TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: تعالوا نخاف

جملة مفيدة: تعالوا نخاف

نشر في: 22 أكتوبر, 2022: 11:44 م

 عبدالمنعم الأعسم

بكل بساطة، وفيما الناس استسلمت (هكذا يبدو) الى لعبة التمنيات والتواكل على الصدف والتعويل على عودة العقول الى الرؤوس، والتضرع لدى شفاعات المصلحين ليكون النهابون قد شبعوا، وتابوا توبة نصوحا، وإذْ تتجه الانظار الى نقطة حساسة في الافق تتشابك فيها التسريبات بالتلميحات بالسكاكين،

ويظهر على المسرح رجالٌ جددٌ بياقات بيضاء، ويشاميغ منشاة، وعبارات منقّعة بالعسل المغشوش، وبمعسول الوعود، وحيث تركض السيقان المدربة على التسلق الى ابواب المقامات الصاعدة، والتي ستصعد، فتزدحم هناك بانتظار فتات العهد الجديد، وبينما تتعمر الدواوين بالسهرات واعمدة الدخان وفناجين القهوة التي لا تكفّ عن الدوران، وبالاخبار العاجلة عن مقاعد وزارية ارتفعت اسعارها فوق مناسيب الحساب بالملايين من الدولارات..

أقول.. فيما تهدأ جبهات الطوائف والخنادق والعشائر، ويهرع سفراء الدول الى مكاتب اصحاب الحظوظ، وتنشط خطوط الاتصال الدولية عابرة البحار والمحاذير، فان ثمة اشياء كثيرة تجري بسلاسة لافتة، لم يكن لها ان تجري في الظروف التي سبقت تكليف ممثل “الاطار التنسيقي” السيد السوداني بتشكيل حكومة محاصصة لا شائبة “مستقلة” فيها، فقد عرفنا، مثلا، ان للسلاح المنلفت مفهوم جديد، لم نكن نعرفه في السابق، وهو -كما شرعوا يقولون- سلاح عصابات الجريمة المنظمة أو سلاح “بعض” العشائر، او سلاح صبية يقلدون افلام الاكشن، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

اما سلاح المليشيات، والفصائل غير التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، وتلك التي تحت خدمة (وبإمرة) سياسيين وموالين لدول اخرى، واما الراجمات والمدافع والدبابات التي تستعرض بالشوارع، في العاصمة والمحافظات من دون علم الحكومة، واما المواقع الآلية المتحركة، المحمية، والمدللة، والتي تغير منها المسيرات على سفارات الدول والمطارات واحياء منتخبة في اقليم كردستان.. فهي، جميعا، ليست سلاحا منفلتا، ولا خطر له على سيادة وأمن وسمعة وجبين البلاد، فان العراق حسب اصحاب هذا السلاح “غير المنفلت” دولة ابتليت باعداء ومتآمرين ومطبعين وابناء سفارات وانه بغيرِ هذا الجنس من السلاح لا يستتب الامن، ولا تستقيم امور الشرعية، سيما ان الاغلبية البرلمانية صارت من حصة اصحاب المحاصصة.

المشكلة لا تتعلق بوجهة نظر حيال نوع من السلاح، والحاجة اليه، ولا في اختصاص هذا السلاح ضمن منظومة الدفاع والتسلح العامة، ولا في الجدل بصدد مصادر توريد هذا السلاح الى الجماعات المدنية المعنية وتغطية ميزانية التسليح والمرتبات والمعسكرات، بل في هوية وتابعية الافراد الذين يحملون السلاح خارج إطار الدولة، في وقت (تعالوا نخاف) الغيت الدولة وبقي الإطار.

استدراك:

“مَتى يَستَقيم الظل وَالعود أَعوج”؟.

الشاعر البرعي اليماني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram