علي حسين
تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها التائب أبو مازن، حيث يظهر الرجل بالصورة والصوت ليعلن أن المحاصصة طريقنا لتقاسم الغنائم.
وبرغم كثافة الحضور الإعلامي للنائبة عالية نصيف وحوارييها من بعض النواب الذين اكتشفوا فجأة أن المال العام يُسرق، وأن النفط يُنهب في وضح النهار، إلا أن واقع الأمر يثبت بالدليل القاطع أن أحداً في العراق لا يثق على الإطلاق بتصريحات السيدة النائبة وبجوقة المتباكين على النزاهة، والدليل أن معظم العراقيين يسخرون حين يسمعون أن هذا العام سيكون الأخير في سلسلة معاناتهم مع أكاذيب المسؤولين، فالثابت أن الناس تعطي آذانها للمشككين في سياسات الدولة أكثر ممّا تعطيها للمسؤول، وفي المحصلة النهائية يمكن القول إن الغالبية العظمى من العراقيين لا تعتبر الكثير من النواب والمسؤولين صادقين في تصريحاتهم، ومن ثم فأن الناس تعطيهم "الأذن الطرشة" على حد تعبير أهالي بغداد.
ووفقا للأرقام المعلنة حتى الآن فأن مئات المليارات نهبت من أموال العراقيين على مشاريع الكهرباء والسدود وصفقات السلاح والحصة التموينية والمدارس والمستشفيات، وجميعها مشاريع على الورق ذهبت أموالها إلى جيوب كبار المسؤولين، وان ما نهب من أموال يصعب تصديقه في أي بلد، لكنه في العراق يقدم الدليل القاطع على أننا نعيش زمن اللصوص الكبار، ولهذا فالموطن يدرك جيدا أن طلات عالية نصيف وصراخها حول النزاهة، لا تنفع حين يكتشف أنه بكاء باطل بعد صمت وتواطؤ لأكثر من خمسىة عشر عاماً، تحولت فيها السيدة النائبة من موظفة بسيطة إلى واحدة من كبار أغنياء العراق.
إلا ان السيدة النائبة مشكورة حين تحاول احيانا ، وبلفتات إنسانية ، أن تجعلنا ننسى ما جرى خلال السنوات الماضية، فقررت هذه الايام ان تتحول إلى باحثة اجتماعية، لتقدم لنا خلاصة مشكلة الطلاق في العراق، فحسب نظريتها أن زيادة نسبة الطلاق في العراق سببها الرئيس وجود المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت.. لا أريد أن أدخل في سجال "أنثروبولوجي" مع عالية دي بوفوار، لكني أحيلها إلى تقرير مجلس القضاء الأعلى الذي يقول إن أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في العراق تعود إلى "الظروف التي مرت بالبلاد منها البطالة وأزمة السكن"، وأضاف التقرير أن: "زواج القاصرين وطلاقهم أصبح ظاهرة مستشرية بشكل كبير، وهو يؤدي في النهاية إلى الطلاق".
طبعا لا نريد أن نسأل النائبة عن نسب الفقر والبطالة، باعتبار أن الديمقراطية التي وضعتها على كرسي مجلس النواب تعد إنجازاً لن يتكرر، مثلما أن تصريحاتها تدعو للعجب والفكاهة على طريقة الكتب الفكاهية التي تحمل عناوين من عينة "ألف نكتة ونكتة" أو"أضحك مع جحا".