اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سجنوه.. احتجزوه.. اخرجوه

العمود الثامن: سجنوه.. احتجزوه.. اخرجوه

نشر في: 12 ديسمبر, 2022: 11:41 م

 علي حسين

فقط في بلاد الرافدين يستطيع سارق المال العام أن يتمتع بكل الامتيازات، وأن تصدر قرارات لا مثيل لها تسمح لمن نهب أكثر من مليارين دولار بأن يذهب إلى بيته مطمئناً، وإذا لم تصدق عزيزي القارئ أحيلك إلى تصريح عضو لجنة النزاهة البرلمانية النائب علي تركي الذي أخبرنا أن نور زهير الذي "فرهد" المليارات وُضع تحت الإقامة الجبرية،

وهو يتفاوض باسم الشركات الأربع المتهمة بالسرقة، وأن صفقة إطلاق سراحه وقعت بأحرفها الأولى، وأن الحكومة مبتهجة، وربما تطلب من الشعب النزول إلى الشوارع ابتهاجاً بهذا الاتفاق الكبير .

لابدَّ من أنك قرأت في هذه الزاوية عن رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك غوين، التي نشرت الصحف صورتها بملابس السجن بعد ان قررت المحكمة حبسها 32 عاماً، وكانت النيابة الكورية اتهمت، أتمنى أن لا يسألني أحد عن غياب النائب العام العراقي، أعود للسجينة الكورية التي اتُّهمت بتبذير مبلغ ثلاثة ملايين دولاراستخدمتها في صيانة منزلها الخاص ومساعدة إحدى الصديقات في افتتاح محل تجاري. مع المخالفات التي ارتكبتها السيدة "غوين" تذكّر عزيزي القارئ كيف لفلف مسؤولونا مبلغ تريليون دولار في مشاريع وهمية، كان من نتائجها أنّ نسبة الفقر تجاوزت الأربعين بالمائة، وأن ملايين العراقيين يعيشون في العشوائيات، وأننا نفرح عندما توافق إيران على تزويدنا بالغاز، فالبلاد التي أخبرنا ذات يوم حسين الشهرستاني أنها ستصدّر الكهرباء لدول الجوار، وستتحول إلى أكبر منتج للمشتقات النفطية في العالم، تمدّ يدها تطلب العون من دول الجوار لتزويدها بالوقود لتشغيل المحطات الكهربائية، بينما يتمتّع سرّاق أموال الكهرباء بما نهبوه، وبالحصانة التي تمنحها إليهم الدولة باعتبارهم خطوطاً حمراء لا يمكن الاقتراب منها.

وأنا أتابع قضية سرقة القرن، كما أُطلق عليها، رغم أنها سرقة " خفيفة " قياساً بمئات المليارات التي سُرقت خلال التسعة عشر عاماً الماضية، كنت استمع الى حوارات تدور في المقهى او مكان العمل عن فساد الطبقة السياسية .. ولعل اغرلب ما استمعت اليه عندما قال احد زبائن المقهى لزميل له وهما يتحدثان عن الاموال التي تُنهب كل يوم :" خل يبوكون بس خلي ينطون للناس شويه " تخيل جنابك شعب يتمنى ان يعطف عليه المسؤول بالفتات ، كنت انظر الى المواطن المسكين وهو يتحدث بلوعة ، كيف ان المسؤولين يتوحدون ضد الناس في كل قرار يتخذونه، وحين يجلسون لمناقشة احوال البلاد فيخرجون بقرار واحد لا غير هو الدعوة إلى تشكيل تجمع سياسي جديد يطلقون عليه تجمع الحفاظ على المنافع، فكل الذين يتحدثون عن النزاهة ، باختلاف أمزجتهم، هم متضامنون في هذا المعسكر ضد أي مساس بمصالحهم وامتيازاتهم، كلهم في معسكر واحد ضد الناس ، وإن اختلفت وسائل الحصول المغانم والمناصب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سمير طبلة

    وصدق من قال شر البليّة ما يُضحك !

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram