ذي قار/ حسين العامل
شهدت مدينة الناصرية، تصعيداً جديداً إثر قيام عشرات المحتجين الملثمين بمحاصرة دار محافظ ذي قار محمد هادي الغزي، للمطالبة بالإفراج عن ناشط في التظاهرات اعتقلته الاجهزة الامنية مؤخراً.
ويأتي التصعيد بعد بضعة ايام من هدوء حذر أعقب الاحداث الدامية بين القوات الامنية والمتظاهرين والتي دارت الاسبوع الماضي وراح ضحيتها شهيدان من المتظاهرين و40 جريحا.
وقال شهود عيان إلى (المدى)، إن "عشرات من المحتجين الملثمين احتشدوا امام دار محافظ ذي قار في منطقة الشموخ احتجاجا على اعتقال الناشط علي خضير".
وأضاف الشهود، ان "القوات الامنية سرعان ما عززت قواتها حول الدار التي لم يكن المحافظ متواجداً فيها".
وأشاروا، إلى "انسحاب المحتجين بعد بضع ساعات"، نافين، "حدوث اي تصادم بين المتظاهرين والقوات الأمنية".
واظهر مقطع فيديوي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي وتابعته (المدى) مجموعة من الأشخاص بعضهم ملثمين ينتشرون على مقربة من دار محافظ ذي قار وهم يطالبون بالإفراج عن المعتقل فيما تنتشر قوة من آليات الشرطة في محيط الدار.
وقال أحد المحتجين في مشهد من المقطع الفيديوي، "نحن أمام دار المحافظ لإطلاق سراح المعتقل علي خضير سعدون شقيق الشهيد كرار خضير سعدون".
وأضاف المحتج، "لم نأت للتصادم مع القوات الأمنية، ولسنا من المبتزين، مطلبنا واضح هو الافراج عن زميلنا".
فيما تحدث محتج آخر عن "مهلة ساعة لإطلاق سراح سعدون"، ملوحا بـ "تصعيد النشاط الاحتجاجي"، معرباً في الوقت ذاته عن استغرابه من اعتقال زميله بدلا من اعتقال المتورطين بقمع المتظاهرين في التظاهرات الاخيرة.
وكانت مصادر من المتظاهرين قد ذكرت إلى (المدى)، أن "الناشط علي خضير سعدون اعتقل نهار الاثنين على مقربة من مديرية بلدية الناصرية على يد قوة خاصة تتبع احد الاجهزة الامنية"، مؤكدة أن "عملية اعتقاله جاءت على خلفية اعترافات أدلى بها معتقل اخر متهم في إحدى القضايا".
وتوقعت المصادر ان "تشهد الايام القادمة تصعيدا بالفعاليات الاحتجاجية في خطوة للضغط باتجاه الافراج عن المعتقلين".
فيما اشار متظاهرون اخرون إلى "قائمة اسماء تضم عدداً من ناشطي التظاهرات ورجال الأعمال تعمل الاجهزة الامنية على ملاحقتهم واعتقالهم"، لافتين الى "اعتقال اثنين من رجال الاعمال واربعة من المتظاهرين لغاية الوقت الحالي".
وفي ذات السياق تداولت بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نبأ اعتقال أحد معاوني محافظ ذي قار وفق قائمة الاسماء التي اشار لها المتظاهرون، الا ان محافظ ذي قار محمد هادي الغزي سرعان ما نفى ذلك.
وذكرت الإدارة المحلية في ذي قار ببيان تلقته (المدى)، أن "محافظ ذي قار ينفي الاخبار التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اعتقال أحد معاونيه".
ونقل البيان عن المحافظ تأكيده "اعتقال ثلاثة من المتهمين بمحاولة حرق بهو الادارة المحلية في ليلة الحادث"، وزاد "فيما تم اليوم اعتقال المتهم الرابع بالحادثة".
وأشار، إلى أن "عملية الاعتقال جاءت بناءً على اعترافات ادلى بها المتهمون الذين تم القاء القبض عليهم في وقت سابق".
ودعا الغزي، "وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الى تحري الدقة والمصداقية فيما يتم تداوله، والرجوع الى الجهات المسؤولة للحصول على المعلومات قبل اية عملية للنشر".
وشهدت مدينة الناصرية الاسبوع الماضي فعاليات احتجاجية إثر ملاحقة عدد من ناشطي التظاهرات في ذي قار بدعاوى وصدور حكم قضائي ضد الناشط حيدر الزيدي.
وبالتزامن مع مجريات احداث الاسبوع المنصرم اكدت مصادر امنية اعتقال اثنين من رجال الاعمال وصدور مذكرات قبض بحق عدد اخر من دون ان تبين اسباب الاعتقال.
وكان وزير الداخلية عبد الامير الشمري أصدر أمراً في وقت سابق بتعيين العميد مكي شناع قائدا لشرطة ذي قار بدلا من الفريق سعد عاتي الحربية الذي كان يشغل منصب قائد شرطة محافظة ذي قار إضافة إلى قيادة عمليات سومر.