ذي قار/ حسين العامل
أمهل ناشطو الحركة الاحتجاجية في ذي قار الحكومتين المحلية والمركزية اسبوعا واحدا لتلافي نقص الكتب المنهجية ومقاعد جلوس التلاميذ ومشاكل اخرى تعاني منها مدارس المحافظة، فيما لوحوا بمحاسبة المسؤولين الفاشلين وتجريدهم من مناصبهم وطردهم من دوائرهم في حال لم تتحقق مطالبهم.
جاء ذلك خلال وقفتين احتجاجيتين نظمهما ناشطو الحركة الاحتجاجية في ساحة الحبوبي بالناصرية وميدان التظاهرات بقضاء الشطرة ورفعوا خلالها لافتات تعبر عن مطالبهم.
وقال الناشط البارز في تظاهرات الناصرية احسان الهلالي خلال الوقفة الاحتجاجية التي تابعتها (المدى)، إن "رسالتنا الى الحكومتين المركزية والمحلية والى رؤساء الدوائر ونواب محافظة ذي قار نمهلكم اسبوعا واحدا لمعالجة ملف المدارس". وأضاف الهلالي، أن "المهلة تنتهي يوم الخميس لتأهيل المدارس وتوفير الرحلات والمستلزمات الدراسية وبخلاف ذلك ستنطلق ثورة لتصحيح الأوضاع".
وانتقد، "اداء نواب محافظة ذي قار تجاه ادارة ملف المدارس"، متابعاً أن "النواب ولاسيما من يزعمون تمثيل تظاهرات تشرين كانوا سابقا يكتبون وينتقدون الاداء الحكومي لكنهم سكتوا بعد ان شغلوا مناصبهم في البرلمان وغيره".
واتهم الهلالي، هؤلاء النواب بـ "تناسي تضحيات شهداء التظاهرات والحركة الاحتجاجية التي صعدوا بأصواتها".
وتواجه ملف المدارس في محافظة ذي قار جملة من المشاكل أبرزها اكتظاظ الصفوف الدراسية ونقص كبير في الاثاث المدرسي ولاسيما (الرحلات) مقاعد جلوس التلاميذ اذ يفترش عدد غير قليل منهم الارض في صفوف تفتقر للكثير من مقومات العملية التعليمية، فيما يشكل النقص الحاصل في الكتب المنهجية مشكلة اضافية دخلت مؤخرا على خط المشاكل المزمنة المتمثلة بالدوام الثنائي أو الثلاثي وتقادم عمر الابنية المدرسية وافتقارها لأساسيات نجاح العملية التربوية.
ومن جانبهم، دعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية في قضاء الشطرة الى مشاركة اوسع في الفعاليات المطلبية ولاسيما المتعلقة بمستقبل الطلبة والعملية التربوية، مشددين على الاستجابة لمطالب الطلبة في مجال توفير الكتب المنهجية والمقاعد الدراسية ومعالجة نقص الابنية المدرسية واكتظاظ الصفوف الدراسية.
وقال أحد الناشطين في كلمة له خلال فعاليات الوقفة التي تابعتها (المدى)، إن "المدارس تفتقر لأبسط مستلزمات العملية التعليمية حتى ان الطلبة يعانون من شدة الحر بسبب عدم وجود مراوح في الصف او عطل المراوح القديمة"، مؤكدا "وجود مدارس طينية وكرفانية ومدارس تفتقر للسبورة بعد 20 عاماً من التغيير".
وأشار، إلى أن "عدداً غير قليل من المدارس تعتمد في جانب من تأهيلها وصيانتها على تبرعات المواطنين في بلد أهدر فيه المسؤولون مليارات الدولارات في صفقات الفساد".
ونوه الناشط، إلى أن "اهمال التعليم الحكومي يهدف لدفع المواطنين الى الدراسة في المدارس الاهلية"، مؤكداً أن "الشرائح الفقيرة هي المتضرر الاكبر من اهمال التعليم وتدهور العملية التربوية".
ويواصل، أن "عدداً غير قليل من الاسر الفقيرة اضطر ابناؤهم الى ترك الدراسة بسبب عجزهم عن توفير المتطلبات الدراسية من دفاتر وكتب وملابس".
وأكد الناشط، أن "الفشل في ادارة ملف المدارس ينعكس سلبا على بناء الانسان ويهدد مستقبل البلاد".
ونوه، إلى أن "الفضائح التي تكشفت مؤخرا عن نهب المال العام وسوء الادارة يمكن ان تسقط الحكومة بكاملها".
وكشفت صور ومقاطع فيديوية جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجديد عن مشاهد مؤلمة لتلاميذ صغار يفترشون ارضية الصفوف واخرين يجلسون على مقاعد مدرسية متهالكة لم يتبق منها سوى هيكلها الحديدي، فضلاً عن مشاهد الاكتظاظ في الصفوف المدرسية كما ظهرت مشاهد اخرى عن استخدام مبتكر لسرادق العزاء في المدارس العراقية اذ جرى تحويلها الى صفوف دراسية في بعض المدارس التي تعاني من الاختناق.
في حين يشير البعض من اولياء الامور الى تسريب للكتب المدرسية وبيعها في المكتبات والاسواق المحلية بسعر 10 الاف دينار للكتاب.
وبالتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجديد كشفت نقابة المعلمين في ذي قار في منتصف تشرين الاول الجاري عن جملة من المشاكل التي تواجه العملية التربوية في المحافظة، وفيما اكدت ان عدم توزيع كتب منهجية جديدة واعتماد الكتب القديمة والممزقة فاقم من المشاكل بصورة كبيرة، اشارت الى اكتظاظ الصفوف الدراسية واختناق المدارس الناجم عن عجز في الابنية المدرسية يقدر بـ 700 بناية.
وينتظم نحو 700 ألف تلميذ وطالب في مدارس محافظة ذي قار البالغة 1169 بناية مدرسية، وما زالوا يكابدون وبصورة يومية من مشاكل جمة.
وكشفت ادارة محافظة ذي قار الأسبوع الماضي عن جملة من المشاريع المدرسية والاجراءات الادارية في مجال انتشال المحافظة من تردي واقع المدارس، وفيما اكدت ان اجمالي المدارس الجاري العمل فيها حاليا ضمن خطة تنمية الاقاليم والاتفاقية الصينية بلغ 379 مدرسة، اشارت الى ان انجاز المدارس المذكورة سيصب في تقليص العجز بالابنية المدرسية الذي يقدر بنحو 800 بناية.