بغداد/ سيف عبد الله
رغم منح مئات الإجازات الصناعية مؤخراً في البلاد، إلا أن الصناعة ما زالت تراوح مكانها، فالبطالة في ازدياد متواصل، والاستيراد مفتوح على مصراعيه، رغم توفر الأموال الفائضة في البلاد، والتي إن استغلت بالشكل الصحيح ستنعش الصناعة في البلاد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تعطيل 60 ألف مشروع مسجل لدى اتحاد الصناعات، بسبب البيروقراطية والفساد الإداري.
وفي هذا الصدد، وصف نائب رئيس غرفة تجارة بغداد حسن الشيخ، الإجازات الصناعية بأنها باب من أبواب الفساد.
وقال الشيخ في حديث مع (المدى)، إن «الإجازات الصناعية هي باب من أبواب الفساد كون منح الإجازة يعفي المواد الداخلة والمستوردة من الكمارك، وليس المهم من هذه الإجازات إنشاء معامل واقعية وصحيحة».
وأضاف أن «هذه العملية يسيطر عليها تجار وجهات متنفذة لإدخال بضائعهم بدون كمرك بحجة حماية المنتج» مبينا ان «هذه الإجازات تتيح استيراد حتى «الورق» وجميع المواد الأخرى».
من جانبه، بين نائب رئيس اتحاد الصناعات باسم فيصل، أن «إجازات التأسيس ليست لها قيمة كون نصف المتقدمين لنيلها أو أكثر من نصفهم يتركون مشاريعهم بعدما يصطدمون بالتأخير والفساد».
وقال فيصل في حديث مع (المدى)، إن «منح إجازة إنشاء مصنع تعتبر معقدة الى حد ما، حيث تمر على 14 وزارة، وهذه الموافقات لن تحصل قبل مرور سنتين من وصول الكتاب إليها، وذلك بسبب كثرة الفساد وسعي بعض الجهات المعنية في الوزارات إلى ابتزاز أصحاب رؤوس الأموال».
وأضاف، أنه «لدينا في اتحاد الصناعات أكثر من 60 ألف مشروع، ولكن غالبيتها متوقفة عن العمل، والأجدر بالدولة دعم أصحاب المصانع والمشاريع عبر تنظيم السوق بما يمنح المنتج المحلي القدرة على التنافس».
إلى ذلك، لفت الباحث الاقتصادي ضياء المحسن، الى أن غالبية الإجازات التي يعلن عن منحها هي حبر على ورق.
وقال المحسن في حديث خاص لـ(المدى)، إن «غالبية من يحصلون على الإجازات يقدمون على قروض من المصارف، وبعد الحصول عليها يأخذون الأموال، ويهربون وبالتالي لن يكون لها اي أثر على أرض الواقع».
وأشار المحسن الى أن «كمية الإجازات التأسيسية ليست مهمة، وإنما المهم نوعية هذه الإجازات وإلى أي قطاعات تم منحها».
وأكد مدير عام المديرية العامة للتنمية الصناعية، التابعة لوزارة الصناعة والمعادن عزيز ناظم عبد بتاريخ (7 تشرين الأول 2022)، أن عدد الإجازات الممنوحة للفترة من 2/1 من العام الحالي ولغاية 1 / 10 / 2022 بلغ 1222 إجازة تحت التأسيس، بينما بلغ عدد الإجازات الملغاة لنفس الفترة 216 إجازة.