ترجمة :عدوية الهلالي
خوسيه رودريغ دو سانتوس، صحفي ومراسل حربي ومذيع نجم على القناة العامة في البرتغال، لأكثر من 25 عامًا.
وهو أيضًا، وبالتوازي مع ذلك،أحد أعظم المؤلفين الأوروبيين لأفلام الإثارة العلمية. وقد ترجمت قصته الملحمية ( توماس نورونها) إلى 18 لغة. كما تم بيع اكثر من 500000 نسخة من كتابه «صورة الله « في فرنسا وحدها، وأكثر من مليوني نسخة في جميع أنحاء العالم. وحققت رواياته التاريخية نجاحًا كبيرًا أيضًا.واليوم يقوم بنشر رواية جديدة بعنوان (أرواح الحيوانات ) من اصدار دار هيرفي شوبان للنشر..
تبدأ القصة عندما يُعثر على رجل عالم ميت. ويتم اتهام امرأة اسمها ماريا فلور بقتله والتي كانت تعمل في مشروع سري مع هذا الاختصاصي الكبير في ذكاء الحيوانات. وسيتعين على توماس نورونها، عالم التشفير وبطل رواية خوسيه رودريغ دوسانتوس، وزوج ماريا، القتال لإثبات براءتها حيث سيواجه أحد أكثر أسرار الطبيعة غموضًا: ذكاء الحيوانات وعواطفها ووعيها. صحيفة لاليبر أجرت معه حوارا جاء فيه :
السؤال الحقيقي هنا، من هي، في النهاية، الوحوش الحقيقية؟ الحيوانات أم البشر؟
- هنالك الكثير من الاكتشافات العظيمة حول إدراك الحيوانات، وعيها، وعواطفها، وقد أدركت أنه يجب علي إخبار الناس بذلك. لقد كنا نعتقد لفترة طويلة، وحسب فكرة رينيه ديكارت، أن الحيوانات ليست سوى آلات بيولوجية. وليس لها مشاعر وما إلى ذلك.. كانت هذه الفكرة قوية وسائدة جدًا في العلم، لكننا اليوم بدأنا في تغيير رأينا بعد التجارب التي أدت إلى الاكتشافات التي أقدمها في الرواية.اذ تخبرنا رواية (ارواح الحيوانات ) كيف تكون الحيوانات بشرية وهل هي غبية حقا !!
هل هذا العمل، أخيرًا، صرخة إنذار، صرخة من القلب أيضًا؟
- نعم. بمعنى ما، نفهم أن الحيوانات تكاد تكون بشرية. كل ما نفعله ويمكن أن نفعله، يمكن للحيوانات أن تفعله أيضًا، ولكن بدرجة مختلفة بالطبع. إذن السؤال هوماعلاقتنا بالحيوانات؟ فما نجده شيء مخيف، 3٪ فقط من الكتلة الحيوية للكوكب من الحيوانات موجودة في البرية، بينما 97٪ من الحيوانات هي عبيد للبشر. والكتاب يخبرنا الكثير عن أنفسنا وعلاقتنا بالطبيعة.
لمدة 25 عامًا، أنت مقدم أخبار رئيسي في البرتغال، أنت نجم حقيقي، اذن وكان من المهم على وجه التحديد وضع هذه الشعبية في خدمة الأدب؟
-لأنني مهووس بموضوع الحقيقة. والحقائق التي أقدمها صحيحة فيجب أن يقال إنني صحفي، لكنني أيضًا أكاديمي. درست في جامعة لشبونة لمدة 25 عامًا. ولدي طريقة البحث العلمي هذه،فأنا أحاول أن أصبح متخصصًا في كل موضوع. وكما تعلم، عندما أشاهد فيلمًا، فإن أكثر ما يعجبني عبارة : "مبني على أحداث حقيقية"...هكذا أرى الأدب. أن نقول أشياء حقيقية ونتعلم.
* الكتابة هي شغف حقيقي بالنسبة لك. بدأت في سن مبكرة جدا في المدرسة، حتى انك انشأت صحيفة في سن 17. هل كانت الكتابة دائمًا جزءًا من حياتك؟
- نعم. أنا صحفي منذ أن كان عمري 16 عامًا، وأكتب كثيرًا منذ ذلك الحين. فالكتابة مثل التنفس بالنسبة لي..
هل ساعدك ذلك، علاوة على ذلك، في تكوين العواطف والمشاعر؟ لقد عانيت من انفصال والديك بشكل سيء للغاية. ذهبت للعيش في لشبونة مع والدتك وأخيراً، لأسباب مالية، عدت للعيش مع والدك في موزمبيق. هل جعلتك الكتابة تشعر بتحسن؟
-نعم. هناك كاتب إنجليزي ولد في باريس، ويليام سومرست موغام، قال إن أفضل طريقة لكتابة الروايات بشكل جيد هي المعاناة. في الواقع، لقد ولدت في موزمبيق خلال الحرب الاستعمارية. كنت في شمال موزمبيق لأن والدي كان طبيباً. كنت حقًا في قلب الحرب وعشت كل ذلك. لقد عشت خلال سقوط الإمبراطورية البرتغالية.لقد تعلمت من والدي كيف انظر بانسانية الى الاخرين..
هل كنت دائما متحمسا هكذا؟
- ما زلت شغوفا. لا أستطيع أن أفعل شيئًا بدون شغف. كما تعلم، عندما لا يستمتع الكاتب بالكتابة، لا يستمتع القارئ بالقراءة. وأعتقد أن القراءة لا يجب أن تكون جهدًا، أو واجبًا، لا. انها متعة !
في (أرواح الحيوانات)، هناك وجهة نظر فلسفية حقيقية. عندما نغلق الكتاب، نميل إلى إخبار أنفسنا أننا يجب ان نقلل من الاستهلاك.. هل كان هذا هو الهدف، إحداث صدمة كهربائية دون أن تطلب من القاريء ذلك؟
- إنها رواية فلسفية. تطرح أسئلة.وتدعو إلى التشكيك في أيديولوجية قوية جدًا في بلدنا، إنها أيديولوجية الإنسانية. فالإنسان هو مركز الكون. ويجب ألا ننجو على حساب الآخرين. علينا أن نعيش مع الآخرين. وأخبرني العديد من الأشخاص الذين قرأوا هذا الكتاب أنهم قد تغيروا بالفعل. أنا نفسي تغيرت بعد كتابة هذه الرواية..