بغداد/ فراس عدنان
كشفت قيادة العمليات المشتركة، عن مقتل أكثر من 200 إرهابي بواسطة سلاح الجو منذ مطلع العام الحالي، مؤكدة أن أغلبهم من قادة الصف الأول لتنظيم داعش الإرهابي، وتحدثت عن استمرار التطور على صعيد المعلومات الاستخبارية وتعاون أهالي المناطق المحررة.
وقال المتحدث باسم القيادة تحسين الخفاجي، إن "القوات المسلحة العراقية لديها ستراتيجية للتعامل مع التنظيمات الإرهابية لاسيما بعد مرور 5 سنوات من الانتصار على داعش".
وأضاف الخفاجي، ان "هذه الستراتيجية يتم تحديثها وفق متغيرات تحديات الإرهاب"، مشيراً إلى "عمليات عسكرية مهمة يتم تنفيذها من وقت إلى آخر ضد عناصر داعش".
ولفت، إلى أن "هذه العمليات تكون إما عن طريق ضربات جوية محكمة ودقيقة بناء على معلومات استخبارية، او القوات البرية التي بدأت تلمس تعاوناً كبيراً من أهالي المناطق المحررة في تقديم المعلومات".
ونوه الخفاجي، إلى أن "سلاح الجو العراقي تمكن خلال العام الحالي من قتل أكثر من 200 إرهابي، ومعظمهم من قيادات الصف الأول في داعش".
وأورد، أن "داعش لم يعد يمتلك رؤية، ويعيش في حالة تخبط بعد تدمير منظومة القيادة والسيطرة للتنظيم"، مبيناً أن "الإرهابيين يتواجدون على شكل مجاميع صغيرة في مناطق جبلية أو نائية يحاولون الهرب من القوات الأمنية".
وشدد الخفاجي، على ان "التطور الاستخباري للقوات المسلحة العراقية بأنها تصل إلى الإرهابيين وهم في مرحلة التخطيط لهجماتهم ونقوم بإحباط العملية الإرهابية قبل تنفيذها".
ولفت، إلى أن "ما تبقى من التنظيم هو مجاميع صغيرة تحاول أن تختبئ وتولي بالفرار من القوات الأمنية ولا يمكن لها المواجهة المباشرة أو البقاء في مكان واحد لمدة زمنية طويلة".
ويواصل الخفاجي، ان "الإمكانيات العراقية قد تطورت، ولم يعد يمتلك التنظيم الإرهابي القدرة على مسك الأرض كما فعل في عام 2014 عندما سيطر على العديد من المناطق".
وأفاد، بأن "التعاون السكاني في المناطق المحررة مع القوات الأمنية يعطي إشارة واضحة الى أن التنظيم الإرهابي لم تعد له بيئة حاضنة في تلك المناطق، بعد أن كانت تعد آمنة بالنسبة لعناصر داعش".
وشدد الخفاجي، على ان "أبرز المحافظات التي احتلها داعش سابقاً هي الموصل، هذه المدينة تعيش اليوم استقراراً أمنياً كبيراً أما عناصر داعش فهم خارجها يختبئون في مناطق وعرة ولا يستطيعون الدخول إليها".
ويرى، ان "سلاح الجو كان له الدور الواضح في مواجهة بقايا داعش من خلال استهداف أوكار التنظيم بناء على معلومات دقيقة، إضافة إلى العمليات النوعية التي تنفذها القوات العراقية عن طريق الانزال الجوي أو التحرك البري".
وانتهى الخفاجي، إلى أن "القوات العراقية تميزت هذا العام بتفعيل الجهد الفني والاستخباري الذي مكننا من اصطياد أغلب القادة، وقد تكون ستراتيجية العام المقبل إنهاء التنظيم كلياً من دون العودة".
إلى ذلك، ذكر بيان لخلية الإعلام الأمني تلقته (المدى)، أن "القوة الجوية دمرت بواسطة طائرات (F-16) وكراً بداخله أربعة من عناصر داعش في ناحية قره تبه في منطقة نارين ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى".
وأضاف البيان، ان "ذلك جاء استمرارا للنهج التعرضي ووفقاً للخطط الأمنية المعدة، وبناء على معلومات استخبارية دقيقة من مديرية الاستخبارات العسكرية بالتنسيق مع خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة".
من جانبه، ذكر الباحث الأمني أحمد الشريفي، أن "الوضع الأمني في العراق بنحو عام مستقر، لكنه غير مطمئن".
وتابع الشريفي، أن "حالة التوتر التي تحصل على الحدود مع تركيا وإيران تؤدي بنحو أو آخر إلى ارتدادات على المناطق التي يتم تصنيفها بأنها خواصر رخوة، وبالتحديد في كركوك وديالى".
ولفت، إلى أن "هذه المناطق لها خصوصية في الحرب ضد الإرهاب، باعتبار أن ديالى هي معبر للطاقة التي تصل من إيران وصولا إلى مناطق وسط وجنوبي العراق، إضافة إلى كركوك لما تتمتع به من ثروات نفطية".
وأوضح الشريفي، أن "الثغرات الحدودية ما زالت موجودة وأمنت موارد بشرية للتنظيم الإرهابي، من خلال عناصر استغلوا حالة الارباك على الحدود مع تركيا وإيران وتواجدوا في مناطق حمرين".
وزاد، أن "عودة التنظيم الإرهابي كما كان عليه سابقاً في اختراقه للمدن ومسك الأرض ومشاغلة القطعات غير ممكنة"، مؤكداً ان "فلسفة إدارة المعركة تغيرت عما كانت عليه في عام 2014".
لكن الشريفي، يجد أن "التهديد ما زال قائماً، بتغيير التنظيم لآلياته من جيش إلى جماعات جوالة، قادرة على تنفيذ هجمات بين حين وآخر سواء على القوات أو السكان المحليين، وهذه العمليات يمكن أن توصف بأنها مؤذية كما حصل في كركوك مؤخراً وأدى ذلك إلى استشهاد عدد من الجنود".
وطالب، بـ "اعتماد ستراتيجية تبدأ من غلق الحدود واعتماد الجهد التقني في الرصد والاستمكان للنشاطات المشبوهة ومتابعة مستمرة للمناطق الرخوة"، مبيناً أن "المعركة التي كانت مع التنظيم عند احتلاله المدن كانت تعتمد على الوفرة العديدة وحققنا إنجازات كبيرة".
وانتهى الشريفي، إلى أن "الوضع في الوقت الحالي قد اختلف، بالتحول إلى القتال النوعي الذي يتطلب توفير إمكانيات نوعية باعتماد الحرب الالكترونية والاستعانة بالنواظير الليلية والكاميرات الحرارية".