثر بالسيدة إرنو، رغم أنه تجاوز جائزة نوبل، حيث حدد مطالبه بثلاث نقاط يرى أن الشعب العراقي بحاجة إليها اليوم، أولها العودة إلى نهج عادل عبد المهدي الاقتصادي، والثانية محاربة الحرب الناعمة، لكسر هيمنة الشيطان الذي يريد ان يخرب اخلاقنا. والثالثة القضاء على الحركات المنحرفة الضالة التي شوهت صورة الإسلام والمذهب. فالأمور كلها بخير ، ولا نحتاج سوى دحر المنحرفين الذين يتجولون في شارع المتنبي.

هل هناك أعجب من هذه الحكاية؟ نعم ياسادة إنها الحكاية التي أخبرنا بها مشكوراً قيادي في الإطار التنسيقي، من أن العراقيين عليهم أن يمسحوا أيديهم في الحائط، فالحكومة ستبقى محاصصة وإلى أبد الآبدين وأن الوزارات ستقسّم 4 وزارات لتحالف السيادة، ووزارتان لتحالف العزم لصاحبه خبير النزاهة مثنى السامرائي، و4 وزارات ستذهب 3 الى الكرد، ، وأضاف أن "12 وزارة ستذهب إلى الإطار التنسيقي، ووزارتين إلى الأقليات".

نعم ياسادة إنها حكاية المنافع، الذي اكتشفناه بعد تظاهرات راح ضحيتها مئات الشباب، أن مشاكل العراق ستحل باستبدال وزراء الكتل بوزراء الكتل نفسها وبختم سياسي " طبق الاصل " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram