يعقوب يوسف جبر
الديمقراطية سلطة الشعب ، لكن هذا لايكفي فهذه الديمقراطية نظام متكامل من التشريعات التي تحدد حقوق والتزامات كل مواطن بضمنهم الحاكم او رئيس الدولة والحكومة ووزراءها ونواب البرلمان .
في بلدنا هنالك ديمقراطية مشوهة لاضابط لها فرغم ان الدستور العراقي قد نص على اعتبار نظام الديمقراطية سلطة للشعب يتولى ولايتها بنفسه فيحمي حقوقه وينالها بكل يسر ويتمكن منها ، لكننا نجد العكس فهذا النظام قد تحول الى وسيلة للمتاجرة بحقوق الشعب من قبل الحاكمين .
ماذا يعني أن يهبط مستوى هذه الحقوق الى درجة الانحطاط ؟
يعني ان ديمقراطية دولتنا هي مجرد مقولة مفرغة من المعنى مثلها كمثل جسد بلا روح .
هل فعلا باشر الشعب بنفسه بتطبيق هذه الديمقراطية عبر حاكمه الفعلي ؟
كيف ونحن نجد الحقوق مضيعة منها غياب المساواة في الدخل المعيشي بين افراد الشعب .
ماذا عن تراجع في مستوى التعليم وهو حق ديمقراطي كفله الدستور العراقي ؟
ماذا عن حق العمل المستلب من كثير من المواطنين ؟
يبدو ان الديمقراطية في بلدنا ماهي الا وسيلة قهر وظلم واستعباد .
تحت ظل هذه الديمقراطية المزيفة يهدر المال العام ويباع ويشترى من قبل مافيات الفساد وترهن حقوق الشعب بيد الفسدة واللصوص .
في ابجديات ديمقراطيتنا المتخلفة وفي ظلها تشهد دوائر الدولة انحطاطا في تحمل المسؤولية الوظيفية .
فما معنى ان يستغل بعض موظفي الدولة وظائفهم لابتزاز المواطنين ؟
عندما تريد ان تروج معاملتك في دوائر الدولة بسرعة فما عليك سوى ان تدفع حفنة من النقود الى بعض الموظفين الاوباش والمرتشين .
في ديمقراطيتنا إدفع الرشوة لكي تحقق غاياتك .
في ظل هذه الديمقراطية من حقك ان تهدد السلم والامن الاجتماعي عندما ترمي إطلاقات نارية محتفيا بمناسبة فرح او حزن فأجهزة الدولة الامنية صامتة .
ديمقراطيتنا يستغلها بعض المواطنين لكي يضطهدوا بعضهم البعض تحت مبرر الحرية .
ديمقراطيتنا مصممة لسحق الطبقات الفقيرة وتدميرها او استغلال قدراتها مقابل ثمن بخس .
ما أروع هذه الديمقراطية المعطاء !
هذه الديمقراطية تحولت الى لعبة دمى يتلاعب بها الحاكمون ويتلاعب بنظمها بعض طبقات الشعب المنتفعة بينما يموت الفقراء من القهر .
هذه الديمقراطية معول لتحطيم الحقوق والحريات وخنقها . ديمقراطية لسحق الحقوق وطمسها . ديمقراطية جني المال العام واختلاسه عوضا عن انفاقه في تحقيق المصلحة العامة .
هذه الديمقراطية الخليعة الماجنة هي بمثابة عنوان فارغ اجوف . هي مثل قناع يستخدمه الحاكمون لحجب عوراتهم . ديمقراطية لخداع الشعب واستغفاله .
فلنكفر بهذه الديمقراطية العفنة . فلقد طال أمد ضياعنا .