 ترجمة: حامد أحمد

أفاد تقرير لمنظمة دولية بأن قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى لم يتعاف من تبعات الحروب ضد عصابات داعش الإرهابية لغاية الوقت الحالي، وأورد إحصاءات مهمة تخص حاجة سكان هذه المنطقة إلى الخدمات المختلفة، مشدداً على أن اكثر من نصف السكان يعانون من نقص غذائي وحاجة للرعاية الطبية.

وذكر تقرير لموقع (ريليف ويب) الدولي ترجمته المدى، أن "منظمة (ريتش) أجرت دراسة ميدانية تقييمية في منطقة سنجار وبالتحديد ناحية القيروان التابعة لها والقرى المحيطة بها وذلك للفترة من 19 تموز الى 2 آب 2022".

وأضاف التقرير، ان "الدراسة أظهرت ان المنطقة لم تتعاف لحد الان من تبعات الحرب خصوصا ما يتعلق بجانب المعيشة وغياب الخدمات الأساسية بشكل عام من رعاية صحية وتربية وتوفير كهرباء وماء والتي ازدادت سوءا ما يتطلب ذلك إيجاد حلول مستدامة للعائدين من العوائل".

وأشار، إلى أن "إحصائية لمنظمة الهجرة الدولية أجرتها للمنطقة في حزيران 2022 سجلت عودة ألفين و623 عائلة لناحية القيروان في سنجار والقرى التي حولها".

وبين التقرير، أن "ذلك بواقع 15 ألف و738 شخصا"، موضحاً ان "العائدين ما يزالون يواجهون تحديات في العودة لوضعهم الطبيعي والتعافي من تبعات الحرب". ونوه، الى أن "الاضرار ما تزال تعلو منازلهم وصعوبة الحصول على مياه شرب او رعاية صحية".

ولفت التقرير، إلى أن "الحرب والإهمال السابق واللاحق قد أضر بالبنى التحتية للمدينة بشكل عام".

وتابع، أن "العراق في الوقت الذي يمر فيه الان بمرحلة التعافي من تبعات الحرب والاستقرار، فان الأولوية التي تركز عليها الحكومة والجهات الإنسانية قد تحولت لتسهيل إيجاد حلول مستدامة لحالة النزوح من خلال التشجيع للعودة والاندماج المجتمعي او إعادة التوطين".

وتحدث التقرير، عن "تأسيس لجنة ايجاد حلول مستدامة في العراق بالتنسيق مع منظمات دولية في نيسان عام 2020". وأورد، أن "هذه اللجنة تتلخص مهامها بتوفير عوامل التنمية والاستقرار والامن للعائدين وتنفيذ برامج تهدف الى دعم حلول مستدامة في مناطق عدة من العراق ومنها منطقة سنجار وما حولها من بلدات وقرى".

وزاد التقرير، أن "منطقة القيروان وما حولها من قرى في سنجار بحاجة إلى الغذاء والملجأ السكني والرعاية الصحية وتوفير فرص عمل وتحسين ظروف المعيشة وتوفير خدمات من مياه وكهرباء". وذكر، أن "هذا فيما يتعلق بالاحتياجات الأولية والمساعدة الإنسانية"، وعدها "من الأولويات التي تأتي على رأس قائمة احتياجات العائدين من العوائل للقيروان والقرى التي حولها".

وأكد التقرير، أن "غالبية العائدين الملجأ والسكن هو اهم أولوية بالنسبة لهم تلتهما الاحتياجات الغذائية وكانت نسبتها 57% من بين الأهالي"، في حين أشار "54% منهم الى ان الرعاية الصحية تمثل أولوية بالنسبة لهم".

وشدد، على أن "نسبة 55% منهم ضروري توفير فرص عمل لتحسين أوضاعهم المعيشية".

ولفت، إلى أن "نسبة 60% من العوائل في القيروان والقرى التي حولها بحاجة الى رعاية وحماية امنية".

ويواصل التقرير، أن "وجهاء بلدة القيروان وزعماء عشائر في قرى في سنجار أشاروا الى ان هناك أسبابا وعوائق تحول دون عودة النازحين لمناطقهم تمثلت بتعرض منازلهم لاضرار او دمار وكذلك الافتقار لفرص عمل وعدم وجود خدمات كافية مثل التربية والكهرباء والماء".

وأردف، أن "أحد وجهاء العشائر ذكر ان هناك عاملا آخر يحول دون عودة قسم من العوائل وهو احتمالية ان يعتبروهم من المتعاونين مع عصابات داعش الإرهابية". وبين التقرير، أن "نسبة عالية جدا من الأهالي في القيروان وصلت الى 98% ذكروا بانهم لم يتلقوا أي نوع من المساعدات الإنسانية في الثلاثين يوماً التي سبقت اعداد البحث".

وأوضح، أن "عائلتين فقط في احدى القرى ذكرتا بانهما تلقتا مساعدة إنسانية على شكل مبلغ نقدي".

وذهب التقرير، أن "العثور على فرص معيشة هي احدى اهم الأولويات التي ذكرتها العوائل".

وأفاد، بأن "41% فقط من العوائل الموجودة في القيروان، و33% من العوائل الموجودة في القرى حولها لديهم فرد واحد من الشباب لديه فرصة عمل بأجر يومي".

وأردف، أن "ما يقارب 67% من العوائل ذكروا ان هناك تنافسا حادا بين الشباب للحصول على فرصة عمل".

ويسترسل التقرير، أن "مجالات العمل المتوفرة بشكل شائع في المنطقة لحد اعداد التقرير مقتصرة على الزراعة وتمثل نسبتها 24% وتليها الخدمات العامة ونسبتها 19% والاعمال اليدوية الماهرة وتمثل نسبتها 16% وفي مجال البناء وتمثل نسبتها 18%".

وأضاف أن "معظم العوائل ذكروا ان مجمل نفقات الاحتياجات المنزلية هي اعلى من الدخل الذي يحصلون عليه".

وأكد التقرير، أن "الغالبية منهم متحمل أعباء ديون وتصل معدلات المبالغ المطالبين بتسديدها ما بين مليون الى مليون ونصف مليون دينار عراقي".

وأشار، إلى أن "اغلب العائلات ذكرت ان أسباب هذه الديون هي لتغطية نفقات رعاية صحية وعلاج او شراء طعام".

وزاد التقرير، أن "نسبة قليلة جدا من العائلات قالت انها تمكنت من الحصول على خدمة طبية وعلاج".

ويسترسل، أن "الغالبية ذكرت ان ما يمنعهم من الحصول على خدمات وعلاج طبي وادوية هو كلفتها العالية وعدم تمكنهم من تسديد هذه المبالغ فضلا عن ان أماكن وجود المنشآت الطبيعة بعيدة عن مناطق سكناهم"، متابعاً أن "11% من افراد العوائل ذكروا بأنهم يعانون من امراض مزمنة".

ويتابع التقرير، أن "خبراء الصحة ذكروا انه لأجل تحسين الرعاية الصحية في بلدات وقرى سنجار يتطلب توفير كادر طبي متخصص وذو كفاءة مع توفير كميات كافية من الادوية التي تخص أصحاب الامراض المزمنة".

ولفت، إلى أن "الخبراء تحدثوا عن أهمية بناء عيادات طبية جديدة او توسيع المنشآت الموجودة حاليا مع توفير مستلزمات رعاية صحية وسيارات اسعاف وتوفير وحدات علاج متنقلة في مناطق القرى والأرياف".

وأفاد التقرير، بأن "العديد من العائلات ذكرت، بالجانب التربوي، ان بعد المدارس عن بيوتهم يشكل عائقا امام ارسال أطفالهم للمدرسة وكذلك عدم توفر وسائل نقل وباصات لتسهيل هذا الامر".

وتحدث، عن "افتقار المدارس لكادر تربوي متدرب او كفء بسبب نزوح الأكثرية منهم".

ومضى التقرير، إلى أن "خبراء يقترحون تحسين الوضع التربوي في القيروان والقرى المجاورة لها من خلال تعيين مدرسين جدد في المنطقة وفتح دورات تدريبية وتعليمية صيفية لتطوير مهارات الكوادر التدريسية".

عن موقع ريليف ويب الدولي