TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: فريق التحليل المونديالي

باختصار ديمقراطي: فريق التحليل المونديالي

نشر في: 23 نوفمبر, 2022: 12:00 ص

 رعد العراقي

من المؤسِف أننا فشلنا في بلوغ مونديال قطر 2022 وفقدنا فرصة الاحساس بالمشاركة والمنافسة مع بقيّة منتخبات العالم المشاركة في الحدث العالمي، ومعه أهدرنا كتابة تاريخ الكرة العراقية يوثق مشاركتها في أول بطولة كأس عالم تقام على أرض العرب.

حسناً انتهى الحُلم، وباتَ الواقع يفرض نفسه بانطلاق البطولة لنكتفي بالمتابعة والمشاهدة والاستمتاع بعروض المنتخبات العالميّة وهي تستعرض فنون الكرة الحديثة بطموح الذهاب نحو مديّات تُقرّبها من المنافسة على اللقب أو إثبات أحقيّتها في أن تكون من فرق الصفوة الأولى على العالم.

وبرغم ذلك، دعونا نتساءل هل يمكن أن نستثمر المونديال في جوانبه التنظيميّة والفنيّة لتطوير الكرة العراقية أم سنكتفي بالحضور في الملاعب وإبداء الاعجاب بالمنتخبات وما صنعته قطر من ثورة في عالم التنظيم والإدارة؟ سؤال لابد أن يراود اصحاب الشأن في اتحاد الكرة طالما أنه عاش مأساة الانتكاسة وتحمّل مسؤولية الاخفاق في الوصول للدوحة ووعد بالتصحيح والمعالجة وأطلق الأمنيات والوعود بالتواجد في نهائيات كأس العالم القادمة 2026!

الاتحاد الدولي لكرة القدم سارع الى تحديد أعضاء مجموعة الدراسات الفنيّة التي ستقدّم تحليلاً متطوّراً لجميع مباريات كأس العالم في قطر بهدف فهم اللعبة أكثر وتطويرها في جميع أنحاء العالم، ويتكوّن الفريق الذي سيقوده أرسن فينغر رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في الفيفا، من يورغن كلينسمان والبرتو زاكيروني وتشا ديري واوليسيه وفريد مونراغون وباسكال زوبيربولر، وسيدعمهم في مهامهم أولف شوت رئيس الأداء العالي في الفيفا وكريس لوكستون، وكذلك فريق من محلّلي كرة القدم ومهندسي وعلماء البيانات ومحلّلي الأداء المُقيّمين في كلّ من قطر وويلز، وسيوفر هذا الفريق للمنتخبات المشاركة في البطولة وللاعبيها والجمهور المتابع لها عبر مختلف قنوات البثّ مجموعة من المُعطيات والبيانات والإضاءات المُتعلّقة بالأداء باستخدام أحدث التقنيّات وستوفّر خدمة الذكاء الكروي المُعزّز لإثراء التغطية والتحليل لكل مباراة إضافة إلى أنها ستقدّم مجموعة من الدراسات الفنيّة التي تؤثّر على مستقبل اللعبة وانعكاساتها على تأهيل المدربين!

أليس من المفترض أن يستلهم اتحاد الكرة فكرة الاتحاد الدولي ويعمل على استحداث فريقي عمل الأول يختص بدراسة كل الجوانب الإداريّة والتنظيميّة وضوابط العمل وأحدث الخطوات التي نفّذتها قطر لنجاح البطولة لتكون مرجعاً ومنهجاً يجري من خلاله تدريب الكوادر الإدارية للاتحاد والأندية، أما الفريق الثاني فيكون فنيّاً وبرئاسة رئيس لجنة الخبراء بالاتحاد الكابتن أنور جسّام لتفعيل دورها الذي لم نلمس منه أي بادرة أو تحرّك يصبُّ في خدمة التطوير مع إضافة مجموعة من الخبراء من خارج اللجنة أمثال أكرم أحمد سلمان وكاظم الربيعي وآخرين يتولّون متابعة المباريات في مونديال 2022 وتقديم تحليل فني متكامل عبر استخدام الوسائل التوضيحيّة لكل مدرّبي الأندية المُعتمدين إضافة الى المُحلّلين الفنّيين ليكونوا على اطلاع تام ودراية بالمعطيات والبيانات الدقيقة التي تخدم عملهم، وصولاً الى الخروج بدراسة تفصيليّة تكون مرجعاً ومنهجاً مُعتمداً بعد انتهاء البطولة بدلاً من فوضى التحليل وبعض مُدّعي علم التحليل الفني الذين يغزون القنوات الفضائيّة والصُحف من دون أن يكون لهم خلفيّة علميّة حقيقيّة سوى التنظير الأقرب الى بُدعة قراءة الطالع!

باختصار.. دعونا لا نفقد فرصة تطويع كل ما يجري من أحداث ومباريات في المونديال لصالح النهوض بالكرة العراقية من خلال تفعيل اللجان وتطوير كوادرنا التدريبيّة وإحداث نقلة نوعيّة بالأفكار والخُطط الفنيّة لأنديتنا لكي تتماشى مع حداثة الأداء على مستوى كأس العالم بما ينعكس على وجود دوري محلّي مُنتج للمواهب واللاعبين للمنتخبات الوطنيّة، مُتسلّحين بعلوم تدريبيّة جديدة، عندها فقط يُمكن أن نُحقِّق الحُلم والأماني بالتواجد في كأس العالم القادمة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram