محمد حمدي
لم يكن أمس الأحد اعتياديّاً بالمَرَّة مع تجدّد الحقائب الوزاريّة في حكومة محمد شياع السوداني بانتهاء حُقبة حكومة تسيير الأعمال بجميع اشكالها والتوجّه نحو حكومة جديدة مُدعمة بالأطر القانونيّة والديمقراطية التي كفلها الدستور.
مع إن بين السطور عبارات مُريبة تُقدّر عمر الحكومة بسنة واحدة لحين إجراء انتخابات جديدة، وإن يكن هذا الأمر سابق لأوانه، ومن المُستبعد الخوض فيه بدقّة متناهية، وما يعنينا هنا تحديداً هو عمل وزارة الشباب والرياضة التي أنيط العمل بها لأحمد المبرقع خلفاً للكابتن عدنان درجال الذي آثر أن يتم تسليم الحقيبة الوزارية بهدوء وصمت تامّين بعيداً عن الإعلام مع أن الحشود الإعلامية قد استجابت باكراً لدعوة وزارة الشباب والرياضة لحضور الحفل المُنتظر وما قيل ويقال عنه بأن الوزير درجال هو أكثر شخصيّة تسلّمت عمل الوزارة وأثارت موجة عارمة من اللغط بحكم تعدّد المناصب بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وكان من المُمكن أن يضاف لها هامشاً آخر لو أن درجال أسعفه الحظ في الوصول الى قبّة البرلمان بعد ترشّحه رسمياً عن بغداد ومن ثم خسارته الحملة بأصوات ضئيلة!
المهم أيضاً أن الوزير الجديد أحمد المبرقع وإن يكن مازال في طور التسليم والتعرّف على وزارة غريبة عنه بالمرّة ويستلزمه الكثير من الوقت للولوج في أتونها ومعرفة تفاصيل العمل وارتباطاته والترِكة التي أعتقد أنها ستكون ثقيلة جداً ومزدحمة بمشاكل لا حدّ لها على صعيد الأندية والاتحادات والأولمبية والرواد والأبطال والمنشآت الرياضية والقوانين وتعديلاتها والإعلام والتعامل معه، والأخطر هو صياغة سياسة وفلسفة جديدة تعيد للوزارة منهجها بالتعامل مع الشباب والخروج فوراً من نظرية أن الوزارة جُيَّرتْ للرياضة والرياضيين واتحاد الكرة!
كلّ هذا من جانب، ومن جانب آخر هو ضرورة وضع حدّ للمُتزلّفين والوصوليين الذين قاموا بدورهم على أكمل وجه في الحُقب الماضية، وتسبّبوا بعشرات العثرات والمشاكل التي حجّمت من سطوة الوزارة وتأثيرها على المستويين القريب والبعيد!
ودون شكّ سنجد الوزير الجديد مُرغماً بسرعة على التعاطي مع أخطر الملفّات الجديدة القديمة التي وصلت الى مرحلة النضج الأسبوع الماضي وهي بطولة خليجي 25 في البصرة، ومن المقرّر أن تقام مطلع العام المقبل وسط تحدّيات كثيرة تتعلّق باكمال المتبقّي من البنى التحتيّة وتوفير السيولة المالية التي تؤمِن إقامتها والتواصل مع الاتحاد الخليجي بذات النوعيّة التي أثمرت عن قبوله تضييف البصرة لهذا الحدث الكروي الكبير.
الحقيقة أنه وبقدر خطورة الموقف إلا أنه قد يحمل بُعداً كبيراً في النجاح ومواصلة المشوار، فيما لو تم إخراج البطولة على أكمل وجه وهو ما ننتظرهُ كبلد وشعب بعيداً عن شكل الحكومة ومضمونها.
إن الحديث السابق من متعلّقات العمل في وزارة كبيرة جداً أبعد الحدود بامكاناتها الخاصّة التي يُعد الموظف فيها من بين أقل موظفي العراق دخلاً وبلا أية امتيازات وهو أمر آخر لا يقلّ أهمية عن جميع الملفّات المشار اليها، وأعتقد أن الوزير الجديد المبرقع له تصوّر واضح في هذا الشأن أعلن عنه في حفل التسليم للحقيبة الوزارية.
أخيراً أضمُّ صوتي الى عشرات الأصوات من الإخوة الإعلاميين الذين طالبوا وسائل الإعلام بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في الحُقبة الجديدة الى أبعد الحدود وانتظار العمل الذي ستظهر ملامحه في غضون أشهر قليلة مُقبلة جميعنا يأمل أن تكون على غير سابقاتها تماماً بروح شبابيّة فاعلة تتجاوز الأطر الروتينيّة المُملّة التي أثقلت كاهل الوزارة كثيراً.