سعد المشعل
رئاسة الاتحاد الدولي بنكهة عراقية خالصة، تُعد حدثاً تاريخياً كبيراً، فلأوّل مرّة يظهر هذا الانجاز الرياضي العالي في عالم رفع الأثقال العراقي والعربي!
بالطبع هنالك رجال مثّلوا الوطن أفضل تمثيل في المحافل العالمية، ولا شكّ أن الألعاب الرياضيّة فيها تميّز عراقي كبير ليس في ساحات النزال فحسب، بل في مراكز القيادة بأعلى مستوياتها، وهذا دليل قاطع على ما يمتلكهُ العراق من كفاءات علميّة وإدارية نادرة خصوصاً بعد التميّز الراقي الذي تحلّى به محمد حسين جلود الذي قادهُ لرئاسة الاتحاد الدولي لرفع الأثقال في الانتخابات التي جرت في العاصمة الألبانية تيرانا عام 2021 وهذا إنجاز عالمي رفيع المستوى يجب أن يُشاد به ولابدّ أن نذكره باستمرار ونفخر به أمام العالم بالإضافة إلى أن الاتحاد العراقي هو أحّد الأعضاء 187 المنضوين تحت لواء الاتحاد الدولي للعبة الذي يقرُّ ويسنُّ القوانين الخاصّة بهذه الرياضة منذ تأسيسه عام 1905 ومقرّه الرئيسي في العاصمة المجريّة بودابست والذي يترأسهُ بكل فخر العراقي محمد حسن جلود.
عمل الاتحاد العراقي لرفع الأثقال بكل طاقاته وسخّر كلّ جهوده من أجل رفع مستوى اللعبة، وحقّقوا إنجازات عديدة حيث ترأس الاتحاد الكثير من الأبطال وهو الشيء الجميل أن يكون بطلاً يترأس الاتحاد منهم صالح محمد كاظم وآخرهم محمد كاظم مزعل ود.مصطفى صالح الزبيدي الذي ترأس اتحاد غرب آسيا، وقدّم هؤلاء الأبطال كل ما بوسعهم من أجل رفع مستوى الربّاعين واشراكهم في البطولات العربية والآسيوية والعالمية.
كذلك يجب أن نُسلّط الضوء على أبطال اللعبة البارزين أمثال رئيسها السابق البطل العالمي صالح محمد كاظم الذي فاز بمنصب نائب رئيس الاتحاد العربي في الانتخابات التي جرت في الدوحة عام 2016 وأشقّائه الأبطال محمد جواد محمد كاظم والبطل طاهر محمد كاظم صانعي التاريخ بأمتيازهم وأجتهادهم وهم عناوين كبيرة في اللعبة بعد أن تفوّقوا على كل منافسيهم بقوّة ومن مختلف دول العالم وتصدروا القارّة بعد أن كانت حالتهم فقيرة، ولكن أصرار والدهم ومساعدتهِ لهم حتى أصبحوا أبطالاً لهم مقامهم الخاص في رياضة رفع الأثقال العالمي التي دوّنت سجلاتها إنجازاتهم والدليل هم تدرّبوا في ساحات ترابيّة حين ملأ والدهم الحاج محمد كاظم علب الزيت سعة 5 لتر بالأسمنت الكونكريتي بمقبضين ليسهل استخدامها للتمرين عن طريق رفعها وأنزالها كأي ثُقل جاهزة لبناء العضلات بسبب عدم توفر الأموال والتجهيزات آنذاك ومحدوديّة الامكانات الماديّة المتوفرة عند العائلة نتيجة تلقي والدهم أجور العمل القليلة!
كما تم استخدام إطارات السيّارات الكبيرة كأداة ثُقل عند ممارسة الرياضة حتى أشركهم وهم صغار في نادي بدرة التخصّصي لرفع الأثقال، ومن هناك نشأت البذرة الأولى الصالحة للأبطال الثلاثة حتى حقّقوا الكثير من الميداليّات قبل توجّههم نحو عالم التدريب وأشرفوا على العديد من الفرق والأندية والمنتخبات بكافة فئاتها وصنعوا نجوماً يشار اليهم بالبنان بعدما بذلوا الجهود ليجدوا الرياضي ضالته في هواية الحاضر والاحتراف في المستقبل.
لي الشرف أن أكون أحّد العاملين في الصحافة الرياضية أن أطلق لقب (الفتى الذهبي) على الربّاع الشاب صفاء هادي خلال لقائي عديد الوفود الرياضية في دمشق منهم وفد الأثقال الذي شارك في بطولة العالم بأوزبكستان حيث كنت برفقة الأمين العام الأسبق للجنة الأولمبية الوطنية د.عادل فاضل وسمير الموسوي رئيس اتحاد الجودو والصحفي سلمان عبدالحمزة والإعلامي جواد الخرساني، وكان لقائي بالربّاع صفاء هو الأوّل في حياته بعد حصوله على ذهبيّة العالم في البطولة التي أقيمت في أوزبكستان وكان معه الرباع سلوان جاسم وغيرهم من الأبطال.
الاهتمام برياضة العراق مهمّ جداً خصوصاً الألعاب الفرديّة ومنها رياضة رفع الأثقال يستحقّ أن تُخصّص لها أموالاً تليق بمعسكراتهم التدريبيّة وتجهيزاتهم الرياضية من أجل صقل الربّاعين والاعتناء بهم للاستفادة منهم بالمشاركات الخارجيّة بشكل عام والأولمبياد بشكل خاص.