TOP

جريدة المدى > سياسية > هجمات في 3 مدن بأقل من أسبوع بالتزامن مع مناقشة ملف إخراج الفصائل من المدن السنية

هجمات في 3 مدن بأقل من أسبوع بالتزامن مع مناقشة ملف إخراج الفصائل من المدن السنية

نشر في: 20 ديسمبر, 2022: 11:42 م

 بغداد/ تميم الحسن

كاد مسلحون ان يسيطروا على قرية شمال بغداد، وتنفيذ اعدامات ميدانية ضد السكان في اول حادث من نوعه منذ طرد تنظيم داعش الإرهابي من البلاد قبل 5 سنوات. وجرى الحادث الاخير شمالي ديالى، فيما كانت القوات الامنية لا تبعد سوى كيلومتر واحد او اكثر بقليل لكنها لم تتدخل!.

وتشتبك أكثر من فرضية حول موجة العنف الاخيرة التي اسفرت عن مقتل واصابة نحو 30 عسكرياً ومدنياً بينهم ضباط.
وخلال اقل من اسبوع نفذ مسلحون 3 هجمات تطورت من الاستهداف عن بعد الى الاشتباك القريب ومحاولة السيطرة على مباني مدنية.
وجرت تلك الحوادث في وقت تناقش فيه القوى السياسية اخراج الفصائل من المدن السنية، وبعد ايام ممااعتبر «تطهيرا سياسيا» جرى في وزارة الداخلية.
لكن بالمقابل، هناك فرضيات اخرى تتحدث عن «غزوة» للتنظيم ردا على مقتل زعيم «داعش» مطلع الشهر الحالي، ومعلومات عن تدفق مسلحين من تركيا!
الى ذلك شيع سكان قرية البو بالي التابعة لقضاء الخالص شمال شرقي بعقوبة (مركز محافظة ديالى) ضحايا الهجوم الذي شنه مسلحون مساء اول أمس.
وقال مصدر مطلع في ديالى بحديث مع (المدى) ان «الهجوم بدأ في الساعة 8 و45 دقيقة مساء الاحد، حين سمع السكان اصوات إطلاق رصاص».
واضاف المصدر الذي طلب عدم الاشارة الى هويته: «خرج أحد سكان القرية ليتأكد من سقي البستان فتعرض الى اطلاق رصاص بشكل مفاجئ».
وفي لحظة سماع صوت الرصاص خرج الاهالي معتقدين بوجود حالة وفاة – تجري عادة المجتمعات العشائرية إطلاق النار اثناء التشييع-.
ويتابع المصدر: «قبل ان يفهم الاهالي ما يجري بدأ الهجوم ضدهم، وحاول المسلحون الذين يقل عددهم عن 10 افراد احتلال المنازل».
وسمع السكان صرخات المسلحين التي تتوعدهم بـ «الذبح»، وأكمل المصدر: «تسلح السكان وبدأت المواجهة التي استمرت أكثر من ساعة».
ويقول المصدر المطلع والقريب من الحادث ان «ابناء القرية دافعوا عن نفسهم، والقوات الامنية تبعد أكثر من كم بقليل لم يتدخلوا ولم يصلوا الى مكان الحادث».
كان المهاجمون، بحسب شهادات اهل القرية التي اتصلت بهم (المدى) قد جاءوا سيرا على الاقدام من جانب قرية مجاورة تدعى قرية (الجيالة).
ووفق السكان ان القرية الاخيرة كان ينشط فيها تنظيم القاعدة قبل ان يتم تطهيرها وعودة الاوضاع الى طبيعتها في 2008.
اما «البو بالي» التي انتهت الاشتباكات بهروب المسلحين عبر القرية ذاتها، فقد خسرت 8 من ابنائها و7 اخرين تعرضوا لإصابات مختلفة.
يقول عقيل البيلاوي وهو أحد اقارب الضحايا في اتصال مع (المدى): «داعش يريد الثأر من قريتنا لأننا شاركنا خلال السنوات الماضية بالحرب ضد التنظيم».
في 2014 حين ظهر «داعش» في الموصل وتمدد بعد ذلك الى مدن اخرى لم يدخل القرية (البو بالي)، لكن سكان القرية كان بينهم ضباط في الجيش والشرطة شاركوا في عمليات تحرير ديالى.
وتدور شكوك حول تزامن تصاعد العنف مع متغيرات سياسية تجري في البلاد منها نقاشات ضمن ورقة الاشتراطات السنية لتشكيل الحكومة الاخيرة والتي تضمنت سحب الفصائل من مدنهم.
ويقول سياسي سني طلب عدم نشر اسمه في حديث مع (المدى): «كان متوقعا ان تتصاعد الهجمات بعد تشكيل الحكومة.. كل شيء في العراق مرتبط بالسياسة».
السياسي وهو نائب سابق استغرب، «توقيت الحوادث الاخيرة التي جرت في الطارمية وبعدها في جنوب غربي كركوك وهي مناطق سنية مع مطالب سحب الفصائل».
ويضيف السياسي: «هذه الهجمات قد تعطل مباحثات افراغ المدن من الفصائل بل سوف يحدث العكس».
ووصف شرط اخلاء المدن من الفصائل بانه «أصعب الاشتراطات» في الاتفاق السياسي الذي تشكلت على ضوئه الحكومة، بسبب ارتباط فصائل بنشاطات اقتصادية في تلك المدن.
لكن بالمقابل تشير مصادر امنية الى ان الخروقات الاخيرة قد تكون بسبب «التغيرات الامنية الاخيرة غير المدروسة».
ويقول ضابط في جهاز استخباري طلب عدم نشر اسمه في حديث لـ(المدى): «هناك تغييرات سياسية جرت في قواطع امنية حساسة بغض النظر على الآراء الامنية».
واعتبر ما جرى في الاسبوعين الماضيين بانه «تطهير سياسي» حيث تم تغيير مواقع أكثر من 30 ألف ضابط ومنتسب في الداخلية بينهم ضباط برتبة عميد، وتغييرات اخرى في مفاصل اعلى مستوى في الدفاع.
وتشتكي أطراف في الإطار التنسيقي الذي شكل الحكومة الاخيرة، من وجود تدخلات وضغوطات في التعيينات بالمناصب الامنية الحساسة، وهو احد الاسباب التي تهدد التحالف الشيعي بالتفكك.
وكان مسلحون قد هاجموا يوم الاربعاء الماضي بلدة الطارمية شمالي بغداد، وقتل نقيب في الجيش فيما اصيب اثنان من مرافقيه اثناء مهاجمة دوريتهم بعبوة ناسفة.
وبعد 4 ايام تقرب المسلحون أكثر من القوات الامنية وقتلوا 9 من الداخلية واصابوا 3 اخرين بهجوم بالعبوات الناسفة ثم بالأسلحة الرشاشة في منطقة الرياض جنوب غربي كركوك.
والطارمية والرياض تلتبس فيهما نتائج عمليات التطهير الطويلة والمستمرة في السنوات الخمس الاخيرة ووجود الفصائل هناك.
وفي قرية البو بالي التي حدث فيها الهجوم الاخير تقع تلال حمرين، أحد اشهر معاقل «داعش»، على بعد 18 كم فقط.
وتعد حمرين حلم المسلحين بسبب شدة وعورة الارض ووجود الكهوف التي وسعها التنظيم خلال فترة ما كان سيطرته او ماكان يعرف بـ «مرحلة التمكين» بين 2014 الى 2017.
وحتى الان يعتقد سكان القرى المحاذية للتل بان هناك معسكرات لتدريب المسلحين، فيما توجه القوات العسكرية غارات مستمرة هناك.
وترى تقارير عسكرية نقلها الضابط في الجهاز الاستخباري، ان «تصاعد العمليات جاء ردا على مقتل زعيم تنظيم داعش في سوريا».
وكشفت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في وقت سابق من الشهر الحالي، عن أن زعيم تنظيم «داعش» أبو الحسن الهاشمي القرشي قتل في منتصف الشهر الماضي.
ويوضح الضابط ان «احتمالية الانتقام ضعيفة لكنها واردة خصوصا وان المناطق التي جرت فيها الهجمات مازالت فيها بؤر لم يتم تطهيرها».
بالمقابل كشف النائب مصطفى سند عن البصرة عن اتصال ورده قبل اسبوع من شخص عراقي مقيم في تركيا يحذره من تدفق مسلحين الى ديالى.
وعرض سند القريب من الإطار التنسيقي، محادثة جرت بينه وبين الشخص المفترض على «ماسنجر فيسبوك» قال بانه من سامراء ويعيش في جنوبي تركيا.
وقال العراقي المقيم في تركيا بان لديه معلومات «عن قرب عبور 9 مسلحين لديهم كواتم (اسلحة)» قاصدين منطقة العبارة في ديالى.
ويؤكد سند في منشوره بانه كان من قبل ابلغ «المعنيين» بتلك الرسالة التي وردته من مجهول.
وغالبا ما يتم تسريب معلومات استخبارية قبل حدوث هجمات لكن في احيان كثيرة لا يتم التعامل مع تلك التحذيرات بصورة جدية.
ويقول عقيل البيلاوي ان قريتهم (البو بالي) امتلأت منذ فجر الاثنين بالجيش والشرطة. ووصل أمس رئيس أركان الجيش عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة قيس خلف المحمداوي.
وبحسب بيان صدر من وزارة الدفاع ان الوفد الرفيع المستوى جاء للوقوف على تفاصيل الحادث الإجرامي الأخير هناك.
بالمقابل يطالب البيلاوي الحكومة بان «تقوم بتوسيع ضم ابناء القرية الى الجيش والشرطة وتشكيل فوج للحشد من الاهالي لمنع تكرار الهجمات».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

شرطة السعدون تنتهي من تعقب الرئيس الأمريكي.. القضاء: مذكرة اعتقال ترامب مزورة
سياسية

شرطة السعدون تنتهي من تعقب الرئيس الأمريكي.. القضاء: مذكرة اعتقال ترامب مزورة

بغداد/ تميم الحسن نفى القضاء إصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت طالبت فيه واشنطن بغداد بالحد من النفوذ الإيراني «الخبيث»، حسب وصف الخارجية الأمريكية. وتحاول بغداد تقديم «عرابين صلح» إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram