TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الكركي ودموع رونالدو

العمود الثامن: الكركي ودموع رونالدو

نشر في: 10 ديسمبر, 2022: 11:45 م

 علي حسين

مطلوب وبالسرعة الممكنة إلحاق أعضاء البرلمان العراقي ضمن طاقم المنتخب المغربي لكرة القدم، ربما يتعلمون شيئاً من مدرب اسمه " وليد الركراكي " يبلغ من العمر "46" ا قاد بلاده باصرار ومثابرة لأن تُصبح أول بلد إفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم..

المدرب الذي تسلم مهمة قيادة الفريق قبل خمسة أشهر قال إن خلطته السحرية للفوز تتكون من كلمات قليلة وهي "الإخلاص، الجدية، الحلم "، قال للصحفيين: "لمَ لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟". فيما تسلم نوابنا هذه البلاد منذ اكثر من خمسة عشر عاما ، لكننا كل يوم نتلقى عشرات الاهداف الفاشلة تدمر مستقبل العراق .

تعذرون العبد الفقير لله لأنه يترك الإنجازات الكبيرة التي تحققت في بلاد وادي الرافدين ويخصص عموداً للحديث عن دموع رونالدو وحكاية المدرب المغربي، ورغم انني " غشيم " فيما يتعلق بكرة القدم ونجومها ، فهي موضوع لا اعرف عنه الشيء الكثير . لكن هذا المدرب الذي اصر على ان يضع بلاده على خريطة اخبار العالم ، مثلما وضعنا ساستنا على خارطة الفشل ، ، وكما تعرفون، مثلما تتباهى المغرب بمدربها الكركي فاننا بالتاكيد سنباهي الشعوب باننا وضعنا مثنى السامرائي على راس لجنة النزاهة ، ليصبح خطيبا مفوها في محاربة الفساد كوميديا

بالأمس وأنا أشاهد لاعب كرة قدم بنجومية البرتغالي رونالدو يذرف الدمع لأن فريقه خرج من المونديال.. تذكرت الخسارات التي مرت بالعراق بسبب ساستنا "الأشاوس" دون أن يخرج علينا سياسي أو مسؤول ليعتذر، يرفض ساستنا أن يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن للسياسي "الجهبذ" أن يذرف الدموع وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطباً ومعارك نارية ؟.

عندما يتم تخريب بلد في كل المجالات من الصناعة ومرورا بالزراعة والتعليم ، فلا تسأل ما هي احوال كرة القدم في العراق ؟ .

بلد في وضح النهاريتحدث ساسته ليل نهار عن مكافحة ومحاربة الفساد ، في الوقت الذي تسرق اموال الدولة غبي وضح النهار .. فإننا بالتأكيد سائرون في طريق الخراب، ولسنا "سائرون" في طريق الحصول ولو على مقعد صغير في نادي الدول الناجحة .إلى متى سيظل أعضاء فريق الفاسدين واللصوص وسارقي أموال الناس بمأمن من العقاب، التستر عليهم وعدم تقديمهم للعدالة إلا بعد سفرهم خارج البلاد؟.

للأسف تركت مؤسسات الدولة للصوص الذين قسموا البلد إلى دويلات وممالك صغيرة فيما بينهم، فيما برلماننا " الموقر" يسعى لتسجيل اهداف في مرمى العراقيين من خلال قوانين تطارد الناس حتى في احلامهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram