اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ووترغيت بنكهة عراقية

العمود الثامن: ووترغيت بنكهة عراقية

نشر في: 13 نوفمبر, 2022: 11:33 م

 علي حسين

قبل ثلاثة أشهر تذكر العالم أقوى فضيحة تعرض لها رئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة. فقد مرت خمسون عاماً على فضيحة ووترغيت التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون، بعد أن كشفت الصحافة عن أن نيكسون كان يتنصت على أعضاء في الحزب الديمقراطي..

الرئيس نفى الأمر في البداية لكنه خرج بعد أشهر ليقدم اعتذاره على ما حصل، إلا ان الناس لا تقتنع بالاعذار ولا بد من خطوة أكبر، فكانت الاستقالة التي قدمها في التاسع من آب عام 1974. ولم يشفع لنيكسون دوره في إغلاق ملف الحرب الامريكية الفيتنامية.

شكلت "ووترغيت" مفصلاً أساسياً في التاريخ السياسي الحديث للولايات المتحدة. لكن ، ما كان ذلك ليتحقق لولا الدور الذي لعبه صحافيان في جريدة "واشنطن بوست" بتسليط الضوء على هذه الفضيحة. كان مكتشفا الفضيحة صحافيين شابين، هما بوب وودورد وكارل بيرنشتاين، والذان أصبحا فيما بعد من أصحاب الملايين بعد أن نشرا كتاباً عن أسرار ووترغيت. وأتمنى عليك عزيزي الصحفي العراقي أن لا تحلم بأن تصبح يوماً مثل هذين الصحفيين اللذين ينعمان بالثروة والشهرة بعد أن أطاحا برئيس أكبر دولة، ففي هذه البلاد ممكن أن تكتب مجلدات عن الفساد وستخرج بنتيجة واحدة، عدم المبالاة، فالمطلوب من الإعلام العراقي أن يلمع المسؤول والسياسي، وأن يتغنى بمنجزات عالية نصيف وهي "تلبخ".. يرد الصحفي الأمريكي الشهير "بوب وورد" على متهميه بإفشاء أسرار تتعلق بالأمن القومي بعد كشفه لفضيحة ووترغيت، قائلاً: "إن ثمة طريق واحد للإعلام الصحيح وهو الشجاعة وليس الاستمرار في إغراق الناس بوحل الأكاذيب". .

بالامس خرج علينا السيد محمد توفيق علاوي وزير الاتصالات الأسبق، في أحد البرامج التلفزيونية ليعلن: "إن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، كان يتنصت على المسؤولين ووزراء حكومته، وفي حال حقق الوزير الولاء له، فلا مشكلة إن سرق الدنيا وما فيها"، على حد تعبيره، وأضاف علاوي أنه "كانت تصل إلى نوري المالكي (كاسيتات)، لأعضاء مجلس النواب والوزراء، وكذلك للمحيطين به"، ولكي يكمل لنا السيد محمد علاوي المشهد قال إن الولايات المتحدة زودت العراق عام 2008 بأجهزة تنصت، لهدف تعقب اتصالات المجاميع الإرهابية، لكن الحكومة استخدمتها لتعقب السياسيين والمسؤولين.. وأتمنى أن لا يعتبرني البعض بطلاً مثل بوب وود، فصاحب الكشف المثير هو الوزير محمد علاوي، والحمد لله.

يشعر الصحفي مثل "جنابي" بالأسى وهو يكتب عن أحوال العراق ومغامرات ساسته. كل شيء مكشوف ومعروف إلا قضايا الناس التي لا يريد أحد لها أن تستقر. كل شيء وارد، التنصت، والتهديد والوعيد. وعندما تكون الدولة عاجزة وتخاف من السياسي، فاضحك مثل جنابي على الديمقراطية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram