TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم السنغالية أليس ديوب عن قتل الأطفال يحصد الجوائز

فيلم السنغالية أليس ديوب عن قتل الأطفال يحصد الجوائز

نشر في: 8 ديسمبر, 2022: 12:30 ص

ترجمة:عدوية الهلالي

بعد عدة أفلام وثائقية، تحولت المخرجة الشابة أليس ديوب إلى اخراج الافلام الروائية من خلال إعادة صياغة قضية هذه المرأة السنغالية الشابة التي قتلت حفيدتها البالغة من العمر 15 شهرًا على شاطئ بيرك، شمال فرنسا في عام 2013.

ويتناول فيلم (سان أومير) قصة راما،وهي روائية شابة، تحضر محاكمة فابيان كابو في محكمة جنايات سان أومير حيث تُتهم الأخيرة بقتل ابنتها البالغة من العمر خمسة عشر شهرًا بتركها عند ارتفاع المد على أحد الشواطئ في شمال فرنسا. ولكن وبعد ماجرى أثناء المحاكمة، من سماع كلمات المتهمة وهي تجيب على اسئلة القاضي والمحامين، ومن الاستماع إلى الشهادات، تساور راما الشكوك حول مقدرتها على التعامل مع المتهمة.

إنه فيلم مستوحى من قصة جرت في عام 2013 عندما تخلت هذه المرأة عن ابنتها الصغيرة على شاطئ بيرك في شمال فرنسا،عند ارتفاع المد. بدأت محاكمتها في عام 2016 في سان أومير، وكانت أليس ديوب، مخرجة الأفلام الوثائقية، موجودة في قاعة المحكمة. تقول: «أردت حضور هذه المحاكمة، لم أكن أرغب بالضرورة في صنع فيلم. بل أردت حقًا أن أفهم».

وبعد البحث عن هوية المتهمة وتفاصيل حياتها في ايل دو فرانس حيث تقيم، تتوصل المخرجة أليس ديوب، وهي من أصل سنغالي أيضا، الى الحصول على اجابات حقيقية على دوافع المتهم، حيث تبرر فابيان كابو، التي كانت طالبة في الفلسفة في باريس في عام 2011، جريمتها بتأثير تعويذة من بعض رجال الدين الذين دفعوها إلى الجريمة. كانت تربي طفلتها بشكل مثالي حتى ذلك الحين، بعد ان أنجبتها سرا وبمفردها، لأنها ولدت بين زوجين فاشلين. لكن ما دفعها لقتل طفلتها لم يجد له ردا لديها.

تبحث المخرجة ديوب عن الاجابة عبر لقطات ثابتة تسلطها على المشاركين في المحاكمة، وعلى الملامح المتغيرة لفابيان كابو، وفي مايتعلق بموضوع قتل الاطفال،يأخذ الفيلم موقعًا أماميًا. إنه يستخدم أسلوبا مبسطا تزينه بعض ذكريات الماضي الواقعية.وتصوّرأليس ديوب عدالة باردة بمواجهة قصة غارقة في المشاعر. ولهذا السبب بلاشك فإن برودة الاجواء لا تترك مجالاً للعاطفة إلا فيما بعد، من خلال دموع المتهمة الأخيرة. كما أن الفيلم هنا لايهتم بالدراما فقط، بل بتصوير الاحداث بطريقة موضوعية.

وعند الحد الفاصل بين الفيلم الوثائقي والخيال،أرادت أليس ديوب أن تصنع هذا الفيلم لأنها أرادت أن يُنظر إليها بشكل مختلف عن الآخرين. إنها تستمد من قتل الأطفال قصة مختلفة.كما ان الممثلات،اللواتي يسيطرن على فريق التمثيل، يؤدين بشكل جيد، عندما تتركز على وجوههن اللقطات الثابتة ويبرز تأثير المونولوجات المتعاقبة فقط،وهكذا تنتقل رسالة الفيلم.

حاز الفيلم على جائزة الأسد الفضي لأفضل فيلم أول وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي التاسع والسبعين، كما تلقى فيلم (سانت اومير) أيضًا جائزة جان فيغو واختارته فرنسا للتنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي في 12 آذار عام 2023 في هوليوود.وقد عرض الفيلم في أواخر شهر تشرين الثاني ومن المتوقع ان يحقق نجاحا هائلا بعد ان حصد الجوائز، لأن أليس ديوب تعبر فيه عن الاختلاف الذي تشعر به في فرنسا وتعتبرها المسؤولة عن واحدة من أسوأ الجرائم التي يمكن تخيلها وهي قتل الأطفال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram