 ذي قار / حسين العامل

باشرت منظمات محلية واممية بتنفيذ برامج لتأهيل ورعاية نزلاء السجون ومراكز الاحتجاز من الاحداث والنساء في ذي قار، وذلك من خلال تقديم الدعم القانوني والنفسي والمادي.

يأتي ذلك في ظل ارتفاع معدلات الجريمة بين اوساط الاطفال والاحداث، اذ كشفت مؤسسات حكومية ومجتمعية في ذي قار نهاية الشهر الماضي عن تسجيل 663 جريمة منذ مطلع العام، نصفها يتعلق بالسرقة والمخدرات. وقال رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية في محافظة ذي قار علي عبد الحسن الناشي في حديث مع (المدى)، إن "منظمة التواصل والإخاء الإنسانية تقدم بالتشارك مع منظمة اليونيسف الدعم النفسي والقانوني ومهارات الحياة والرعاية اللاحقة للأطفال في مراكز الاحتجاز".

وأضاف الناشي، أن "المنظمة تعمل على مشروع الاستجابة للأطفال في التماس مع القانون في سجن الناصرية للأحكام الخفيفة ومركز شرطة الاحداث وكذلك في دائرة الرعاية الاجتماعية". وأشار، إلى أن "برامج المشروع تتضمن الدعم القانوني للأطفال من خلال تبني قضاياهم من قبل محامين مختصين وتقديم الدعم النفسي عبر دراسة كل حالة من باحثين نفسيين فضلاً عن تجهيزهم بالملابس والافرشة والمستلزمات الحياتية الأخرى". ولفت الناشي، إلى أن "هذه البرامج معززة بنظام الرعاية اللاحقة الذي يمهد للتراضي بين النزيل وافراد اسرته والعمل على دمجه بالمجتمع". ونوه، إلى أن "البرامج تتضمن ايضاً توفير مقومات تسجيل النزلاء في مراكز التدريب المهني بعد اخلاء سبيلهم، وذلك من خلال ادخالهم دورات تدريبية خلال مدة محكوميتهم". وتحدّث الناشي، عن "افتتاح دورتين للخياطة والحلاقة احداهما للفتيات واخرى للأحداث في سجن الناصرية للأحكام الخفيفة". وأفاد، بأن "الدورتين جرى تنظيمهما تحت اشراف مدربين من مركز التدريب المهني، وذلك لضمان تسجيل المتدربين ضمن قوائم العاطلين عن العمل بعد انتهاء مدة محكوميتهم".

ويجد الناشي ان "ذلك يمهد لحصول النزلاء على قرض مالي لمشروع يساعدهم على الانطلاق بحياة جديدة تحصنهم من العودة الى بيئة الجريمة". وأشار، إلى "تأهيل المساحة الصديقة للطفل داخل سجن الناصرية للأحكام الخفيفة وهذه توفر بيئة للأطفال المصاحبين لأمهاتهم النزيلات ليعبروا عن أنفسهم من خلال توفير الالعاب والكتب وغيرها".

وأكد الناشي، "وجود 42 طفلاً وحدثاً دون سن الثامنة عشرة في سجن الناصرية للأحكام الخفيفة و46 حدثاً في مركز شرطة الاحداث".

وذكر، أن "السجن يضم أيضاً اطفالاً مصاحبين لأمهاتهم النزيلات وهم من عمر بضعة أشهر الى 3 سنوات وليسوا مدانين بجريمة معينة"، لكنه عاد ليوضح، أن "هناك احداث من بين النزلاء محكومين بجرائم مختلفة كالسرقة وتعاطي المخدرات والقتل وجرائم أخرى".

وتابع الناشي، أن "22 طفلا موجودون في السجن، وهم لا يملكون وثائق شخصية رسمية"، مؤكداً "العمل خلال فريق قانوني على استكمال الاجراءات لحصولهم على الوثائق المطلوبة".

وأفاد، بـ "جانب اخر من برامج المشروع الذي يشتمل على تنظيم ورشة عمل لتدريب الباحثين الاجتماعيين المشرفين على سجن الناصرية للأحكام الخفيفة والذين هم على تماس مع الاحداث".

وذهب، إلى أن "أعمال الورشة تتعلق بآلية تقديم الدعم النفسي والتعامل مع النزلاء من الاطفال عبر نظام المرونة". ولفت الناشي، إلى "تنظيم ورشة اخرى لضباط الشرطة المكلفين بالتحقيق مع الاحداث مطلع الشهر القادم". وفيما يقول، إن "مجمل فعاليات المشروع وبرامجه تهدف لخلق بيئة مناسبة للعيش الرغيد للطفل"، أورد، أن "مدة المشروع 3 أشهر وبدعم وتمويل من منظمة اليونيسف". ومضى الناشي، إلى أن "منظمتنا تعمل على تجديد العمل به كون الاطفال والاحداث بحاجة ماسة الى الدعم الذي نقدمه".

وكانت منظمة التواصل والإخاء الإنسانية قد قامت مؤخرا وبدعم من اليونيسف بتجهيز النزلاء من النساء والاحداث في سجن الناصرية للأحكام الخفيفة ومركز شرطة الأحداث بأكثر من 300 قطعة من الملابس فضلاً عن مستلزمات التنظيف.