 ترجمة: حامد احمد

أفاد رجال دين مسيحيون بتناقص أعداد أبناء المكون في العراق إلى الثلث، داعين إلى حوار ينبذ العنف في منطقة الشرق الأوسط.

وقال رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في أربيل المطران بشار وردة مخاطبا تجمع للحوار الديني عقد ضمن فعاليات قمة مجموعة العشرين المنعقدة في إندونيسيا مستهل هذا الشهر، إن "القلق المستمر الذي يطال المسيحيين في الشرق الأوسط يدعونا للمطالبة بوضع حد للعنف الطائفي واجراء حوار، يوصلنا الى مكان حيث تكون ثقافة الايمان موجودة ومفهومة لأنها تمثل ثقافة الحياة."

وسلط وردة خلال حديثه الضوء على تجربته الشخصية ومعاناة المسيحيين العراقيين وتاريخ بلده العراق وعمق تواجد المسيحيين في البلد مؤكدا "الحاجة للعفو ونبذ العنف". وكان اجتماع قمة مجموعة العشرين قد دعا قبيل انعقاد فعالية مؤتمره الخاص هذا العام الى عقد اجتماع حوار ديني برعاية حركة نهضة الامة في إندونيسيا وهي أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا بتعداد يقارب 90 مليون شخص.

وكان زعيم المنظمة، شيخ يحيى ستاغوف، قد التقى البابا فرانسيس في عام 2019، وتعهد له بإقامة مركز لتبادل القيم الحضارية والحوار الديني المشترك.

وقال وردة انه يشكر هذا المركز على مبادرته لإجراء حوار ديني ويشكر العبارة التي قال فيها الشيخ ستاغوف، إن "أي تصرف عدواني من قبل أية جهة او جماعة إسلامية، هو امر مرفوض ويعتبر عائقاً امام التعايش السلمي ضمن مكان متعدد الثقافات ومجتمعات القرن الواحد والعشرين متعددة الأديان."

ودعا خلال خطابه الى "حوار ونقاش صادق بخصوص دوامة الكره الأولية والتعالي والعنف التي طالت البشرية منذ فجر التاريخ."

واستذكر وردة، عبارات البابا فرانسيس للمسيحيين خلال زيارته للعراق عام 2021 بتأكيده على التسامح باعتباره القوة الحقيقية.

واكد ضرورة، ان "يكون الشخص قادر على التسامح، وكذلك التعايش مع الجيران المسلمين المستند على حقيقة تجربتنا."

وقال المطران وردة مقتبساً من كلام البابا فرانسيس في حديث سابق، إن "الألم والحرب جعلانا نتغير، لم نعد نعول على الدبلوماسية الفارغة والنفاق والكلام المزدوج والاجندات المخبأة والتصرفات الجيدة التي تخفي الحقيقة، الذين كانوا يمثلون العدو الشرس عليهم ان يتكلموا بشكل صريح وحقيقة واضحة."

وتابع وردة ان "مثل هكذا نقاش قد يكون صعبا ولكن بالنهاية انه ضروري إذا اردنا ان نعيش كأخوة وأخوات بكرامة متبادلة، في عالم اصبح اكثر عدوانية إزاء القيم المعنوية والروحية التي نحملها."

وأشار، الى ان "بعض الاهوال التي حصلت عبر العقود الماضية ليست لها جذور دينية فقط بل أسباب جيوسياسية ايضاً".

وزاد وردة، "رغم كل العنف فانا مقتنع شخصياً بان جانب الايمان سيكون الغالب، أتمنى من المجتمعين في مجموعة قمة العشرين والذين يصوغون سياسة العالم الاقتصادية والحياتية ان يتذكروا بان قراراتكم في التخطيط الدولي لها عواقب حياة او موت بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في خارج نطاقكم."

وكان المسيحيون في العراق قد تركوا كنائسهم ومنازلهم وممتلكاتهم عقب اجتياح تنظيم عصابات داعش الإرهابية لمناطق سكناهم الرئيسة في سهل نينوى عام 2014 وخلت الموصل، مركز محافظة نينوى، للمرة الأولى في تاريخ البلاد من المسيحيين في ذلك الوقت، ولكن بعد استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش والحاق الهزيمة به عام 2017 عقب معارك طاحنة خلفت دمارا كبيرا، عاد قسم من الاسر المسيحية الى الموصل وسهل نينوى فيما نزحت معظم الاسر الأخرى الى مناطق اكثر امنا وخاصة في إقليم كردستان في حين اختار عدد كبير من العوائل الهجرة الى بلدان غربية.

من جانب آخر، حذر رئيس أساقفة الكلدان في مدينة الموصل المطران نجيب موسى ميخائيل، في تصريحات إعلامية له الأسبوع الماضي من "تناقص عدد المسيحيين في الموصل وسهل نينوى"، مؤكدا "انخفاض اعداد المسيحيين في العراق الى الثلث".

وتابع ميخائيل، أن "المكون المسيحي اصيل وهو من أقدم المكونات الموجودة في الموصل وهذه المنطقة في سهل نينوى".

وتحدث، عن "تناقص بعدد المسيحيين ويزداد معدل هجرتهم الى الخارج، هذا يعد مؤشراً خطيراً جداً لا سيما ان هناك أسباب تدفع المسيحيين الى الهجرة."

وأشار ميخائيل الى انه "قبل غزو تنظيم داعش كان عدد المسيحيين في العراق يتراوح بين المليون والمليون ونصف المليون بشكل عام".

ومضى ميخائيل، أن "العدد الان هو اقل من الثلث، اما البقية اما سافروا الى دول الجوار او هاجروا في طريق اللاعودة".

عن موقع (كاثوليك نيوز)