اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ماذا يبقى من الحرية ؟

العمود الثامن: ماذا يبقى من الحرية ؟

نشر في: 5 ديسمبر, 2022: 11:48 م

 علي حسين

قبل ثلاث سنوات بالتمام والكمال خرج علينا السيد يوسف الناصري وهو يعلن من إحدى الفضائيات بالحرف الواحد أننا لسنا بحاجة إلى الجيش، فهو جيش مرتزق، ولم يكتف الشيخ بذلك بل طالب بأن يتم حل الجيش العراقي ، آنذاك لم يسأله أحد، ولم يتم استجوابه،

بل أن الشيخ تفاخر بما قاله وخرج ثانية ليعلن أنه مصر على أن الجيش مرتزق. سيقول البعض؛ يارجل تتحدث عن الديمقراطية وتطالب بمحاسبة سياسي لديه رأي بالمؤسسة الأمنية؟.. ياجماعة كنت سأصفق للديمقراطية لو أنها تعاملت بالمثل مع شباب الاحتجاجات الذين قُتلوا وغُيّبوا لأنهم طالبوا بمجتمع يحترم القانون ويحاسب الفاسدين وناهبي المال العام، لا أن تتحول مطالباتهم إلى نوع من أنواع الجريمة التي يجب مواجهتها؟.وكنت ساصفق اكثر لو ان الذين سرقوا اموال الضرائب والكهرباء تمت محاسبتهم.

للأسف أن بعض القرارات التي تصدر ضد شباب الاحتجاجات، وكان آخرها القرار بسجن الشاب حيدر الزيدي ثلاث سنوات لمجرد تغريدة نشرها حتى وإن اختلفنا مع مضمونها تشير إلى عودة الروح إلى شرايين نظام استبدادي توهمت الناس أنها قد تيبست بعد سقوط تمثال " القائد الضرورة " في ساحة الفردوس ، لكننا نكتشف كل يوم ان لا شرعية لمطالب العراقيين في دولة لا تحترم مواطنيها ، ولا تضمن الحرية لمن يعيش على أراضيها. دولة تتحول إلى حلم للمسؤولين والمنتفعين والانتهازيين والسراق ممن يجدون مصلحتهم في استعادة الدكتاتور لربيعه.

لقد بات واضحاً أن حلم العراقيين بالديمقراطية والحريات والدولة المدنية الذي بدأ مع زوال دولة "القائد المؤمن" قد أجهض وإلى غير رجعة، والسبب قوى سياسية ضحكت، ومازالت تضحك، على الناس بشعارات مضللة. كان العراقيون يأملون من هذه القوى أن تنهض بحياتهم، وتشرّع قوانين تمنع سرقة المال العام، وتمنع المسؤولين من تزوير شهاداتهم، وتمنع تحويل مؤسسات الدولة إلى ملكية لأحزاب وأشخاص. الكل يتحدث عن دولة القانون والقيم والأخلاق ولكنهم يخططون في الخفاء لإعلان تنظيم جديد سيطلقون عليه اسم "عبدة الدكتاتور"، اليوم الناس تشعر بالخجل لأنها صدقت أن زمان الوصل مع الدكتاتورية قد ولى، لأن البعض أدمن عادة عبادة الدكتاتور.

لماذا يصر بعض السياسيين والمسؤولين على أن ينشروا سموم الدكتاتورية في نسيج الخراب النفسي والتدمير الذاتي، والموت الأخلاقي، الذي يشيعه من يعملون في السلطة؟ لماذا يصر بعض المقربين على تغييب الحد الأدنى من العلاقات الإنسانية بين الحاكم والشعب؟.

إن العراقيين الذين هبّوا للدفاع عن بلدهم، أولئك الذين لا يهمّهم كون أحدهم شيعياً أو سنياً أو مسيحياً أو إيزيدياً أو كردياً أو عربياً ، هؤلاء جميعا دافعوا عن عراق ديمقراطي ، لا تهدده حريته قوانين " قرقوشية " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram