تونس /المدى خاص
احتفت جمعية ألق التونسية بالتعاون مع بيت الرواية التونسية بالأديب العراقي علي لفتة سعيد بمناسبة فوز روايته (حب عتيق) بجائزة توفيق بكار في دورتها الثانية التي تأجل الاحتفال فيها بسبب فايروس كورونا..
بحضور وفد عراقي كبير من بينهم الشاعر يحبى السماوي وأحمد الصائغ والمخرج باسم الباسم والدكتور نضير الخزرجي وخضير درويش وهاشم المياحي وآخرون.
الأمسية التي أدارتها رئيس جمعية ألق الثقافية الدكتورة أنديرا راضي التي تحدثت عن أهمية العراق وأدبه ومكانته في العالم العربي مثلما قدّمت لمحة عن حياة المحتفى به وبعض نتاجه الثقافي.. ثم تحدّث المشرف العام على الجائزة الروائي فتحي بن معمر عن الرواية الفائزة وأهميتها في السرد العربي وإنها رواية مفعمة بالجمال والقدرة على التماسك مبينا أن سعيدا يعد واحدًا من الروائيين العرب الذين يشار لهم بالبنان. وأشار الى أن الرواية فيها كم هائل من الأحداث المتداخلة وهذا السرد الذي يعتمد على مضمارين متوازيين يطّردان على مدى الرواية هما مضمار الحبّ الإنساني العاطفي ومضمار حبّ الوطن غير أن الجري في رواية في المضمار الأول لا يمنع العدو والتسابق في المضمار الثاني ومن هنا ينشأ التلاقي بين حب الوطن وحب الإنسان
ثم قدم الناقد العراقي حمدي العطار ورقة نقدية قال فيها إن ما يعجبني في روايات سعيد هو تقديم شخصيات متشابهة لكنها مختلف وليست متطابقة بالأفكار والرؤية لذلك تحقق تعدد اصوات السرد، وبعض الكتاب لا يتوفق في هذه الجزئية فيخلق لنا شخصيات يمكن ان توضع في خانة واحدة سوى تمثل الخير او الشر او ما بينهما!واضاف ان (حب عتيق) وكان يمكن ان يقول (حب قديم) لكن ايقاع كلمة (عتيق) موسيقيا وبالإيقاع اللفظي اكثر تعبيرا من كلمة (قديم) ! فالشخصيات من الظاهر يمكن توصيفها من ناحية التمثيل الواقع تكون من الوهلة الاولى متشابهة (عبيس وستار ونعيم) الذين يمثلون قاع المجتمع في سوق الشيوخ ويمتهنون المهن الوضيعة (الحمالة والتسول) ويتصفون بالسلوك العبثي والفوضوي الذي يتلخص (بشرب الخمرة والغناء) وعلى الرغم من هذا التطابق وأشار الى ان للروائي قدرة في إيجاد تفاصيل كثيرة تخلق الاختلافات فيما يخص خلفيتهم الاجتماعية أو العائلية والشيء الوحيد الذي يربطهم ويجعلهم قريبين من بعضهم هو (الحب العتيق).
ثم قدمت الأديبة التونسية حبيبة محرزي ورقة نقدية قالت فيها أن الرواية جامعة يخرج قارئها بزاد معرفي ثري وقد يراجع بعض قناعاته العقائدية والفكرية ويستفيد من تجارب بعضها واقع معيش وبعضها نسجه المؤلف من خيالٍ فسيحٍ خبيرٍ بوطنه حاضره وماضيه ظاهره وباطنه، وأضافت إن حب عتيق هي رواية وليست سيرة تاريخية.. كل ما فيها يتأرجح بين الحقيقة والخيال،بل بين الموجود فعلا والمنشود من مؤلّف يدفع بالتي هي أحسن، كي يتعايش المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي والملحد، مادام بين النهرين يتّسع للجميع. وهي رواية أخذت من كلّ شيءٍ بطرف واستحقت الجائزة الثانية لمسابقة توفيق بكار في تونس.
ليأتي بعدها دور الناقد العراقي الدكتور باقر الكرباسي الذي قال ان اهتمامات سعيد متعددة، كتب في أغلب الأجناس الأدبية وتوضح إبداعه في السرديات والشعر، أكثر من أربعة عقود مهموم بالوطن والكتابة أنتج خلالها ثلاثين كتابا في الرواية والشعر والقصة والنقد والمسرح ومارس الصحافة وأصبح متمرسا بها، وضاف انه وصف بكونه أديبا شاملا، وإن سعيدا الذي أضاء لنا بإشتغاله بالتداعيات والمخاضات التي طاف من خلالها عوالمها بكل هذه المشاعر التي حملتها تلك البصمات في إطار حكائي جميل. وذكر أنه في جميع سردياته لغته بسيطة تنتمي إلى السهل الممتنع، إضافة إلى الصور والمعاني التي أثرى بها القارئ، تجاوز فيها الواقعية التقليدية ووسع آفاقها ومديات رؤياها، فأصبح متمرسا في كتابة الرواية وتسجيل المعاناة برصانته للحبكة الروائي والأسلوب السردي الممشوق.وقد رد الروائي سعيد على المداخلات معتبرا فن الرواية لم يعد حكاية بل هي قدرة مزج الواقع بالخيال.
وشهدت الأمسية العديد من المداخلات شارك فيها الروائي التونسي عمر السعيد والدكتور محجوب عون وسولاف فقراوي والتي تركزت على الرواية وتشعباتها ومحاولة الباس الشخصيات الروائية ثوب التاريخ والتأرجح بين الواقع والرمزية.. مثلما تدخل الوفد العراقي الذي زاده الشاعر يحيى السماوي بمحاولة ربط تعدد الاصوات الصوات برواية غائب طعمة فرمان في روايته التي عدت من روايات تعدد الصوات في الرواية العراقية