TOP

جريدة المدى > سياسية > العراق يتجه لتخفيض 120 ألف برميل من انتاجه النفطي بداية الشهر المقبل

العراق يتجه لتخفيض 120 ألف برميل من انتاجه النفطي بداية الشهر المقبل

نشر في: 22 أكتوبر, 2022: 11:37 م

بغداد/ فراس عدنان

يتجه العراق لتخفيض 120 ألف برميل من انتاجه النفطي تطبيقاً لقرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك بلس)، فيما يستبعد مراقبون أن يتسبب هذا الخفض بخسائر، نظراً للارتفاع الحالي في الأسواق العالمية، محذرين من عدم الالتزام بقرارات المنظمة الدولية بكونه يلحق اضراراً على العراق.

وقال المختص بشأن الطاقة فرات الموسوي، إن «قرار منظمة أوبك بلس بتخفيض مليونين برميل، لم يكن مفاجئاً بشكل عام، لكن التغيير حصل فقط في الكمية».

وتابع الموسوي، أن «السعودية طلبت تخفيض 500 ألف برميل، أما روسيا فقد طلبت أن يكون التخفيض بمليون برميل، والمناقشة قد حصلت بين هذين الرقمين».

وأشار، إلى أن «الدولتين اتفقتا على تخفيض مليوني برميل، بسبب وجود فجوة في العرض تصل إلى مليون و700 ألف برميل».

وأوضح الموسوي، أن «الهدف الذي تريد المنظمة تحقيقه، هو استقرار سوق الطاقة، نظراً لوجود ركود عالمي وارتفاع في سعر الفائدة».

وبين، أن «هذه الأسباب دعت منظمة أوبك إلى عقد اجتماعها واتخاذ قرار بتخفيض الإنتاج الذي سيطبق الشهر القادم مع مراقبة دورية على أسعار الطاقة».

ويجد الموسوي، أن «القرار وعلى الرغم من اتخاذه لكنه ليس نهائياً، ونفاذه سيكون حتى السنة المقبلة»، لافتاً إلى أن «المنظمة لديها فريق يراقب سوق الطاقة كل شهرين».

وأفاد، بأن «المتغيرات تعتمد على ما سيحصل في المدة القادمة، لاسيما مع دخول دول الاتحاد الأوروبي في شتاء قارس تحتاج فيه إلى الطاقة من أجل تشغيل منظومات التدفئة، وتغيّرات جيوسياسية بسبب الحرب الأوكرانية».

وبين الموسوي، ان «هذه العوامل هي التي ستحدد عمليات العرض والطلب للمرحلة المقبلة، ومن الصعب جداً التكهن بما سيحصل».

ولا يستبعد، أن «يأخذ فريق المراقبة قراراً جديداً يعدّل ما تضمنه القرار السابق أما باتجاه زيادة التخفيض أو تقليله، بحسب الأجواء العامة».

وتحدث الموسوي، عن «ضغط سياسي كبير تتعرض له المنظمة أما بهدف التراجع التام عن قرار التخفيض أو تقليل نسبته؛ لأنه تسبب بمشكلات لدول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار».

ويجد، أن «جميع موضوعات الطاقة لا تخلو من جنبة سياسية»، مشدداً على أن «دول المنظمة كافة مستفيدة من القرار بضمنها روسيا التي سوف تتعزز قدراتها، وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة».

وأوضح الموسوي، أن «العراق بلد ريعي وأحادي الاقتصاد، ويعتمد بنحو تام على سعر برميل النفط، وقبل هذا القرار كانت الحصة له 4 ملايين و650 ألف برميل».

وزاد، أن «حصة العراق من التخفيض هي 240 ألف برميل، لكنه سيخفض 120 ألف برميل، لأن حجم الإنتاج الفعلي لم يصل إلى المستويات التي حددتها المنظمة الدولية».

وأكد الموسوي، أن «هذه النسبة لن تكون خسارة للعراق بالتزامن مع ارتفاع الأسعار»، لكنه حذر من «أي تراجع في الأسعار لما قد يتسبب به من خسارة للعراق».

ولفت، إلى «إمكانية دخول العراق في مفاوضات مع المنظمة الدولية لزيادة حصته، بالنظر لوجود دواعي تتمثل إحداها بتشغيل مصفى كربلاء الذي يحتاج إلى 120 ألف برميل».

ومضى الموسوي، إلى أن «عدم الالتزام بالقرار لن يترك لنا أية نقطة إيجابية، ودعوات الانسحاب من المنظمة ستعود بآثار سلبية على العراق الذي يعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة».

من جانبه، ذكر الباحث الاقتصادي همام الشماع، أن «المتغيرات الحالية تفرض على العراق حقيقة ضرورة التخلي عن فكرة الاعتماد على النفط فحسب والتفكير في مصادر إيرادات أخرى».

وتابع الشماع، أن «عوائد المواد البتروكيماوية أضعاف ما تدر عليه الصادرات النفطية مع ضرورة الاستفادة من الموارد الطبيعية مثل الفوسفات والكبريت».

وأشار، إلى أن «النفط هو مورد مهم للدولة ولكنه يخضع إلى عدد من المتغيرات من بينها القرارات الصادرة عن المنظمة الدولية، لذا ينبغي تحسين وضع الاقتصاد وهو أمر ليس صعباً وبالإمكان اللجوء إليه إذا ما كانت هناك إرادة حقيقية».

وانتهى الشماع، إلى أن «الوفرة الحالية التي حققتها أسعار النفط خلال العام الحالي قد لا تتكرر مستقبلاً، وعلينا استغلال هذه المبالغ بالشكل الصحيح وبما يمنع تعرضها إلى الفساد مرة أخرى كما حصل في المرات السابقة».

وأعلنت وزارة النفط عن مجموع الصادرات والايرادات المتحققة لشهر أيلول الماضي، بحسب بيان صادر عن شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، فأن «مجموع كمية الصادرات من النفط الخام بلغ (98) مليونا (765) الفا و(153) برميلاً، بإيرادات بلغت (8.773) مليار دولار».

وأضاف البيان، أن «مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام لشهر أيلول الماضي من الحقول النفطية في وسط وجنوبي العراق بلغت (96) مليونا و(445) الفا و(421) برميلاً».

وأشار، إلى أن «صادرات حقول كركوك عبر ميناء جيهان فقد بلغت الكميات المصدرة (2) مليون و(169) الفا و(180) برميلا».

ولفت البيان، إلى أن «معدل الكميات اليومية بلغ (3) مليون و(292) ألف برميل في اليوم»، مؤكداً ان «معدل سعر البرميل الواحد بلغ أكثر من (88.83) دولاراً».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

التحالفات تتحرك بين قوارب السوداني والمالكي بانتظار
سياسية

التحالفات تتحرك بين قوارب السوداني والمالكي بانتظار "بوصلة الصدر"

بغداد/ تميم الحسن حتى الآن، تبدو خارطة التحالفات الانتخابية القادمة منقسمة بين فريقين رئيسيين: فريق يقوده "السوداني"، وفريق "المالكي". وتتحرك القوى السياسية بين هذين الفريقين، حيث لا يمكن حتى اللحظة أن يُسمى تحالفًا انتخابيًا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram