الطائرات تعاني تسريباً واستهلاكاً عالياً لزيت المحرك
الخطوط الجوية بحاجة إلى الكثير لتوفير متطلبات السلامة
بغداد/ المدى
تكشف (المدى)، عن تفاصيل صفقات فساد مالي كبير داخل أروقة شركة الخطوط الجوية العراقية، التي تعد أكبر شركة للطيران في البلاد، وتعود ملكيتها للدولة العراقية.
ويكشف الجزء الثالث والأخير من الوثائق عن وجود مشكلات فنية في طائرات حديثة، بأنها تعاني من تسريبٍ واستهلاكٍ عالٍ لزيت المحرك، إضافة إلى القيام بتعيين خبراء أجانب بمبالغ خيالية.
مشاكل فنية في الطائرات الحديثة
يشير الكتاب الصادر من القسم الفني في الخطوط الجوية العراقية في 22 من شهر حزيران 2022 والذي حصلت عليه (المدى)، الى وجود مشاكل فنية تعاني منها طائرات A220.
وذكرت الوثائق، ان الطائرات تعاني تسريباً واستهلاكاً عالياً لزيت المحرك، فضلا عن مخاطر على العاملين بسبب تغيير (فلاتر) الزيت.
وتابعت الوثائق أن شركة SWISSAIR السويسرية، أبلغت عن معاناتها منذ اليوم الأول لاستلام وتشغيل طائرات A220».
وأشارت، إلى مشاكل عديدة في التشغيل واداء المحركات تم حل بعضها، وليس جميعها حسب الرسالة الالكترونية الواردة للقسم الفني عبر البريد الالكتروني الرسمي بتاريخ 22/ 9/ 2022.
كما حذرت الوثائق من تلف غرفة الاحتراق وتوربينات الضغط العالي والذي يجعل اعمار المحركات قصيرة جدا حسب تقرير اداء غرفة الاحتراق COMBUSTION CHAMBER PERFORMANCE) ) الصادرة من الشركة المصنعة للمحركات، والتي تعني تشغيل المحركات بأعمار تساوي نصف اعمار نفس المحركات العاملة في الشركات بأجواء مناخية وجغرافية اخرى.
تعيين خبراء أجانب برواتب خيالية!
وفي ملف فساد اخر، تشير وثائق حصلت عليها (المدى) الى جلستين منفصلتين عقدهما مجلس ادارة شركة الخطوط الجوية العراقية، الأولى في عام 2021 والثانية في عام 2022 وقد اتخذ المجلس قراراً بالتعاقد مع مهندسي الطائرات المتقاعدین وكذلك فنيي الطائرات لاحتياج الشركة لغرض استمرار العمل بمهنیة، ولا یوجد بدیل الا الاجنبي الذي یقارب راتبه الشهري 15 ألف دولار عدا مخصصات السكن والتنقل والخدمات الأخرى.
وفي وقت سابق قال مدير عام الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية كريم كاظم حسين، إن «أولى القرارات التي تم اتخاذها إنهاء خدمات الكابتن جورج كمال الذي عينته الإدارة السابقة كمدير تنفيذي للشركة واتضح بالدليل القاطع أنه يتقاضى مبالغ مالية عالية لا تتلاءم مع ما يقدم من خدمات للشركة، وعند إكمال تدقيق العقود أثبتت المراجعة أن هؤلاء الخبراء يتقاضون ما مقداره أربعة ملايين دولار سنوياً من دون تقديم فائدة للخطوط الجوية العراقية وسيتم اتخاذ القرار المناسب الذي يضمن مصلحة الشركة واستبدالهم بكفاءات عراقية».
كما تتحدث وثائق اخرى عن وجود، خروقات بتعيین معاون المدير العام (حسين علي لفته البياتي) عضو مجلس، وهي مخالفة إدارة قانونية وصريحة حيث لا يوجد في النظام الداخلي للشركة ولا في الهيكل التنظيمي لغاية الوقت الحالي منصب معاون مدير، ولم يحدث منذ تأسيس الشركة أن يتم تعيين معاون مدير عضو مجلس إدارة واستبعاد المدير الفني من العضوية صاحب الاختصاص، وهذا ما اشارت اليه المادة السابعة من النظام الداخلي، والتي تبين اختيار اربعة اعضاء من رؤساء الشركة (مدراء الأقسام) من ذوي الاختصاص وارفق طيا الأوليات كافة.
كما تم ترشيح عضو مجلس إدارة أكرم لعيبي كاطع عضو مجلس وهذا مخالف للنظام الداخلي حيث حدد النظام الداخلي ان يكون العضو لديه عنوان وظيفي في الملاك مدير، واكرم حاصل على معاون مدير عندما تم ترشيحه، وحسب كتاب وزارة النقل الدائرة القانونية.
كما تشير وثائق الى ان المدير العام لشركة الخطوط الجوية العراقية مشمول بالمساءلة والعدالة والتي تمنع حصوله على درجة خاصة.
«تدوير المناصب» يبعد العراق عن الاياتا!
وفي ملف اخر، حصلت (المدى)، على وثيقة صادرة من نائب رئيس منظمة الاياتا في افريقيا والشرق الاوسط (كامل حسن العوضي)، يوضح فيها أن الخطوط الجوية العراقية ستظل بحاجة إلى القيام بالكثير من العمل مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي لضمان تلبيتها متطلبات السلامة للاتحاد الأوروبي.
ويشير المسؤول الاجنبي، الى انه ينبغي للخطوط الجوية العراقية ألا تستمر في تغيير الموظفين وممثلي الدوائر خلال هذه الفترة الحرجة لأن هذا يؤدي إلى انقطاع سير العمل وخسارة المعرفة والخبرة وبالتالي تأخير سير المشروع (أي فشل في هذه المرحلة يمكن أن يؤخر المشروع مع الاتحاد الأوروبي /EASA لأكثر من سنتين).
وتأتي تحذيرات الاياتا، على خلفية القرارات الحكومية الخاصة باستبدال الموظفين والمدراء في الخطوط الجوية العراقية، حيث تشير معلومات حصلت عليها (المدى)، الى ان رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي أجرى لوحده 6 عمليات تدوير في ادارة الخطوط الجوية العراقية منذ تسنمه الحكومة ولغاية الان.
وتتحدث المعلومات، بأن التغييرات التي يجريها الكاظمي تجري بمعزل عن تغييرات اخرى يجريها وزير النقل، والتي كان اخرها في 7 تشرين الاول من العام الجاري، والتي شملت تغيير ثلاثة مناصب بدرجة مدير عام بينهم مدير شركة الخطوط الجوية العراقية.