ترجمة: حامد احمد
ذكر تقرير أميركي أن إعادة الاستقرار إلى قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، يتطلب توفير 150 مليون دولار، مؤكداً وجود تحديات كبيرة منها الكشف عن مصير المئات من الإيزيديين النساء والأطفال، وتحدث عن وجود 50 مقبرة في المنطقة لم يتم نبشها لغاية الوقت الحالي والتحقق من هوية ضحاياها.
وذكر تقرير نشره، مركز (ريس) للقانون والأمن في جامعة نيويورك، ترجمته (المدى)، أن "قضاء سنجار، وبعد مرور أكثر من ثماني سنوات على اقتحامه من قبل تنظيم داعش ما زال لحد اليوم يعاني الدمار والخراب وعدم الاستقرار".
وأضاف التقرير، أن "المنطقة، وبعد مرور طوال هذه الفترة، لم تشهد أية مشاريع استثمارية تساعد على تعافيها، انها في الواقع بحاجة ماسة لدعم دولي".
وأشار، إلى أن "الإرادة الدولية للمساعدة في إعادة الاستقرار للعراق قد تراجعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة بعد ان توجهت الاهتمامات نحو تهديدات امنية في مناطق أخرى من العالم".
من جانبه يقول المدير التنفيذي لمنظمة (مبادرة ناديا) لرعاية شؤون الايزيديين التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، عبد شمدين، إن "الايزيديين كطائفة عرقية عانوا الكثير من الحروب والاضطهاد والتهجير والابادة الجماعية التي كانت تهدف لطمس وجودهم وهويتهم".
وأضاف شمدين، أن "الكثير من الايزيديين قد هاجروا الان لمناطق مختلفة من العالم او انهم يعيشون ظروفا صعبة في مخيمات النازحين وذلك بسبب الدمار الذي لحق ببيوتهم وقراهم الذي يحول دون تمكنهم من العودة".
وأشار شمدين، إلى أن "المنظمة خلال زيارة أخيرة قامت بها ولقائها بالناجين من الايزيديين في سنجار وجدت أن اغلبهم عبروا عن تحديات ضخمة تواجههم في إعادة اعمار بيوتهم وعودتهم لأعمالهم".
وأوضح شمدين، ان "الناجين تحدثوا عن عدم توفر خدمات وغياب الرعاية الصحية حيث كانوا خلال فترة انتشار وباء كورونا يقطعون أميالا عديدة لكي يحصلوا على رعاية صحية أساسية ضد هذا المرض، ويحاولون التعافي من تبعات سيطرة عصابات داعش الإرهابية في وقت ما تزال نساء ليس لهن معيل لرعاية الأولاد والعائلة".
وأكد شمدين، أن "قصص معاناة المجتمع الايزيدي تعدّ دليلاً واضحاً على انهم بحاجة لمساعدة دولية تمكنهم من إعادة بناء حياتهم".
وأكد شمدين، أن "الجهود التي بذلتها المنظمة لاستعادة قسم من الخدمات الأساسية قد عملت على تحسين ظروف المعيشة وزيادة الفرص للايزيديين".
واستدرك شمدين، أن "أهدافاً ضخمة مثل حل مشكلة عدم الاستقرار والصراع على السلطة في سنجار وإنقاذ نساء ايزيديات وأطفال ما يزالون في الأسر ومحاسبة مسلحي داعش على جرائم ارتكبوها ضد الإنسانية، تقع خارج إمكانية المنظمات غير الحكومية من ان تقوم بها لوحدها".
وطالب شمدين، "الحكومة الأميركية والمجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني بأن يكون لهم دور مباشر بنحو أكبر، في دعم واسناد الناجين الايزيديين وإعادة تأهيل مناطقهم وتحقيق العدالة لهم ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم".
وأشار التقرير، إلى "تواجد الفين و700 امرأة وطفل في قبضة داعش حتى الوقت الحاضر"، متابعاً أن "الكثير من عوائل الايزيديين لديهم دليل على ان احباءهم واقاربهم ما يزالون احياء، ولكنهم غير قادرين على جمع الأموال اللازمة والقوة للتمكن من انقاذهم".
ولفت، إلى أن "قسماً من الاسرى ما يزال يتنقل بهم داعش ما بين العراق وسوريا وتركيا وأماكن أخرى وعلى مواقع يمكن البحث عنها في الانترنت".
وتحدث التقرير، عن أن "آخرين ما يزالون مع مسلحي داعش في معسكرات الاعتقال في سوريا ولكن لا تتوفر طرق آمنة لهم للكشف عن هوياتهم".
وشدد، على "ضرورة التنسيق الدولي المركزي لإنجاح جهود انقاذ هؤلاء وتحديد أماكن وجودهم؛ بسبب كونهم موزعين في بلدان ومناطق عدة".
وأكد التقرير، أن "المقابر الجماعية التي ما تزال لم تنبش بعد والتحقق منها، يشكل عائقاً كبيراً امام محاولات الايزيديين للعودة الى سنجار".
وكشف، عن "أكثر من 80 مقبرة جماعية منتشرة في انحاء سنجار"، مضيفاً أن "30 مقبرة منها فقط قد تم نبشها والتحقق من هويات الضحايا فيها".
وأورد التقرير، أن "هذه المقابر الجماعية الباقية لا تشكل فقط أماكن تذكر بالعنف الذي وقع عليهم، بل أيضا شاهدا على المصير المجهول لأفراد الأقارب والابناء".
ويواصل، أن "الكثير من هذه المقابر الجماعية ترك وسط القرى ويشكل ضرراً نفسياً على الايزيديين، يمنعهم من العودة إلى ديارهم".
وأردف التقرير، أن "تنظيم داعش عندما شن هجومه الممنهج على منطقة سنجار فان ما يقارب من 80% من البنى التحتية العامة و70% من منازل ومساكن الأهالي قد تم تحطيمها".
واستطرد، ان "منطقة سنجار بحاجة لمساعدات واعانات دولية لتتمكن من إعادة بناء المدارس والمراكز الطبية والطرق ومحطات تحلية المياه وشبكة الصرف الصحي".
ومضى التقرير، إلى أن "المبلغ المقدر للتمكن من إنجاز هذه الأهداف هو بحدود 150 مليون دولار لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتمكين الأهالي من العودة، على مدى السنوات الثلاث القادمة".
عن: موقع (Just Security) الأميركي