اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نحن اصحاب الفشل!!

العمود الثامن: نحن اصحاب الفشل!!

نشر في: 30 نوفمبر, 2022: 12:13 ص

 علي حسين

في كل حديث عن التنمية والبناء في بلدان العالم، أذهب باتجاه رفوف مكتبتي لأبحث عن مذكرات باني سنغافورة الحديثة "لي كوان" والكتاب بعنوان "من العالم الثالث إلى العالم الأول".. يعرف جميع القراء الأعزاء أن سنغافورة لا تزال على قائمة الدول الأكثر تطوراً ونهضة اقتصادياً،

وكانت هذه الجزيرة الصغيرة قبل ما يقارب الستين عاماً مجرد مستنقع للبعوض، في ذلك الوقت وقف "لي كوان" وسط قبّة البرلمان السنغافوري ليعلن أنهم لا يستطيعون تسديد الرواتب لموظفي الدولة، ثم يُخرج ملفًّاً يضمّ تصوره لبناء دولة قوية شعارها "بناء مجتمع عادل وليس مجتمع رعاية اجتماعية" .

سيقول البعض؛ يارجل مالك تقلّب بصفحات الكتب ولا تريد أن تلاحق المثير وتلقي الضوء على الحاضر في دولة مؤمنة مثل العراق توقف الحال فيها عند عبقرية النائب مثنى السامرائي الذي تحول من متهم إلى رئيس كتلة يناقش مستقبل العراق بكل أريحية؟. ياسادة، الحاضر في العراق يخبرنا أصحابه أنْ لا مكان لبناء مدن حديثة، وإنما التشجيع على الاستيلاء على الأراضي الزراعية، والتصفيق للمتجاوزين، وبدلاً من أن نبني مدناً عصرية تليق بالمواطن العراقي، أخبرناه أن عليه أن يعيش سعيداً في العشوائيات.

في مذكراته يكتب لي كوان: "كان هاجسي الشخصي يتركز بالدرجة الأولى على إعطاء كل مواطن حصة في الوطن ومستقبله.أردت مجتمعاً يملك كل فرد فيه مسكنه". ويمضي ليروي لنا حكايته مع السكن لكل مواطن فيقول إنه بعد تسلمه للسلطة، عام 1965م، قرر أن يبني بيوتاً ينتقل إليها ذوو الدخل المحدود، لكن هؤلاء رفضوا التخلي عن نهج حياتهم وعيشهم في بيوت بنوها على أرض لا يملكونها، وعندما قررت الدولة نقلهم إلى شقق حديثة تغير نمط حياتهم "إن الغريزة البشرية تدفع الإنسان إلى حب التملك. وبعدما أصبح للناس بيوتاً حديثة صاروا يحرصون عليها وينظمون حياتهم بدقة".

أما عن الفساد فيخبرنا أن الحكومة كان قرارها الأول التركيز على الحيتان الضخمة واللصوص الكبار ويشير إلى أن أهم تغيير فاعل أجراه عند تسلمه السلطة هو التاكيد على مبدأ "من أين لك هذا؟" ولهذا قرر السماح للمحاكم بأن تتعامل بشدة مع البيانات التي تثبت أن المسؤول يعيش حياة تتجاوز حدود إمكانياته المادية، أو أنه يملك عقاراً لا يسمح دخله بشرائه، كدليل دامغ على أنه تقاضى رشوة.

كلّ العالم ينظر اليوم إلى العراق ويشعر بالأسى على بلدٍ كان يراد له أن يلتحق بقطار العصر، فارتدّ بهمّة خطب سياسييه، إلى الوراء، إلى مجرد دولة تضحك على المواطنين بوعود أطلقتها الحكومات منذ 2003 وحتى لحظة كتابة هذه السطور عن مشاريع وهمية في الإسكان والتنمية والصحة والتعليم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram