ميسان/ مهدي الساعدي
تجوب نهر دجلة المار في مدينة العمارة زوارق نهرية اضفت لمسة من البهجة عليه بعد أن بكت انهار المحافظة من قلة الاطلاقات المائية وجفاف الاهوار.
السياحة النهرية تعود الى ميسان بعد أن شهدت غيابا وانقطاعا طويلين وعادت من جديد بروح البهجة والسرور الى النهر الذي بقي موحشاً بعد أن غابت عنه.
وقال المواطن الميساني مرتضى علوان لـ(المدى): "الان أصبح نهر دجلة أكثر حيوية ونشاطا بتلك الزوارق الجميلة التي تجوب النهر وهي تحمل العوائل والشباب في جولات قصيرة ومتوسطة وفتحت نافذة واسعة لترفيه عوائل المحافظة بين امواج دجلة وانا ارى الاقبال عليها من قبل العديد من ابناء المحافظة".
عباس حسن شاب في عقده الثاني من العمر يعمل سائقا باحد الزوارق يقول في حديثه لـ(المدى) إن "قيادة الزوارق مصدر رزقي ورزق عائلتي كما تعد مصدر كسب لقمة العيش للعديد من الشباب العاملين عليها ويبدأ العمل ما بعد الظهيرة ومساء كل يوم مع بدء حركة العوائل والشباب على شارع الكورنيش".
زوارق تحمل ألوانا جميلة ومختلفة من خلال نشرات ضوئية علقها عليها اصحابها بشكل جميل لتنير بتلك الإنارة البراقة عتمة نهر دجلة بعد ان اقتصرت إنارة المقاهي والشوارع على اضاءة ضفافه فقط، حيث لا يخلو عمل هؤلاء الشباب من معوقات. ويضيف عباس في حديثه "عملنا الاماكن الخاصة بالمراسي على حسابنا دون مساعدة من جهة معينة ونعاني من تراكم النفايات على ضفاف النهر التي جعلته اشبه ما يكون بمكب للنفايات لذا اخذنا على عاتقنا تنظيف الاماكن الخاصة بالمرسى".
عشرات الزوارق تتنقل في النهر مقابل اجرة بسيطة وترتفع الاجرة كلما طلب الزبون الوصول الى منطقة ابعد للاستمتاع برؤية النهر ولاسيما الاطفال.
الناشط المجتمعي احمد قاسم اوضح في حديثه لـ (المدى) "لنفترض ان اصحاب تلك الزوارق لا يحملون رخصا لمزاولة عملهم ولكن هذا لا يمنع الجهات الرسمية المحلية من الوقوف بشكل محايد منهم وتقديم كل ما يستلزم انجاح هذا النوع من العمل لأنه يظهر وجها آخر للمحافظة التي كانت مقصد الكثير من السياح للتمتع بجمال خضرتها وعذوبة مياهها".
السياحة بمختلف انواعها لها مقومات خاصة تتوفر في العديد من المحافظات والمدن العراقية ومنها محافظة ميسان.
ابو احمد أحد مرتادي كورنيش العمارة يقول في حديثه لـ(المدى) "كرجل كبير في السن اقول إن ميسان مقصد للسائحين سواء من داخل العراق او من خارجه ولاسيما قبل عقد الثمانينيات وبدء الحرب لما تتميز به من بيئة مائية وبرية جميلة متمثلة بأهوارها وانهارها وخضرتها وعلى المهتمين بشأن المحافظة ارجاع روح السياحة لما تمثله من أهمية".
وبعودة تلك الزوارق الى مياه ميسان عاد معها الامل لرجوع السياحة اليها وقد يكون انشاء مراسي بسيطة مرحلة اولى نحو تطورها مستقبلا لتكون أكثر نشاطا ولاسيما وأن مدينة العمارة تحتوي فضلا عن نهر دجلة انهارا اخرى تمثل عصب السياحة النهرية فيها.