ذي قار / حسين العامل
بحثت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق وعدد من العاملين في وسائل الاعلام العراقية قواعد التغطية الانسانية وحماية الصحفيين في ميادين الحروب وبؤر التوتر والازمات، وفيما تطرقوا الى جملة من القضايا المتعلقة بحقوق الصحفيين وتحديات العمل الصحفي، وصفوا العراق بانه من اكثر الدول في عدد المفقودين والنازحين.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها اللجنة المذكورة على قاعة سومريون وسط الناصرية وحضرتها مديرة البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الاحمر في الفرات الاوسط والجنوب السيدة ديانا جابرديز وعدد من المسؤولين في اللجنة فضلا عن الصحفيين العاملين بالمؤسسات الاعلامية في محافظة ذي قار.
وقالت المتحدث الرسمية باسم بعثة الصليب الاحمر الدولي في العراق هبة عدنان لـ(المدى) ان "اللجنة الدولية للصليب الاحمر تقيم ورشة عمل بعنوان (التغطية الانسانية وحماية الصحفيين) لصحفيي محافظة ذي قار"، مشيرا الى "اهمية دور الاعلام بتسليط الضوء على القضايا الانسانية في العراق".
واضافت ان الورشة "تناولت المبادئ الاساسية المتعلقة بالقانون الدولي الانساني وكيفية حماية الصحفيين وفق القانون المذكور ولاسيما خلال الحروب والنزاعات"، مشددة على "اهمية الالتزام بقواعد حماية الصحفيين في المناطق الخطرة".
ترى عدنان ان "السبق الصحفي ينبغي ان لا يكون على حساب حياة الصحفي"، مشددة على "اهمية تيسير عمل الصحفيين وتمكينهم من الوصول للمعلومة في ظروف آمنة لا تهدد حياتهم".
واشارت المتحدث الرسمية الى جملة من القضايا الاخرى المتعلقة بالعمل الانساني الميداني ومستوى التنسيق مع منظمات دولية والمحلية من بينها جمعية الهلال الاحمر والمنظمات الانسانية التابعة للأمم المتحدة والجهات الاخرى المانحة، مشددة على "اهمية الاستقلالية والحياد وعدم الانحياز في نجاح البرامج الانسانية عند التعامل مع الاطراف المتنازعة وكسب ثقتها خلال الحروب والازمات".
وكشفت عدنان عن ان "اللجنة الدولية للصليب الاحمر تعمل في 90 دولة ولها شراكات عمل مع العديد من المنظمات الانسانية الاغاثية"، مؤكدة ان "الصليب الاحمر يقدم مساعداته التطوعية والمجانية للفئات الاكثر حاجة للمساعدة ومن دون تمييز في العرق واللون والمتبنيات السياسية".
في حين تحدثت مديرة قسم اعلام اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق سارة الزوقري عن "اثر المصداقية في العمل الصحفي واهميتها في كسب ثقة الجمهور"، مشيرة الى ان "الرصانة والمصداقية هما ما يميز المؤسسات الصحفية عن مواقع السوشيال ميديا".
وتجد الزوقري ان "على الصحفي ان يكون على اطلاع تام على القوانين الدولية والمحلية ولاسيما في مجال حقوق الانسان وميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي الانساني ليتمكن بذلك من حماية نفسه وكذلك تصنيف جرائم الحروب والانتهاكات الانسانية والابادة الجماعية وغيرها بالدقة المطلوبة".
وشددت على "ضرورة حماية حقوق الاطفال وخصوصيات الضحايا عند التغطية الصحفية"، مبينة ان "سوء التغطية الصحفية عند نقل اطفال داعش من مخيمات النزوح الى بلدان ذويهم الاصلية تسبب بمشاكل كبيرة للأطفال ضمن محيطهم الاجتماعي الجديد".
وتجد الزوقري ان "الكشف عن وجوه الاطفال عبر وسائل الاعلام كان خطأ كبيرا دفع الأطفال ثمنه غاليا رغم انهم ضحايا اوضاع ونزاعات لا يد لهم فيها".
فيما تحدث المشاركون بالورشة عن تنصل بعض المؤسسات الاعلامية عن مسؤولياتها في حماية الصحفيين العاملين فيها واحيانا تقدم مراسليها الميدانيين ككبش فداء من اجل الحصول على السبق الصحفي في المناطق الساخنة، فيما تحدث اخرون عن جملة من المخاطر التي تعرضوا لها خلال تغطيتهم الفعاليات الاحتجاجية والتظاهرات وقتال داعش والمجاميع الارهابية. مستذكرين عددا من ضحايا الوسط الصحفي في المجالين المذكورين.
واكدوا ان معظم الصحفيين لا يتمتعون بحق القبول والرفض من قبل مؤسساتهم الاعلامية، وان الكثير منهم مرغم على العمل وفق التوجهات التي تعتمدها تلك المؤسسات كطريقة ومنهج عمل رغم ان البعض منها يتعارض مع قناعات الصحفي.
وخلص المشاركون في الورشة الى وصف العراق بانه من اكثر البلدان في أعداد المفقودين والنازحين.
بدوره، تحدث مسؤول قسم الاعلام باللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنوبي العراق علي خليل عن "ابرز نشاطات الصليب الاحمر الانسانية في مجال البحث عن المفقودين والمغيبين ومتابعة اوضاع الاسرى والسجناء والمهاجرين وما يقدمه الصليب الاحمر من برامج اغاثة للفئات والشرائح الاجتماعية التي تكون في بؤر الخطر والمناطق الساخنة".
ولفت الى "تقديم برامج داعمة لضحايا الحروب ولاسيما المعاقين الذين فقدوا اطرافهم اذ اسهمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دعم مركز الاطراف الصناعية في ذي قار وعملت على تبني برامج لتأهيل المعاقين"، واضاف "وكذلك تبنت برامج توعوية في مجال حقوق الانسان لمنتسبي الشرطة الذين يكونون على تماس مباشر مع المتظاهرين وبرامج اخرى لدعم فرق ازالة الالغام والتوعية بمخاطر المخلفات الحربية والالغام"، واشار خليل الى "عدد اخر من برامج الدعم الصحي للمؤسسات الصحية والمستشفيات خلال تفشي جائحة كورونا".
وتناولت فعاليات الورشة عدة محاور اساسية ابرزها القانون الدولي الانساني وحماية الصحفيين خلال التغطية الاعلامية واثر صحافة الموبايل في تأمين تغطية ميدانية سريعة للأحداث ودور اللجنة الدولية للصليب الاحمر واثر تواجدها في العراق وآلية عملها في مجال تقديم المساعدات الانسانية في المناطق الخطرة ومواقع الازمات ومخيمات النزوح.