عدنان علي
خاطب احد المحتجين الصينيين الخميس الماضي الجمع الحاشد من المتظاهرين بالقول "هناك نوع واحد فقط من المرض في العالم، انه مرض غياب الحرية ومرض الفقر. لدينا كلا المرضين في الصين"، وبعد ان ردد عبارات الثائر الأميركي، باتريك هينري، بالقول "أعطني الحرية أو أعطني الموت"، حاول رجال الشرطة القاء القبض عليه ولكن جموع المحتجين التفوا حوله ومنعوا الشرطة من اقتياده.
إجراءات السلطات الحاكمة الصينية التقييدية للقضاء على وباء كورونا نهائيا اثرت سلبا على الطبقة المتوسطة المثقفة وعلى الأغنياء ايضا وعلى الأملاك العامة وتسببت هذه الإجراءات بعواقب غير مرجوة. ملايين من أبناء الصين عبر البلاد ومن جميع الاطياف يرغبون الان المخاطرة بالاعتقال والتعذيب أو حتى الموت في سبيل الوقوف بوجه مضطهديهم.
الغضب والرغبة بالحرية التي يعبر عنها الشعب الصيني اليوم هي وليدة حقبة زمنية سابقة، وان شجاعة الشعب قد ازدادت جنبا الى جنب مع هذه المشاعر. كل مواطن صيني الذي يقف في احتجاجه اصبح مثالا للشجاعة و الإلهام لكثير من المواطنين الآخرين.
ليس هناك شك في ان الكثير من الناس الذين يخاطرون بحياتهم اليوم في شوارع المدن الصينية هم يستلهمون موقف "رجل اللافتة" الذي رفع لافتة الشهر الماضي ضد الرئيس الصيني، شي، في احد شوارع بكين تتضمن شعارات مثل "أزيحوا الدكتاتور شي جين بينغ" و"الحرية وليس التقييدات" و"نحن مواطنون وليس عبيد.
الصينيون هم ادرى بنظامهم من أي واحد آخر. الأناشيد التي يرددها المحتجون الصينيون اليوم هي مقتبسة من انغام احتجاجات هونغ كونغ قبل ثلاث سنوات والتي تضمنت شعارات مثل "هل تسمع الناس يغنون؟، يغنون اغنية رجال غاضبين. انها موسيقى الشعب الذي لن يخضع للعبودية مرة أخرى."
الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للحزب الصيني الحاكم والصينيون الانفصاليون وزعماء العالم الحر. كل طرف سيجتمع ولن يكون هناك شك من ان الحزب الحاكم سيستعد لعملية قمع وحشية ودموية.
من المحتم ان قادة العالم الحر سيعبرون الان عن مساندتهم للشعب الصيني اكثر من أي وقت آخر وشجبهم كذلك لعمليات الاضطهاد التي يمارسها الحزب الشيوعي الصيني. كان ذلك هدف رئيس سعى له مركز معهد هودسن الصيني، وذلك عبر سلسلة أفلام فيديو بعنوان، حوارات مسائية، عندما تحدث فيها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بشكل مباشر للشعب الصيني حول ممارسات اضطهاد الحزب الحاكم وعالمية الحرية وحقوق الانسان.