اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أضحك مع النائب جحا

العمود الثامن: أضحك مع النائب جحا

نشر في: 8 نوفمبر, 2022: 12:17 ص

 علي حسين

تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها التائب أبو مازن، حيث يظهر الرجل بالصورة والصوت ليعلن أن المحاصصة طريقنا لتقاسم الغنائم.

وبرغم كثافة الحضور الإعلامي للنائبة عالية نصيف وحوارييها من بعض النواب الذين اكتشفوا فجأة أن المال العام يُسرق، وأن النفط يُنهب في وضح النهار، إلا أن واقع الأمر يثبت بالدليل القاطع أن أحداً في العراق لا يثق على الإطلاق بتصريحات السيدة النائبة وبجوقة المتباكين على النزاهة، والدليل أن معظم العراقيين يسخرون حين يسمعون أن هذا العام سيكون الأخير في سلسلة معاناتهم مع أكاذيب المسؤولين، فالثابت أن الناس تعطي آذانها للمشككين في سياسات الدولة أكثر ممّا تعطيها للمسؤول، وفي المحصلة النهائية يمكن القول إن الغالبية العظمى من العراقيين لا تعتبر الكثير من النواب والمسؤولين صادقين في تصريحاتهم، ومن ثم فأن الناس تعطيهم "الأذن الطرشة" على حد تعبير أهالي بغداد.

ووفقا للأرقام المعلنة حتى الآن فأن مئات المليارات نهبت من أموال العراقيين على مشاريع الكهرباء والسدود وصفقات السلاح والحصة التموينية والمدارس والمستشفيات، وجميعها مشاريع على الورق ذهبت أموالها إلى جيوب كبار المسؤولين، وان ما نهب من أموال يصعب تصديقه في أي بلد، لكنه في العراق يقدم الدليل القاطع على أننا نعيش زمن اللصوص الكبار، ولهذا فالموطن يدرك جيدا أن طلات عالية نصيف وصراخها حول النزاهة، لا تنفع حين يكتشف أنه بكاء باطل بعد صمت وتواطؤ لأكثر من خمسىة عشر عاماً، تحولت فيها السيدة النائبة من موظفة بسيطة إلى واحدة من كبار أغنياء العراق.

إلا ان السيدة النائبة مشكورة حين تحاول احيانا ، وبلفتات إنسانية ، أن تجعلنا ننسى ما جرى خلال السنوات الماضية، فقررت هذه الايام ان تتحول إلى باحثة اجتماعية، لتقدم لنا خلاصة مشكلة الطلاق في العراق، فحسب نظريتها أن زيادة نسبة الطلاق في العراق سببها الرئيس وجود المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت.. لا أريد أن أدخل في سجال "أنثروبولوجي" مع عالية دي بوفوار، لكني أحيلها إلى تقرير مجلس القضاء الأعلى الذي يقول إن أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في العراق تعود إلى "الظروف التي مرت بالبلاد منها البطالة وأزمة السكن"، وأضاف التقرير أن: "زواج القاصرين وطلاقهم أصبح ظاهرة مستشرية بشكل كبير، وهو يؤدي في النهاية إلى الطلاق".

طبعا لا نريد أن نسأل النائبة عن نسب الفقر والبطالة، باعتبار أن الديمقراطية التي وضعتها على كرسي مجلس النواب تعد إنجازاً لن يتكرر، مثلما أن تصريحاتها تدعو للعجب والفكاهة على طريقة الكتب الفكاهية التي تحمل عناوين من عينة "ألف نكتة ونكتة" أو"أضحك مع جحا".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram