ترجمة وتقديم: عباس الحسيني
ينفرد الشريط السيمي: نيويورك... أحبك، بصيغة المخاطبة الفردية... بجملة خصائص، قلما تتوافــر في فلم آخر، فاذا كان المسرحي الالماني بريخت، في جهوده للثورة على آلية التحول والتغــيير بين المنتج الفني وبين المتلقي،
قد جعلت من النص المسرحي نصا شاملاً وحوارياً، ضمن أدق الابعاد، فإن الفلم الكبير نيويورك... أحبـــك، والمنتج عام 2009، يمسرح هذه الحقيقه سينمائيا، وعبر خصائص الحب هذه المره، وهو العامل المشترك بين عدة افلام ثانويــة قصيره، تــأتي ضمن نطاق مجمل الفلم الذي إشترك فيه كل من: برادلي كوبر وهايدن كريستيـنسن وماغي كيو وانطون يلسيون، والمبدع الكبير آندي غارسيا، الذي يمثل النزعة الواقعية الايطالية، ضمن الجيل الذي يعقب روبرت دي نيرو ومارلون براندو
، وهو ميال لاضفاء الكاريزما على مجمل ادواره، لكن الفلم يمضي بنا الى زمن واحد ومكان واحد، عبر نسقيات عشق متعددة وإحالات مثابره، حيث يبرز القهر العاطفي، ضمن عوالم نيويورك الاضخم عالميا، على مستوى التنامي الحضاري والكثافة السكانية، والصناعة والفن والسياحة والصيرفه القاتله والعكمارات التي الغت الغيم ومنظر السماء. وهناك تعدد الالوان الثقافية، التي تحكم القــارة نــيويــورك، اذا صح التعبير، فــنيويورك التي يصل عدد سكانها مدينتها 8 مليون نسمه، وتستقبل 47 مليون سائح سنوياً، تؤطر بفلم صغير، لرسام يتحول للسكن في أستوديو مصغـّـر، شقة لا تكــاد تكفي للتحرك، والتي ستصبح قبره، بعد حين، وهو الهائم بعشق إمرأة صينية، لا تكاد تشم عبق الحرية، لجسامة العمل الذي تؤديه، وهناك الزخم الهائل لمدريات الشارع الذي يمطر آليات وتنوع بشري، وعبر الشارع يتلقى المخرج الثاني Mira Nair، وهو واحد من 10 مخرجين قاموا بانجاز 11 مقطعــا سينمائياً، تشترك كلها لاصدار الشريط السيمي: نيــويــورك... أحبك، الى جانب المخرجين: شونجي آيــاوا Shunji Iwai وألين كوكس Allen Hughes، مع الكاتب ذو الاصول التركية - الالمانية المتميز: فاتح اكين Fatih Akin وهو مخرج وكاتب سينمائي، اميركي الاقامه، والذي هيــأ لعمله الممثل التركي الكبير: اوكور يوسيل، ليقوم بدور الرسام المهاجــر الى نيويورك Uğ-;-ur Yücel،