د. جواد بشارة

ما هو الوعي البشري؟ وفقًا للمبدع السينمائي السويدي إنغمار برغمان، إنه كل ما يحيط بنا منذ لحظة ولادتنا في العالم، يتكون الكون بأكمله من انكسارات لانهائية من الضوء تسمح لنا بتمييز الألوان والأشكال والذرات التي تنكسر باستمرار وتتجمع معًا وتشكل كائنات مختلفة وأجسام. كياننا كله ككائن معرفي في العالم يتكون من أوهام مختلفة من اللمس والشم والذوق واللون والسمع.

يمكن الاستنتاج أن كل الأسئلة الوجودية وغير الموجودة التي تشغلنا ليس لها إجابة محددة. نظرًا لأننا لا نعرف ما إذا كان ما ندركه صحيحًا أم لا، فإن كل شيء في العالم هو بطريقة مثبتة وغير مثبتة وبطريقة واضحة ومميزة للغاية، غير معروفة لبقية العالم. وفقًا لهذا الافتراض ووفقًا لفيلم Ingman Bergman الرائع "ساعة الذئب" يمكن للمرء أن يفهم أنه حتى الشخص لا يعرف شيئًا عن نفسه. فهو لا يؤمن تجاه ضميره وأفكاره. لذلك من الواضح أن الشخص الآخر سيحرج من محاولة الفهم. تروي هذه الملحمة السينمائية " ساعة الذئب" قصة فنانة عانت من مرض عقلي خطير وقصة امرأة بسيطة تريد أن تراها في عينيها وتجد نفسها فيها. تسعى إلى التعرف والتواصل مع أرواحهما، وتسعى إلى القدرة اللاعقلانية على فهم قلبها والتوحد معه عاطفياً.

سرعان ما يحطم الفيلم وهم الانتماء والمعاملة بالمثل بالنسبة لنا عندما تكتشف الزوجة يوميات سرية يكتب فيها زوجها مثل هذه الأعمال المروعة التي ارتكبها دون علمها. إنها تدرك أن هوة قد نشأت بينهما وأن نفس الهوة كانت موجودة دائمًا. الخوف الأكبر الموجود، في رأي برغمان، هو عدم معرفة الآخر أبدًا. وهو رعب سيطارد كل البشر طالما هم على الأرض.

ما يجلبه برغمان هنا فريد ورائع. إنه يأخذ الشخص الذي نكتبه بالحروف اللاتينية كشرير ويظهر لنا أن تصورنا له خاطئ بشكل أساسي. بقدر ما لا تعرفه هي، مثل زوجها، أو حتى أكثر، فهو لا يعرف نفسه. نحن لا نفهم كيف يعمل العالم ولن تجيب أي إجابة على الأسئلة التي تخلق الوضع الوجودي الذي نعيش فيه. لا نعرف بعضنا البعض ولن نعرفه أبدًا. نحن لا نعرف عن المجتمع والتواصل البشري، وعن طرقه وأفعاله الغامضة أي شيء حقيقي. لن نعرف أبدًا الأسرار التي تكمن في وعينا. ومن هناك بالتحديد ينشأ الفن.